وفاء عبدالسلام

دورة رمضانية

الإثنين، 29 مايو 2017 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السماحة من أجمل أخلاق هذا الشهر الفضيل، وهذه الدورة فرصة لنحيى خلق السماحة فى نفوسنا، فالسَّمَاحَة من خلق الإسلام، فمن السَّمَاحَة عفو الله ومغفرته للمذنبين من عباده، وحلمه تبارك وتعالى على عباده، وتيسير الشريعة عليهم، وتخفيف التكاليف عنهم، ونهيهم عن الغلو فى الدين، ونهيهم عن التشديد فى الدين على عباد الله.
 
قال تعالى: { يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الدين يسر، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة، والروحة، وشىء من الدلجة».
 
ونهى النَّبى عن التنطع والتَّشدد فى الدين، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم على من يشق على المسلمين فقال: «اللهم من ولى من أمر أمتى شيئًا فشقَّ عليهم، فاشقق عليه، ومن ولى من أمر أمتى شيئًا فرفق بهم، فارفق به».
وأمر بالتخفيف على المسلمين ونهى عن التثقيل فى أمور الدين، فعن أبى مسعود الأنصارى، رضى الله عنه، قال: «أتى رجلٌ النَّبى صلى الله عليه وسلم، فقال: إنى لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا، قال: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط أشد غضبًا فى موعظة منه يومئذ، قال: فقال: يا أيها النَّاس إنَّ منكم منفِّرين، فأيُّكم ما صلى بالنَّاس فليتجوَّزْ، فإنَّ فيهم المريض، والكبير، وذا الحاجة».
 
ومن سماحة الإسلام، تيسيره لشؤون مناسك الحج، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص، رضى الله عنهما: «أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف فى حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل، فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال: اذبح ولا حرج، فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمى، قال: ارم ولا حرج، فما سئل النَّبى صلى الله عليه وسلم عن شىء قُدِّمَ ولا أُخِّر، إلا قال: افعل ولا حرج».
 
وتظهر سماحة الإسلام فى التعامل مع غير المسلمين؛ فالإسلام لم تقتصر سماحته على المسلمين فحسب، بل شمل غير المسلمين، حتى فى حالة الحرب، فنهى الإسلام عن قتل الأطفال، والنساء، والشيوخ، والعجزة، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا فتحتم مصر، فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمةً ورحمًا».. 
 
ومن سماحة الإسلام فى معاملة غير المسلمين عدم إكراههم على ترك دينهم ولايكرهون على الدخول فى الإسلام وعدم إيذائهم أو حتى التضييق عليهم.. 
 
ومن سماحة الإسلام المحافظة على حرمة دماء أهل الذمة والمعاهدين فقتل الذمى بغير الحق حرمه ديننا السمح، بل كان النبى صلى الله عليه وسلم يوصى بأهل الذمة والمعاهدين ويدعو إلى مراعاة حقوقهم وإنصافهم والإحسان إليهم وينهى عن إيذائهم.
 
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة