تعرف على ليلة "الإسراء والمعراج" فى خواطر على جمعة

الثلاثاء، 25 أبريل 2017 03:00 ص
تعرف على ليلة "الإسراء والمعراج" فى خواطر على جمعة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية الأسبق، إنه مع مناسبة الإسراء والمعراج، جال بفكره عدد من الخواطر الشاملة تتناسب مع جلل هذا الحدث وانفراده فى تاريخ البشرية.
 
وأضاف "جمعة": المرحلة التى قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم فى إسرائه إلى بيت المقدس ثم معراجه إلى ما فوق السموات السبع لينتهى به المطاف عند سدرة المنتهى فى عدة دقائق محدودة ليعود فيجد فراشه مازال دافئا أمر لم يتكرر مرة أخرى مع بشر، هذا إن دل على شيء فيدل على مدى تميز هذه الحادثة عن بقية التاريخ الإنسانى جملة وتفصيلاً، وتتلخص هذه الخواطر فيما يلى:
 
1- الأمة الإنسانية أمة واحدة، ويتوج حدث الإسراء والمعراج هذا المعنى، إذ التقى رسولنا الكريم ﷺ بإخوانه الأنبياء، وصلوا صلاة واحدة يؤمهم فيها ﷺ ، إشارة إلى أن هذه الأمة تتبع جميع الأنبياء وتؤمن بهم، وذلك باتباعهم لنبيهم الخاتم. إن الله سبحانه وتعالى كما أرسل الرسل بالعهد القديم، والعهد الجديد، فقد ختمهم رسول الله ﷺ الذى أنزل معه العهد الأخير، وجعل الله سبحانه وتعالى الأمة واحدة من لدن آدم إلى يومنا هذا: (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِى قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) بالإسراء والمعراج. وفى الحديث الشريف عن أبى هريرة -رضى الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: إن مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين (رواه البخاري).
 
2- أنعم الله تعالى على نبيه فى هذه الرحلة بنعمة النظر إلى وجهه الكريم، وأجمع العلماء أن متعة النظر إلى الله سبحانه وتعالى هى أجل نعمة للإنسان، فلا مزيد عليها فى التمتع الحسى والمعنوي، وهو ما يتمثل فى قوله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) قال العلماء: الزيادة هى النظر إلى وجهه الكريم. وفى حديث صهيب عن النبى ﷺ أنه قال: إذا دخل أهل الجنة نادى مناد إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه قالوا ألم تبيض وجوهنا وتنجنا من النار وتدخلنا الجنة قال فيكشف الحجاب، قال فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه (رواه الترمذي).. والنظر إلى الله لا يكون بالأبصار إنما يكون بشيء يخلقه الله سبحانه وتعالى يمكن من ذلك; فقال عز وجل: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) والناضرة من نضرة النعيم، وناظرة أى أن الوجوه تنظر، وليس العين لأنه سبحانه وتعالى لا يدركه البصر (لَا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ) إنما الذى يدركه شيء وراء ذلك يخلقه الله سبحانه وتعالى فى العبد كما خلقه فى سيد المرسلين ﷺ فى ليلة المعراج فرآه كما قال ابن عباس رضى الله عنهما وكما ورد فى سورة النجم فى قوله تعالى: (مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى)، على إرجاع الضمير إلى الله سبحانه وتعالى كما ثبت فى البخاري.
 
3- أخر الله سبحانه وتعالى النبى ﷺ فى الظهور الكونى فقدمه فى الظهور المعنوي، فعلى الرغم من أنه ﷺ آخر الأنبياء إلا أنه صلى بهم إماما فى ليلة الإسراء والمعراج.
 
ويجب على المسلم أن يتدبر فى هذا الأمر، فهو لا يعرف أين الخير! قد يعطيه الله عز وجل فى الدنيا ثم يمنعه بهذا العطاء فى الآخرة; فيفرح اليوم ولا يدرى ماذا يخبئ الله له غدا، وأحيانا يمنعه فى الدنيا فيتبرم ولا يدرى أن هذا المنع عطاء. وقد لخص ابن عطاء الله السكندرى فى حكمه هذا الدرس بقوله رضى الله عنه: ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، فلعله أخرك فى الدنيا ليقدمك فى الآخرة، أو أخرك فى ترتيب الناس ليقدمك عنده سبحانه وتعالى. وفى المعاملة مع الله يجب على المسلم أن يفهم عن الله، وهذا ما سيؤدى به إلى الرضا والتسليم، ومن دعاء الصالحين: اللهم يسر ولا تعسر.. خر لى واختر لي.
 
4- المؤمن يعظم الأحداث فتراه يحتفل بالمولد الشريف، ويحتفل بالإسراء والمعراج ويتدبر فيها معجزة تثبت حول الله وقوته وتثبت علو مقام نبينا الشريف عند ربه وانفراده فى ظاهرة لن تتكرر، وإثبات أن هذه الأكوان إنما تسير بأمر الله ولا تكون ولا تخرج عنه سبحانه وتعالي، فالمسلم يحترم الأشياء والأشخاص والأحداث ويقدس الزمان والمكان قداسة هى عين التوحيد لأنها تطهير للأوقات والأماكن، وهى عين التبرى من الحول والقوة لله رب العالمين، وهى تعظيم لحرمات الله كما أمر الله وتعظيم لشعائر الله كما أمر، وسعيا إلى تقوى القلوب كما وصف، وسعيا للخير عند الله مدخر عنده سبحانه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة