أزمة فى الأفق بين تونس والجزائر بعد وصف وزير تونسى للجزائر بـ"الشيوعية"

الأحد، 07 مايو 2017 01:18 م
أزمة فى الأفق بين تونس والجزائر بعد وصف وزير تونسى للجزائر بـ"الشيوعية" العلاقات بين الجزائر وتونس
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أزمة فى الأفق تشهدها دولتا الجوار تونس والجزائر على خلفية تصريحات أطلقها وزير البيئة التونسي، رياض المؤخر، قال فيها: "أفضل أن أقول عن تونس أنها تقع جنوب إيطاليا عن أنها تقع بين الجزائر الشيوعية وليبيا المخيفة"، وهى التصريحات التى أثارت جدلا واسعا وتوقعات بتوتر العلاقات بين البلدين.

وحاولت تونس احتواء الأزمة سريعا حيث هبت جميع الأحزاب على رأسها أحزاب السلطة للتبرؤ من تلك التصريحات التى تسئ إلى دور الجوار، وأعربت عن رفضها للإساءة والتى وصلت لحد مطالبات لرئيس الحكومة بإقالته فورًا، لأنّ ما صرّح به يمسّ بالعلاقة المتينة بين تونس والجزائر، والبلدان لا يستطيعان الاستغناء عن بعضهما البعض، والتنسيق فى عدد من المجالات التى تشغل بال قيادتى البلدين.

ومن جانبها عبّرت حركة النهضة التونسيّة عن استنكارها "الشديد للتصريحات غير المسئولة المنسوبة لوزير البيئة فى حق العلاقات الأخوية المتينة" بين تونس وجارتيها الجزائر وليبيا.

 وأشار بيان للحركة أن "عمق العلاقات بين تونس حكما وشعبا والشقيقتين ليبيا والجزائر أكبر من أن تهزها مثل هذه التصريحات"، ودعت الحركة "الجميع إلى احترام ثوابت علاقاتنا بجارتينا الشقيقتين لارتباطها بأمن المنطقة وبالمصالح العليا لتونس".

وقال حزب "نداء تونس"، حزب الرئيس التونسى فى بيان له: إنه لا يمكن لأى تصريحات عابرة أن تمس بمتانة العلاقات التونسية مع كل من ليبيا والجزائر، كما أن علاقات تونس مع الجزائر وليبيا، أخوية وشراكة استراتيجية تندرج ضمن رابطة الهوية المغاربية والعربية الإسلامية". 

وأضاف بيان حزب الرئيس التونسى باجى قايد السبسى أن ” تونس متشبثة بمشروع التكامل المغاربي، وشراكتها مع أشقائها من أجل مواجهة تحديات المستقبل معا، والأفق المغاربى هو الطبيعى لمشروع تونس الحضاري، والمحدد الأساسى لسياستها الخارجية “.

ومن جانبه انتقد اتحاد الشغل التونسى تصريحات الوزير التى وصفها بغير المسئولة، وذكر الاتحاد بمكانة هذين البلدين فى قلوب التونسيات والتونسيين و بالعمق الجغرافى التاريخى و الحضارى و بالمصير المشترك بينهما وبين تونس، واعتبر أن الإساءة الى الجزائر هى أضرار بمصالح تونس و إلى علاقتها الأخوية العريقة معها.

وعقب تلك العاصفة حاول وزير البيئة المُدان أن يمتص الأزمة التى تتصاعد بين البلدين، حيث قال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" إن "ما تم نشره بشأن الشقيقة الجزائر يأتى كتفاعل مع دعابة وردت على لسان وزير الخارجية الإيطالى الذى قال إنه من شرفة بيته يرى تونس".

وأضاف: "علقت على هذه الدعابة بتصريح مفاده عدم إلمام بعض الأمريكيين فى فترة التسعينيات بالموقع الجغرافى لتونس، حيث أنه عندما كنت أقدم نفسى كوافد من تونس يقولون إندونيسيا، وعندما أقول أن تونس تقع على الحدود مع الشقيقة ليبيا يعلقون بأن ليبيا بلد يعيش ديكتاتورية معمر القذافي".

 وتابع: "أما بالنسبة للشقيقة الجزائر يردفون أن الجزائر بلد شيوعى ويتساءلون هل تونس يحكمها نظام شيوعي"، كما عبّر عن استغرابه لتوظيف البعض لتصريحه و"محاولة الإساءة لمتانة العلاقة الأخوية بين تونس والجزائر الضاربة فى التاريخ، وهو موقف ثابت لتونس حكومة وشعبا".

وفى حين تلتزم الحكومة الجزائرية حتى الآن الصمت تجاه تصريحات وزير البيئة التونسى حيث ينشغل المسئولون بالانتخابات التشريعية الجزائرية ونتائجها، إلا أن الصحف الجزائرية شنت حملة هجوم على التصريحات التونسية واعتبرت ذلك “تصريحًا لا مسؤولًا”، وقال موقع “algerie patriotique” الجزائري: “الذكاء و الحنكة السياسية تظهر من جديد فى حكومة العصر ! رياض المؤخر نسى فضائل الجزائر مع تونس، واليوم، أصبحت الجزائر بلدًا يجب الحذر منه لأنه “بلد شيوعي”، حسب رأيه.

وقالت: “سيدى الوزير، عندما تذهب إلى أسيادك فى إيطاليا وتريد تقليم أظافرهم ومسح أحذيتهم، بتلميع صورة تونس التى نهشها الفساد المالى و السرقة واستغلال النفوذ، عليك الالتزام بالحديث عن بيئتك يا وزير البيئة.”.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة