أحمد أبو الغيط : القضاء على الإرهاب والتطرف هو معركة عصرنا وتحدي زماننا

الأربعاء، 05 أبريل 2017 07:01 م
أحمد أبو الغيط : القضاء على الإرهاب والتطرف هو معركة عصرنا وتحدي زماننا أبو الغيط
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ​إن الظروفَ الأمنية المحيطة بالمنطقة، والمخاطر المُحدقة بها تضع أعباءً هائلة على كاهل أجهزة الأمن وإنفاذ القانون في الدول العربية، مشددا على أن القضاء على الإرهاب والتطرف هو معركة عصرنا وتحدي زماننا

واوضح ابو الغيط  فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقد اليوم فى تونس، إن أحداث السنوات الست الماضية قد ضاعفت من التهديدات، بل وحملت لمجتمعاتنا أنواعاً جديدة من المخاطر، مشيرا إلى أن الجماعاتُ الإرهابية تمكّنت من استغلال حالة السيولة السياسية التي مرَّ بها الإقليم لتوجه ضرباتٍ عنيفة، وغير مسبوقة في مداها وشدتها. فوجدنا الحدود تُقتَحم، والمُدن تسقط فريسة للعصابات الإجرامية، والأراضي يجري السيطرة عليها وتُنزع عنها أعلام الدول لترتفع مكانها رايات الخراب السوداء، في سابقة لم تشهد منطقتنا لها مثيلاً في تاريخها الحديث.

وأكد أن ظواهر الإرهاب والعنف تداخلت مع الجريمة المنظمة، والإتجار بالبشر، والتجارة غير المشروعة في الآثار، وغيرها من أشكال الخروج على القانون. وتكونت شبكاتٌ خطيرة ومعُقدة تمزج بين عالمي الإرهاب والإجرام. لافتا إلى أن الأخطر أن هذه الشبكات صارت توظف أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في تجنيد الأنصار، حتى اتسعت ساحة المواجهة لتشمل العالم من أقصاه إلى أقصاه. وكان من شأن هذا كله أن يضعَ المؤسسات والأجهزة الأمنية في العالم العربي أمام تحديات غير مسبوقة في شدتها أو مداها.

وأكد أنه من هنا تنبع أهمية الدورة الحالية لمجلس وزراء الداخلية العرب، سواء في توقيت عقده، أو من حيث الموضوعات المُدرجة على جدول الأعمال، والتي تتناول باستفاضة وعمق كافة التحديات الأمنية التي تواجه بُلداننا.

​وشدد أبو الغيط على أن تحقيق الأمن هو الغاية الأولى للحكومات جميعاً.فمن دون الأمن لا تنمية ولا عمران. ومن دون الأمن يستحيل أن تقوم حياةٌ ديمقراطية سليمة أو أن ينعم المواطن بحقوقه الإنسانية الأساسية، وعلى رأسها حقه في الحياة، وحقه في أن يعيشَ آمناً على نفسه وأهله من الخوف، وأخيراً، فإن توفر الأمن يُعد العامل الحاسم في جذب الاستثمارات الأجنبية التي تشتد حاجة بلادنا لها.

​وأوضح أبو الغيط أن التحديات التى تمر بها المنطقة، تضع على كاهل رجال الأمن مسئولياتٍ جساماً، وأعباءً تفوق الطاقة، فهم مطالبون بأن يحققوا الأمن للمواطن والمجتمع من دون أن يشعر المواطن بأنه مُقيدٌ في حريته أو مُحاصرٌ في معيشتِه، وبغيرِ أن تتأثر حركة المجتمع الطبيعية فينعكس ذلك سلباً على الانتعاش الاقتصادي، أو يسحب من رصيد الحيوية المجتمعية.

وأشار أبو الغيط إلى أن النظرة الشاملة للأمن تقتضي تعاوناً وتنسيقاً وثيقاً ومتواصلاً بين أجهزة الضبط وإنفاذ القانون من ناحية، وبين العديد من المؤسسات والكيانات الرسمية وغير الرسمية من ناحية أخرى.

وثمن أبو الغيط التعاون القائم بين مجلس وزراء الداخلية العرب والمجالس الوزارية العربية، وبخاصة مجلس وزراء العدل العرب. خاصة في المجالات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وإعداد قوانين نموذجية لمواجهة جرائم الاتجار بالأشخاص ومكافحة الفساد وما أثمره هذا التعاون من عقد الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي دخلت حيز النفاذ سنة 1999، والتي تعتبر سبقاً إقليمياً ومثالاً يحتذى به.

وتابع: لقد شهدنا جميعاً كيف احتلت مكافحة الإرهاب مكاناً مُتقدماً في جميع البيانات الرسمية التي أدلى بها القادة العرب في قمة عمّان منذ أيام، فضلاً عن الإشارة الواضحة للإرهاب باعتباره واحداً من أخطر التهديدات التي تواجه العالم العربي في البيان الختامي عن القمة. مؤكدا أن صلابة الإجماع العربي حول خطورة الإرهاب لا يفوقها سوى قوة الاقتناع بخطورة الفكر الذي يولده، وضرورة اقتلاع هذا الفكر من تربتنا، واجتثاثه من مُجتمعاتنا، لافتا إلى أن المسافة بين الفكر المتطرف والعُنف أقصر مما نظن. ولا مجال لمُجابهة الإرهاب بينما جرثومته كامنة في ثنايا العقل، نائمة في خلايا المجتمع. لذلك فإن التحدي الحقيقي أمامنا ليس قاصراً على مُلاحقة المُخططات الشيطانية للإرهابيين واستباقها، وإنما القضاء على النهج الذي يؤدي إلى تفريخ المزيد منهم..

​وقال الأمين العام للجامعة العربية، إن القضاء على الإرهاب والتطرف هو معركة عصرنا وتحدي زماننا. وهي معركة طويلة مُضنية. وتحدٍ نحن له أهلٌ بإذن الله. لافتا الى أن الصراع مع العقل الإرهابي هو عملية بالغة التعقيد تتطلب تضافراً لكافة الجهود في المجتمع ومؤسسات الدولة، وأن الجهد الأمني يقع في القلب من هذه العملية. ولكنه ليس فقط جهداً بوليسياً أو عملاً استخباراتياً. وإنما هو أيضاً سباق في الخيال. من المهم أن يكون الخيال الأمني سابقاً قدر الإمكان للخيال الإجرامي والإرهابي. مؤكدا أنه لا يكفي توجيه الضربات لجماعات الإرهاب وعقوله المدبرة، وإنما مطلوبٌ أيضاً ردع هذه الجماعات بصورة تُقلص الدافع لدى أجيال الشباب للانضمام إليها.

وشدد على ضرورة أن يُدرك العقلُ الإرهابي أن إجرامه يذهب عبثاً، وأن شروره لا تؤثر في مسيرة المجتمعات. ولا شك في أن المجتمعات ذاتها هي خط الدفاع الأول في هذه المعركة. فلا فُرصة أمام جماعات الإرهاب والخراب إن لفظتها المُجتمعات، ولا سبيل أمامها إن انفض الناس عنها وتبرؤوا منها. وقد قالت مجتمعاتنا كلمتها بعد أن جربت وشاهدت ما ينطوي عليه هذا الفكر الضال والمُضل من نوازع الشر والتدمير، بل والعبث والجنون.

​ونوه أبو الغيط إلى أن استقرار الأوضاع الأمنية في البلدان العربية لا يتحقق فقط بمُجابهة الإرهاب والفكر المتطرف. فالإرهاب هو نوع خاص وخطير من الإجرام. ويتغذى على الجريمة بكل فروعها. ومن الأهمية أن تتواصل الجهود في مجال مُكافحة انتشار الجريمة، خاصة المنظمة منها والعابرة للحدود. وهو ما يتطلب تنسيقاً وتعاوناً غير مسبوق بين الدول العربية بالنظر إلى تعقد أوجه النشاط الإجرامي في عالم اليوم، اعتماداً على تكنولوجيا المعلومات والاتصال الحديثة التي أصبحت –للأسف- تُوظَفُ لخدمةِ الإجرام بصورةٍ لم نعهدها من قبل.

وأشار أبو الغيط فى هذا الخصوص إلى أهمية البند المتعلق بالتحديات الأمنية فى المنطقة العربية والسبل الكفيلة بمعالجتها. كما أكد  أن السبيلَ الأنجح لمواجهةِ النشاطِ الإرهابي والإجرامي بكافةِ صورِه وأشكالِه هو مُضاعفةُ التنسيقِ العربيِّ-العربي . خاصةَ في مجال تبادل المعلومات والخبرات الأمنية واستخلاص الدروس وتعميمها على كافة الأجهزة الأمنية تحقيقاً للنفع العام، وتلافياً لتكرار الأخطاء.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة