انتصار جديد للدبلوماسية الصينية، وذلك بعدما قطعت بنما الواقعة فى أمريكا الوسطى، علاقاتها مع تايوان لصالح الصين، وأقامت عوضا عنها علاقات مع الصين.
وبذلك النصر الدبلوماسى لبكين، انخفض عدد الدول المعترفة بتايوان إلى 20 دولة فقط على مستوى العالم، وتعتبر الصين جزيرة تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها وقد تصاعد التوتر بين بكين وتايبيه العاصمة، بشكل متسارع منذ تولت الرئاسة فى تايوان فى العام الماضى تساى انج-وين المناهضة للوحدة مع الصين.
وأوقفت بكين، كل قنوات الاتصال الرسمى مع "تايبيه" وكثفت مناوراتها العسكرية وهى تمارس ضغوطا من أجل عزل الجزيرة عن الساحة الدولية، وانفصلت الجزيرة عن جمهورية الصين الشعبية منذ سيطرة الشيوعيين على السلطة فى بكين فى 1949.
وقالت الحكومة البنمية، فى بيان إنها تعترف "بوجود صين واحدة فقط"، وإنها تعتبر تايوان جزءا منها، ومن جانبها، عبرت تايوان عن "غضبها وأسفها" لهذه الخطوة، واتهمت بنما "بالتنمر" عليها.
وقال الرئيس الصينى، فى تصريحات سابقة له، إن الصين تعتبر تايوان إقليما متمردًا، وتتعهد بإعادته بالقوة إذا اقتضت الضرورة، مؤكدًا أنها جزء لا يتجزأ من الجمهورية الصينية الشعبية.
ولا تحتفظ الا حفنة من الدول بعلاقات مع تايبيه بدلا عن بكين، وتعد بنما الدولة الأخيرة التى تتخذ خطوة التخلى عن علاقاتها مع تايوان لصالح إقامة علاقات مع الصين.
ففى ديسمبر الماضى، خطت دولة "ساو تومى و برينسيب" الأفريقية خطوة مماثلة، وقطعت العلاقات مع تايوان.
وكانت الصين فى السنوات الأخيرة كثفت استثماراتها الاقتصادية فى بنما، التى تمر بها قناة بنما الحيوية اقتصاديا والتى تربط بين المحيطين الأطلسى والهادى.
وقالت وزارة الخارجية التايوانية، فى بيان، إنها عبرت عن "غضبها وأسفها" لما وصفتها بالخطوة الدبلوماسية "غير الودية" التى خطتها بنما التى "خضعت لمصالحها الاقتصادية من قبل سلطات بكين."
واتهمت الخارجية التايوانية، بنما، "بالتنمر" على تايوان، وتجاهل الصداقة التى ربطت بين البلدين لسنوات عديدة"، مضيفة أنها "لا تنوى التنافس مع سلطات بكين فى سباق دبلوماسية المال.
وكانت الرئيسة التايوانية تساي إنج وين، زارت بنما في يونيو الماضى فقط فى أول زيارة دولية تقوم بها بعد انتخابها.
وعقب إعلان بنما قطع العلاقات، نشرت وسائل الإعلام الحكومية الصينية صورا لوزيرى خارجية البلدين فى بكين يوقعان على وثيقة إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وقال الرئيس البنمى خوان كارلوس فاريلا، فى خطاب له إنه مقتنع بأن هذا هو الطريق الصحيح لبلده.
