قرأت لك.. رواية "قليل من الموت".. ماذا لو عدت من القبر للحياة؟

الجمعة، 21 أبريل 2017 07:00 ص
قرأت لك.. رواية "قليل من الموت".. ماذا لو عدت من القبر للحياة؟ غلاف رواية قليل من الموت للكاتب مناف زيتون
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل شهدت جنازة أحد الأشخاص المقربين إليك ذات يوم؟ ورأيته يدفن أمامك؟ وهل توقعت بعدما انتهى كل شىء وذهب الجميع إلى منازلهم وأشغالهم أن هذا الشخص مازال حيًا وأنه يصرخ الآن: أنا مازلت حيًا؟.

ربما يكون الجواب "نعم" أو العكس، وربما نتذكر بعض المشاهد الدرامية، التى جسدت هذا السؤال، أو نتذكر بعض الوقائع، ولكن هل سألت نفسك: ماذا سيفعل هذا الشخص لو نجى بالفعل وعاد للحياة مرة أخرى؟ ماذا سيفعل؟.

ربما لو طرحنا هذا السؤال على عدد الطلبة أو مجموعة مختلفة من الناس والثقافة والبيئة لتشابهت إجاباتهم، لكن المؤكد هو أن الدخول فى التجربة ليس كمن عاشها.

فى رواية عنوانها "قليل من الموت" والصادرة عن دار نوافل / هاشيت أنطوان، يضعنا الكاتب السورى مناف زيتون، أمام العديد من هذه الأسئلة، التى تتوالى ويتعمد هو أن يكسر أفق توقع القارئ منذ بداية الرواية، بل ومن غلافها، وما يشير إليه من توقعات، فباعتباره كاتبًا سوريًا، فسوف يظن القارئ وهو يخطو رويدًا رويدًا إلى عالمها أنه أمام شخص سوف يكتشف أنه أصيب بالعمى، ولكنه فجأة يجد نفسه داخل تابوت فى مقبرة، وهنا يظن أن روحه هى التى تتفقد المكان / القبر وتتعرف عليه قبل بدء عملية حساب القبر، حتى يتيقن أنه بالفعل حى ولم يمت، لكنه بداخل قبر، فما العمل إذًا؟، وتلك حيلة الكاتب التى وجد لها مخرجًا يمكن "أنور النجار" بالفعل من الخروج، وهو خروج فلسفى، كما هو حال الرواية منذ بداية أحداثها.

يتكئ مناف زيتون فى "قليل من الموت" على فرضية "ماذا لو؟"، ولكن بصورة غير صريحة أو مباشرة، فبعد خروج "أنور النجار" ومروره بحالة الشك، وتأكده من أنه مازال حيًا، ووصولاً إلى معرفة التشخيص العلمى الطبى لحالته، والذى أدى لدفنه حيًا، ينتقل الكاتب بالقارئ إلى سؤال آخر وهو: ماذا سيفعل بعدما عاد إلى الحياة من الموت؟.

"فهم شعور من يحكمون بالسجن المؤبد. كان قبل تلك الزيارة غير اللطيفة يقول إنهم ولا بد، يفضلون الموت على البقاء فى السجن لجميع سنوات عمرهم الباقية. لكنه الآن يعلم أن السجن، بل والأعمال الشاقة المؤبدة، أفضل بمليون مرة من الموت، أو بالضبط أفضل من اللحظة القصيرة التى تسبق الموت... انقلب الشعور فجأة، لم تعد التفاصيل فى حياته سخيفة وتافهة والتضحية سهلة كما فكر منذ لحظات. بل فجأة، أصبحت أسخف التفاصيل مهمة. قرر أنه بعد أن يعود إلى حياته سيشعر بالمتعة المطلقة حين يقص أظفاره، وحين يعقد رباط حذائه. بل إنه سيكون ممتنًا فى كل مرة يتمكن من حك أنفه".

مناف زيتون، كاتب وصحفي سوري، من مواليد عام 1988، تخرج في كلية الإعلام في جامعة دمشق، نشر على الإنترنت بعض الكتابات الأدبية، ومن ضمنها سلسلة قصص قصيرة تحت عنوان "الفزاعة"، وتعد روايته "قليل من الموت" هى باكورة أعماله الأدبية المطبوعة.

رواية قليل من الموت للكاتب مناف زيتون
رواية قليل من الموت للكاتب مناف زيتون

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة