د.أيمن رفعت المحجوب

الإنسان والكون الأصغر

الجمعة، 12 مايو 2017 05:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من فضل المولى عز وجل على الإنسان أن خصه بمخ يتميز بوظيفة أخرى ليست من صميم عمله، وكان فى غنى عنها لو شاء (ولكن لحكمة يعلمها الله عز وجل وحده)، وهى وظيفة عرضية وليست حتمية، وليست من الضروريات الأساسية للوظائف الحيوية التى توصل لها العلماء على مدار التاريخ، وهى "وظيفة المعرفة".

 

هذه الوظيفة من الترف الذى صادف العقل فأوغل فيه واستعذب نتائجه وأصاب منه فوائد كبيرة لم تكن فى أول الأمر واضحة أو مقصورة أو محتملة، ولا غرابة فى ذلك كله، فقد رأينا كيف أصبح المخ بخواصه الإلكترونية والحيوية جماع كل هذه القوانين فى كل ما هو دونه، أى فى الكون كله.

 

فلا غرابة إذن أن يكون نظامه فى الواقع تركيزًا لكل هذه القوانين فى صورة مصغرة. وهو ما عرفه الأقدمون بإحساسهم لا بعلمهم حين قالوا إن "الانسان هو الكون الأصغر". فالمخ وهو جامع القوانين كلها فى صورة مصغرة لا يعدو أن يكون عضوًا نظامه أقرب ما يكون إلى نظام الكون (والاثنين من صنع الله عز وجل)، وكل حدث فى الكون أو كل قانون من قوانينه يجد فى المخ تجاوبًا معه، وتوافق النظم بين الاثنين أمر محتمل جدًا.

ولمّا كنا قد تأكدنا من التوافق والتجاوب يجلبان لنا سرورًا ومتعة، فإن المعرفة ظلت فى جميع العصور مصدرًا للمتعة والسرور قبل أن تكون مصدر فائدة للفرد أو للمجتمع أو حتى للبشرية.

وعليه نكون قد وصلنا إلى ما بدأنا به، وهو أن فى الكون نظامًا، وأن فى العقل نظامًا، وأن المعرفة هى المطابقة بين النظامين، وأن هذه المطابقة ممكنة وواقعية فعلاً ومعقولة وطبيعية، وبهذا نكون قد حققنا على نحو ما تقدم من أن نجد النظام الذى يبدأ بالإلكترون وينتهى بالعقل على نسق واحد، وهذا النسق فى جملته واضح مهما اختلفت تفاصيله، وكل هذا من قدرة الله سبحانه وتعالى "فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ  صدق الله العظيم

·      أستاذ الاقتصاد السياسى والمالية العامة – جامعة القاهرة .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

سبحان الله

كلام جميل وحقائق مذهله لم نكتشف منها إلا القليل القليل ..بالفعل هناك توافق عجيب بين المخ الكون الصغير وبين الكون الكبير وهذا يثبت أن الخالق واحد لا الله الا الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة