سليمان شفيق

قنا تتحدث عن نفسها: نعم للأصالة ولا للإرهاب

الأحد، 28 مايو 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدى ثلاثة أيام قضيتها فى قنا الأسبوع الماضى، بصحبة النائب مجدى ملك والخبير الأمنى العميد خالد عكاشة، وبدعوة من جمال يوسف رئيس جمعية «أنا مصرى للتنمية والتدريب»، فى البدء كانت ندوة «وطن واحد شعب واحد»، بجمعية الشبان المسلمين، بحضور لفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية منهم: اللواء نظامى، محمد حسن العجل، ياسر عبدالموجود نائب رئيس الاتحاد الإقليمى للجمعيات بقنا، عربى أبوزيد مدير ادارة قوص التعليمية، أحمد فتحى المحامى، د.أحمد شورى وكيل المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بقنا، هشام قدوس أمين حزب مستقبل وطن بقنا، د. محمد عبدالهادى أمين حزب المصرى الديمقراطى، نجلاء باخوم عضو المجلس القومى للمرأة بقنا، ميرفت عبدالحكيم مديرة مدرسة إعدادية، د.أحمد سعد، عوض بشرى أمين لجنة المواطنة بمستقبل وطن، أبونا فيلبس راعى كنيسة المراشدة، الشيخ أيمن محمد مصطفى من الأوقاف، الشيخ رمضان مدير إدارة أوقاف قنا وآخرون.
 
على مدى ثلاثة ساعات، قدم الندوة الدكتور محمد حسن فى بلاغة تخللها أشعار، قدم العميد خالد عكاشة رؤية أمنية لتطورات الحرب على الإرهاب من سيناء وحتى التفجيرات الداخلية التى استهدفت الكنائس فى البطرسية ومار جرجس طنطا والمرقسية بالإسكندرية، وتطرق إلى ظاهرة عولمة الإرهاب، ومن جهته تحدث النائب مجدى ملك منطلقًا من آيات الذكر الحكيم فى لسان عربى مبين أدهش الحضور وذكرهم بابن بلدهم مكرم عبيد المسيحى دينا والمسلم حضارة، وتلا ذلك حوار ساخن تطرق إلى الإرهاب وما حدث فى قنا من ضبط خلية «إرهابية»، ومابين شد وجذب توقف خالد عكاشة فى مصارحة حول أن ما حدث إنذار حقيقى لنا جميعًا لأن قنا مستهدفة ومستعصية، وأشار إلى أنه فى الوقت الذى تم ضبط خلية قنا ضبطت خلايا أخرى فى الغربية والإسكندرية وغيرها، وطالب عكاشة بالمكاشفة والمصارحة خاصة فيما يخص «الفتن الطائفية»، وكيف أنه فى بعض قرى الصعيد يحرم بعض المتشددين على المواطنين الأقباط الصلاة، وردًا على بعض التساؤلات ربط النائب مجدى ملك بين الفساد والإرهاب، ودعا إلى ضرورة التكاتف فى وجه دعاة الفتن واستعرض ماتم فى مكافحة فساد القمح وامتداد الحرب على الفساد فى الأدوية وغيرها من وسائل العيش، وردًا على سؤال حول دور الإعلام فى مكافحة الفساد تحدثت عن مراحل تطور الإعلام منذ 1975 وحتى الآن وكيف كانت المرحلة الأولى 1975/1985 مرحلة الصحافة القومية، حيث مزيد من المهنية وقليل من حرية التعبير، ثم ظهور الصحافة الحزبية 1985/1995، وتطورت حرية التعبير تواكبها المهنية، ثم من 1996 وحتى الآن ظهرت الفضائيات والإعلام الخاص ووسائل التواصل الاجتماعى وارتبطت الحرية بالفوضى وطالبت بتدخل الدولة بحظر النشر فى بعض القضايا والتدخل الحاسم حتى لو أدى ذلك لإغلاق أو تأميم بعض تلك المؤسسات التى يؤدى انفلاتها إلى إشعال الفتن مثلما حدث مؤخرًا، وهنا تصدى لذلك القطب الوفدى محمد حسن رافضًا أى محاولة لتكميم الأفواه، واشتعلت القاعة بين مؤيد ورافض.
 
انتهت الندوة ولكن الحوار لم ينته وفى مساء نفس اليوم فى مكان على النيل تجمع حوالى خمسة وعشرين من القيادات القناوية من مختلف الأحزاب والقبائل ومؤسسات المجتمع المدنى، وتم إنهاء النزاع بين الحاضرين حول دور الإعلام بحل وسط يقضى بأهمية تدخل الدولة لتطوير إعلام الدولة خاصة الصحف القومية وماسبيرو، وتفعيل مواثيق الشرف المهنى، وتحدث العميد خالد عكاشة بصراحة حول ضرورة توخى الحذر خاصة من قبيلة الأشراف حول محاولات الدواعش استهدافها، مؤكدًا على أن الرأى العام أعرب عن انزعاجه من وصول بعض المتشددين إلى تلك القبيلة الحصينة والرافضة لكل الأفكار المتطرفة، ودعا النائب مجدى ملك إلى ضرورة تكاتف كل الجهات حول الرئيس فيما يخص أراضى الدولة المنهوبة، مع مراعاة تقنين وضع كل من زرع أرضه، وكذلك نصيب الشباب من المشروع، وأهمية التوازن بين الاستصلاح ومخزون المياه الجوفية.
 
وعلى مدى يوم ونصف اليوم قدمت ورشة عمل حول «اكتشاف الذات وحرية التعبير»، حضرها خمسة عشر مشاركًا ومشاركة من جمعيتى «المصرى» «وأنا المصرى»، كشفت الورشة عن كوادر شبابية إعلامية واجتماعية وسياسية ذات مستوى رفيع، على هامش الزيارة تمت لقاءات مع قيادات من حزب مستقبل وطن، هشام قدوس أمين حزب مستقبل وطن وعوض بشرى أمين لجنة المواطنة بالحزب، ود.محمد عبدالهادى أمين الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى والدكتور أحمد سمير أمين الشباب، وكذلك أحمد حسن العجل القائد الوفدى، كل تلك اللقاءات أكدت على نضج العمل السياسى وتغلغله فى الحياة القبلية والجامعة والمجتمع فى حيوية تتفوق على فاعلية الحياة الحزبية بالقاهرة.
 
لازالت المدينة تحتفظ بجمالها ونظافتها مثلما تركها المحافظ والوزير السابق عادل لبيب، والملفت للنظر أن من جمع كل تلك الفعاليات جمال يوسف مواطن مصرى قبطى مما يؤكد الأصالة والسماحة التى تتمتع بها قنا المباركة من سيدى عبدالرحيم القناوى، والبطل مار جرجس، عدت إلى القاهرة وعبق أصالة قنا يكاد يبدده ثرثرات بعض المثقفين والمناوشات الدينية والطائفية من بعض بارونات الإعلام، والمتسكعون على «فيس بوك»، والمنقسمون حول شعبية سياسيين وهميين، والملتفون حول قضايا وهمية، حتى إننى تمنيت أن أعود إلى إدراجى فى الصعيد المنسى والذى كما قال عنه العميد خالد عكاشة «الكنز الاستراتيجى».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة