أمــنـــيـــة دســـوقى عـبد العـزيز تكتب: خالى شهيد

السبت، 29 أبريل 2017 10:00 م
أمــنـــيـــة دســـوقى عـبد العـزيز تكتب: خالى شهيد حرب أكتوبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خالى شهيد حرب ١٩٧٣ وللأسف ماشوفتهوش ومعرفتى بيه من خلال الحكايات عنه ومن خلال صوره، أول صورة شوفتها ليه كان عليها شريطة سوداء ومكتوب تحتها (ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون ) . 
 
فى دولاب جدتى الله يرحمها كان فى منطقة محظور على أى حد الاقتراب منها، بس انا كان ليا إمتيازات ومن صغرى كانت بتفتح الدولاب وتخرج الحاجات اللى بالنسبة ليا   " كنز " وكانت دايماً بتثير فضولى، وهى مصحف خالى وساعته والكاميرا بتاعته، والبومات صور كلها خاصة بيه .. وهى دى الحاجات اللى جدتى كانت مانعه أى حد يقرب منها . وفى نفس الدولاب بدلة الجيش بتاعته زى ما كانت بتقول " كوياها بإيدى وبتطبيقتها من يوم مامشى " كانت بتفرجنى على الصور وتقولى دى صوره وهو فى المدرسة ودى إتصورها فى الكلية ودى صور رحلة الأقصر وأسوان إللى مع الجامعة ودى اتصورها فى الجنينة فى العيد ودول أصحابه فلان وفلان وفلان ودى خطيبته!! كانت جارتنا وزميلته فى كلية الهندسة بس دفعه أصغر منه . ولحد ما كبرت وقبل أن يتوفاها الله فى كل مره تفرجنى على الصور وتحكيلى عن ذكرياته كان دايماً بيبقى عندى فضول اللى بيسمع حاجة لأول مرة، ماكنتش بأزهق من الحكايات اللى سمعتها كتير لأنى كنت بأحس أنها عايزة تتكلم عنه وكنت بأحب اسمعها وأشوفها وهى بتتكلم عنه 
جدتى كانت دايماً بتحاول تحافظ على أن أى حاجة بتاعته تفضل موجوده ويفضل آخر علاقة للحاجات دى بيه هو وبس، الكاميرا إللى صور بيها بنفسه سبوع أول حفيد للعيلة فى آخر يوم ليه وسطهم، محدش لمسها من بعده وفضل الفيلم فيها ومحدش شاف صور توثيق حفل سبوع أول حفيد . حتى القبر، بعد لما جدى استخرج جثمان خالى علشان ينقله بمقابر العائلة قررت جدتى وأوصت " القبر ده محدش هاينزل فيه بعد عزيز " حتى البيت رفضت يبقى فيه حياة وهو مش موجود فيه وكانت تقسم لجدى أنها تشعر بوجوده معاهم فى البيت وإنها بتسمع صوته، فما كان من جدى سوى جمعهم والرحيل لمكان جديد بعيداً عن منزل بات خزينة للآلم والحزن . وأنا وقبل سنوات من وفاة جدتى قررت زيارة البيت ده وكان أنقاض، وقفت أمامه أبتسمت وشعرت بالحزن والفرح فى نفس الوقت، انا عارفة البيت ده انا عارفة الناس اللى اتولدوا هنا وكبروا هنا ولعبوا مع بعض هنا، غمضت عينى حفظت صورته وتخيلت قصص كتير اتحكتلى عن البيت، سمعتهم وشوفتهم بيتحركوا فيه قدامى وبيجروا على السلالم وداخلين خارجين من اوضة للتانية .
 جدتى مع أول لحظة أمومة ليها لحد آخر نفس فى حياتها وكل الناس بتناديها ب " أم عزيز " ماهو أبنها البكرى .. كل يوم بتسمع أسمه عايش معاها ومعانا احنا الجيل اللى ماشفهوش بس عرفناه كويس جدا . ومن الأوراق اللى فى الدولاب :
١- كلماته فى مذكراته عن حرب ٦٧ وكان وقتها لسه طالب والكلمات كانت مستمدة من الأخبار إللى كانت بتوصل للناس فى البيوت .. وأنا باقرأ كلماته كنت بأتخيله وهو قاعد على مكتبه- اللى فضل فى بيت جدتي- بيكتب الكلام ده وفرحان بإنتصارنا على العدو الإسرائيلى 
 ٢- كلماته فى مذكراته بعد ما الناس عرفت الحقيقة وكلماته عن وفاة المشير عامر او زى ما هو كاتب ( انتحار المشير عامر ) وأنا باقرأ الكلمات دى بأتخيله وهو على نفس المكتب حزين ومكسور 
٣-الجواب اللى تم ارساله إلى جدى يبلغوه فيه بإستشهاد خالى (ينعى وزير الحربية بمزيد الأسف رقم :.... درجة :.....أسم :عبد العزيز محمد شفيق الذى أستشهد فى ميدان التضحية والشرف يوم ٨/١٠/١٩٧٣، بجهة سيناء . وأن وزير الحربية إذ يقدم لكم خالص تعزيته، ليسجل أن الشهيد كان مثالاً للشجاعة والبسالة فى ميدان القتال . وأن أسم الشهيد سيظل خالداً فى قائمة المجد وسجل الشرف .  
٤- الورق الباقى من المذكرات أبيض 
 
  قررت أصدق من وأنا صغيرة أن جثمان خالى زى ماهو سليم فى قبره ووجهه مبتسم زى كل صوره وببدلة الجيش المخترقة بالرصاص ويحتضنه علم مصر، إستناداً على احاديث تؤكد أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الشهداء، حتى لو تعددت الاقوال حول صحة تلك الأحاديث فما هناك ضرر من تصديقها . أيقنت أن قول الله تعالى عن الشهداء أنهم أحياء هو رسالة لأهلهم تسكيناً لآلام الفراق حتى يحين اللقاء، أم عزيز راحت لعزيز، وكلمة منى لأم عزيز حتى يحين اللقاء ...وحشتينى .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

رحمة الله عليهم جميعا

لقد اعدتينى الى دائرة الذكريات يوم ان جاء خبر استشهاد اخى الأكبر فى يوم 18 اكتوبر وكيف كان واقع الخبر علينا جميع لقد خرج من شارعنا الذى كنا نقطن فيه فى ذلك التاريخ 7 من الشهداء شباب يمكن ان يتحدث عنهم الجميع عن اخلاقهم ومدى التزامهم حتى ان البعض اطلق على شارعنا فى ذلك الوقت شارع الحزن ولكنه اختيار الله لهم وياليت شباب اليوم يعلم ويبحث فى قصص الشهداء ويتحلوا بأخلاقهم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة