سعيد الشحات

حضور حرب الاستنزاف

الخميس، 27 أبريل 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حضرت حرب الاستنزاف بقوة هذا العام فى ذكرى الاحتفالات بعيد تحرير سيناء، وكان ذكر الكابتن غزالى أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء مؤتمر الشباب شاهدا على ذلك، حضرت هذه الحرب رغم محاولات البعض فى سنوات سابقة إدخالها دائرة النسيان، لأسباب كثيرة، فالذين لديهم ثأر من جمال عبدالناصر لا يذكرونها، وفى ذلك يتحالف الإرهابيون الذين لا يشغلهم إسرائيل من قريب أو بعيد، مع غيرهم الذين يسلمون بأن إسرائيل لا يمكن هزيمتها، وحتى نعرف مدى ما أحدثته هذه الحرب من هلع فى إسرائيل يكفى أن تعود إلى قراءة كتاب محمود عوض «اليوم السابع - الحرب المستحيلة، حرب الاستنزاف»، واقتطف منه قول وزير الخارجية الإسرائيلية أبا إيبان تعليقا على قرار وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل يوم 8 أغسطس 1970: «لقد تم استقبال وقف إطلاق النار فى إسرائيل بشعور من الرضا، وحينما أعلنته مس مائير «رئيسة الوزراء» فى التليفزيون كان رد فعل الرأى العام كما لو أننا حصلنا على تسوية سلمية، إن نشرات الأخبار لن تبدأ بعد الآن بالصوت الحزين لمذيع الراديو وهو يخبرنا بأسماء الشباب الإسرائيلى الذين سقطوا فى المعركة، إن ما حصدته الحرب من الأرواح والمعدات الثمينة جعل الحرب مكلفة بالنسبة لنا».
 
كان ذكر كابتن «غزالى»، رحمه الله، كأحد أبرز رموز المقاومة الشعبية بعد نكسة 5 يونيو 1967، هو ذكر لمصر التى ترفض الهزيمة، وتصمم على الثأر، هو ذكر لكل أبطال تحرير الأرض من أبناء الشعب المصرى الذين كانوا عونا لجيشنا العظيم، وتذكير بقصة شعب تحمل كل الصعاب من أجل رد الاعتبار وعدم الاستسلام، وتذكير بمرحلة تحول فيها كل أهالى السويس والإسماعيلية وبورسعيد إلى جنود يعملون من أجل المعركة الفاصلة مع عدو غادر، وتذكير بقصة شباب تطوع للثأر، كما حدث عندما ذهب شباب من السويس إلى مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى شارع عبدالحميد سعيد عند سينما أوديون بالقاهرة، وطلبوا من المسؤولين أن يشاركوا ضمن المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، فشكرهم المسؤولون وأعطوهم أعلاما فلسطينية واعتذروا لأنهم لن يعرفوا جغرافية مناطق العمليات، مما قد يؤثر سلبا على عمل المقاومة الفلسطينية، وعندما علم المسؤولون فى مصر ما أقدم عليه هؤلاء الشباب قاموا بتكوين «منظمة سيناء العربية»، وبدأت بـ«عبدالمنعم قناوى وعبدالمنعم الحاج، وغريب محمد غريب، ومحمد عواد، والشهيد مصطفى أبوهاشم، ومحمد سرحان، وفتحى عوض الله، وسعيد البشتلى، ومحمود طه، وإبراهيم سلميان، وهناك أسماء أخرى».
 
قامت المخابرات الحربية بتدريب أعضاء المنظمة على أحدث أنواع الأسلحة، وكيفية الاستطلاع والتصوير والتعامل مع اللاسلكى، وكل فنون القتال المختلفة، حتى أصبح الجميع على أتم الاستعداد لعبور القناة، وتنفيذ العمليات الفدائية ضد قوات العدو داخل سيناء.
 
كانت منظمة «سيناء العربية» بأبطالها من تجليات الإرادة الوطنية العظيمة للشعب المصرى الذى لم يترك جيشه العظيم أبدا، وكانت دليلا على أن حرب الاستنزاف هى حرب الجيش مع الشعب، منذ أن بدأت بعد نكسة 5 يونيو، وقادها الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية والفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذى استشهد على خطوط القتال يوم 9 مارس 1969.
 
التذكير بهؤلاء الأبطال ليس من قبيل استحضار الذكريات، وسرد الحكايات الجميلة عن زمن فات، وإنما هو يدخل فى صميم مستقبلنا، فالمعركة مازالت قائمة، والشهداء الذين يتساقطون كل يوم بسبب الإرهاب الأسود خير شاهد على ذلك.
 
ورحم الله كل شهيد نزف دمه من أجل الحفاظ على تراب مصر، وتحية إلى كل بطل حمل السلاح.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة