أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد شرقاوى.

عمرو بدر.. دبة قتلت صاحبها "البلشى"

الإثنين، 12 يونيو 2017 02:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن صوت الأمة

للصديق عند صديقه أمور عدّة، كما يقول أبناء البلد، إحداها تتمثل فى المساندة والمجاملة والانحياز والدعم والتضليل لصالحه، أو "التعريض" وفق اصطلاح المعارضين وتلاعبهم بالألفاظ، وانتصارا للصداقة يتورط كثيرون من الناس فى الوفاء بهذا الحق، حتى لو جاء على حساب الوطن، أو القيم المهنية، أو العقل والمنطق، أو كيان نقابى يمثل بيتا وحصنا لآلاف الناس، ولا يجب توريطه فى معادلة الصداقة، خاصة إن كانت مشبوهة.
 
فى سقطة غير بعيدة عن مسلسل سقطات خالد البلشى المعتادة والمكرورة، كتب الصحفى متواضع القيمة مقالا بعنوان "مصر مش للبيع.. لازم ترحل"، ونشره فى موقع "البديل"، الذى تولى رئاسة تحريره من قبل، وتولى السمسرة فى صفقة بيعه لجهات إيرانية وحصل على مئات الآلاف لقاء تسهيله للصفقة، ثم عاد فى وقت لاحق لينفى صلته بالمقال عبر موقعه الملاكى "البداية"، ويتحدث عن قرصنة "هاكينج" واختراق للموقع وتزوير واختلاق للمقال، بينما خطابه المعلن طوال الفترة السابقة يتضمن ما أورده المقال، بتفاصيله وبذاءاته وركاكة أسلوبه وأخطائه الإملائية وتعبيراته السطحية و"قلة الأدب" التى تهيمن على عباراته وفقراته، وادعاء الاختراق والاختلاق ليس إلا هروبا للأمام، ومحاولة لإمساك العصا من المنتصف، استمرار الظهور فى أوساط اليسار وأبناء "الأورجازم" الثورى والمعارضة الحنجورية بمظهر القائد المناضل المهيِّج للجماهير، وفى الوقت نفسه التراجع عن المقال أمام المؤسسات الرسمية والجهات الإعلامية والقانونية، للهروب من التبعات التى يمكن أن تترتب على ما تضمنه من سب وقذف وتعريض بعدد من المؤسسات والوجوه البارزة بالدولة، بدءا من رأسها ورأس سلطتها التنفيذية، وصولا لقائمة واسعة من النواب والإعلاميين.
 
كتابة خالد البلشى لمقالة بذيئة وركيكة ليست أمرا غريبا عن المسار المهنى للكاتب المتواضع، قدرات الرجل لا تُبشّر بأكثر من هذا، وسوابق كتاباته تحمل ما لا يختلف كثيرا عن أحدث طبخاته الفاسدة، والتراجع أيضا ليس غريبا ولا مفاجئا، شخصية "البلشى" الاستعراضية الانتهازية تسمح بهذا، المتاجرة بـ"البديل" ثم بيعها لقاء مئات الألوف، تساوى تماما كتابة مقال استعراضى ساخن ثم التراجع عنه وادعاء تزويره ونسبته إليه، شخصية "البلشى" المهتزة والساعية للشهرة وتصدر واجهة الصورة تفسر كثيرا من تحركاته الموتورة وتصريحاته الساذجة وكتاباته المشوهة المحتاجة لضبط لغوى ومراجعة إملائية، ولكن المفاجأة فى دخول الأصدقاء على الخط، والمجاملة، أو بالأحرى رد الجمائل السابقة، فى غير أوانها، وعلى طريقة "الدب اللى قتل صاحبه".
 
الصديق الداخل على خط المجاملة و"التعريض" لصديقه وصاحب الأفضال عليه، الكاتب الصحفى الشاب وعضو مجلس نقابة الصحفيين، عمرو بدر، الذى نشر حصة "النقوط" أو المجاملة فى مقال ببوابة يناير التى يرأس تحريرها، مقال المجاملة لا يقل ركاكة وسطحية وأخطاء إملائية ونحوية عن مقال "البلشى" اللقيط، الذى تراجع عنه صاحبه على طريقة "أقسم بالله ما ولادى"، ولكن بعيدا عن ركاكة المقال وحاجته، وربما حاجة صاحبه، للجلوس فى مقاعد الدراسة وتعلم القراءة والكتابة والهجاء العربى مرة أخرى، فإن المنطق الذى اشتمل عليه المقال لا يتجاوز حقيقة أنه مجاملة صديق، أو "تعريض" من بدر للبلشى، ولكنه "تعريض التوريط" ومجاملة الدب الذى أطاح قلمه الطائش غير الواعى برقبة صاحبه.
 
السبع "التايوانى" خالد البلشى، هاج وماج و"قل أدبه" وتجاوز فى حق الجميع، ونشر حصيلة هياجه فى موقع غير موقعه، ثم خرج منكرا علاقته به ومتنصلا منه، ما يعنى أنه يتهم "البديل" وإدارته ويتركهم وحدهم فى وجه العاصفة، ولكن الصديق الوفى عمرو بدر خرج مجاملا صاحبه على طريقته الخاصة، وربما دون أن يخبره "البلشى" باستراتيجيته للهروب، فأعاد "بدر" الاستشهاد بمقال خالد البلشى وبعض فقراته، واستعار تعبيراته التى تتهم رئيس الدولة ورئيس البرلمان وبعض رؤساء اللجان النوعية بالبرلمان وعددا من النواب والإعلاميين اتهامات تطال السمعة والشرف ويعاقب عليها القانون، ناسبا كل ما ورد فى المقال وتبرأ منه "السبع التايوانى" لصديقه، ومعتبرا الأمر مناط فخر ورفعة، وكأنه لا يلحظ أن "قلة الأدب" ليست من فعل الكتابة ولا أصل المهنة، وأن الركاكة والسطحية والكتابة الغثة لا يمكن أن تكون مناط فخر، ولا يمكن أن يُقبل الأمر إلا فى إطار "تعريض" الصديق لصديقه، وليستر الله فى باقى حقوق "البلشى" لدى بدر.
 
الغريب أن موقف عمرو بدر يكشف عن حقيقة مستفزة، وهى أن هناك دوائر من الصحفيين والناشطين والسياسيين، تعمل فى المجال العام بمنطقة الجمعية التى تدور بين الأصدقاء، فى المال والتصريحات والظهور الإعلامى، وفى "التعريض" أيضا، عمرو بدر يرد الجميل لخالد البلشى، لا يساند قيمة ولا مبدأ كما يحاول إيهام قارئ مقاله الركيك، فالرجل حصل من قبل على مجاملة شخصية من "البلشى" على حساب مهنة الصحافة وبيتها النقابى، عندما أقنعه عضو المجلس السابق بالبقاء فى مقر النقابة وعدم تسليم نفسه للأجهزة الأمنية، وكان مطلوبا ضبطه وقتها، وبعد إقناعه بالأمر وتأمين دخوله للنقابة سافر إلى المملكة المغربية، وكانت النتيجة اضطرار الأجهزة الأمنية لاقتحام النقابة وضبط "بدر"، وهو ما أحدث أزمة كبيرة وقتها، فى مايو 2016، وبفضل هذه الواقعة حصل عمرو بدر على شهرة كبيرة منحته فرصة دخول مجلس إدارة نقابة الصحفيين، بينما خرج "البلشى" مطرودا عقابا له على ما فعله بالبيت الصحفى، ولكن جميلته لصديقه عمرو بدر لم تذهب هباء، والرجل يرأس تحرير موقع مجهول "تحت بير السلم"، ويتمتع بعضوية مجلس النقابة، تماما كما كان حال البلشى قبل سنة من الآن، ويمكنه أن يرد المجاملة و"يعرض" لصديقه على حساب المهنة والنقابة والقيم والمبادئ، لا شىء أهم من العلاقة الإنسانية والوفاء بحق الصديق على صديقه، وليذهب كل شىء إلى الجحيم، حتى ولو كان إتقان المجاملة نفسها، و"التعريض" بوعى وكفاءة وأسلوب جيد، المهم أن يرد المديون ديونه للدائن الهمام والمناضل الهزبر والسبع الذى لا يُشق له غبار، حتى ولو كان الرد على طريقة "الدب اللى قتل صاحبه التايوانى".  









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة