إسلام الغزولى

القاهرة الخديوية

الجمعة، 21 أبريل 2017 05:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى عام 1867 طلب الخديوى الخديوى إسماعيل من الإمبراطور نابليون الثالث، أن يقوم المخطط الفرنسى هاوسمان الذى قام بتخطيط باريس بتخطيط القاهرة الخديوية، وهو المشروع الذى حول القاهرة إلى تحفة حضارية تنافس أجمل مدن العالم، ليطلق عليها كتاب الغرب حينذاك باريس الشرق، وتمثل القاهرة الخديوية بداية العمران المصرى فى صورته الحديثة خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر بالشكل الذى يجعلها تضاهى أجمل مدن العالم.

 

وخلال الفترة الماضية بدأ مشروع لتطوير منطقة القاهرة الخديوية، والذى بدأته الدكتورة سهير حواس أستاذة العمارة والتصميم العمرانى بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة صاحبة موسوعة القاهرة الخديوية، وهى أول من صك هذا المصطلح الذى أصبحنا نتداوله جميعا الآن، وتُعد موسوعة القاهرة الخديوية الأكثر ثراءً وإنسانية لأنه لا يحكى قصة المعمار فى قلب القاهرة بل يتناول أيضا الجانب الإنسانى فى تلك المنطقة، ويجمع الكتاب كل ما يخص الطرز المعمارية التى تم تأسيس بنايات وسط القاهرة وفقا لها.
 

جمعت الدكتورة سهير حواس فى موسوعة القاهرة الخديوية كل الوثائق التى تخص البنايات ذات الطراز المعمارى المتميز فى وسط القاهرة ، سواء تصميمات هندسية أو ملكية أو مواد بناء أو التصميمات الهندسية التى تم التنفيذ بناء عليها ، وكذلك الزخارف التى زينت واجهات هذه البنايات.
 

قضت الدكتورة سهير حواس أكثر من ثلاثين عاما تعمل على هذا المشروع البحثى العظيم، والذى بدأه والدها أستاذ العمارة الكبير الراحل الدكتور زكى حواس الذى وضع اللبنات الأولى لهذا المشروع البحثى الذى يهدف لتوثيق والحفاظ على تراث مصر المعمارى الذى أقامه الخديوى إسماعيل فى نهاية القرن الثامن عشر .
 

كان لواجهات البنايات المميزة فى قلب القاهرة الخديوية والذى تبدو فيه القاهرة كأرقى المدن العالمية أثرا هاما وأظهرت العديد من صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى صورا لجمالها وتنوعها وأشكالها المتميزة، مما أسهم وبحق للترويج لفكرة إستعادة تلك المبانى التاريخية مما أصابها من التشوهات التى كانت تغطى واجهات العمارات والبدء فى صيانة وتطوير هذه التحف المعمارية وإعادة تخطيطها بعد ما أصابها من تدهور والعمل على زيادة المساحات الخضراء ووضع اشتراطات واضحة وملزمة للأنشطة المختلفة لاستعادة الصورة البصرية الراقية للمنطقة بالكامل من جديد وصولا لأن تصبح القاهرة الخديوية عاصمة تراثية خضراء، بمعايير سياحية واستثمارية عالمية يعيد القيمة التاريخية للمنطقة، ويعد مشروع تطوير القاهرة الخديوية أحد المشروعات الذى تحاول الدولة القيام به منذ ما يزيد عن العشر سنوات الماضية وشهد دفعة قوية منذ حوالى الثلاثة أعوام الأخيرة ضمن ما عرف بأعمال صيانة وتطوير عقارات القاهرة القديمة وتوالت الحكومات المتعاقبة بداية من حكومة المهندس إبراهيم محلب ثم المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء الحالى الإهتمام بهذا المشروع باعتباره مشروعًا قوميًا وتم تشكيل لجنة القاهرة التراثية، برئاسة المهندس إبراهيم محلب لمتابعة تنفيذ الأهداف العاجلة لخطة القاهرة الخديوية.
ورغم أن هذه الحالة للأبنية ذات الطرز المعمارية المتميزة لا تخص قلب القاهرة وحدها، بل عواصم المحافظات المصرية جميعها، خصوصا تلك التى سكنتها جاليات أجنبية كبيرة، مثل الأسكندرية، والمنصورة، والسويس وغيرها من المدن التى لازالت تحمل الجمال فى قلبها إلا أن مشروع التطوير للأسف اقتصر على بنايات القاهرة الخديوية، بينما تسارعت وتيرة حالة الجور والهدم والتشويه ضد هذه الأبنية والقصور فى بقية المحافظات.
 

ومن ثم فإنه من الضرورى أن يقوم الباحثون المصريون بمواكبة المجهود الذى قامت به الدكتورة سهير حواس فى تحقيق وجمع المعلومات لكتابها موسوعة القاهرة الخديوية، كجزء من التوعية الجمالية التى بتنا نفتقر إليها، وأن يفرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى عن المعايير التى وضعتها الدكتورة سهير حواس وزملائها لتنظيم المعمار فى جمهورية مصر العربية، لمواجهة العشوائية فى البناء لإستعادة المظهر الحضارى للمحافظات المصرية وخاصة القاهرة لتكون بمثابة إنطلاقة لحقبة جمالية جديدة فى طرز البناء بدلا من حالة القبح والتشوه التى تغطى وجه المحروسة منذ عقود.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

القاهره الخديويه

تحية أعزاز وتقدير لكل العاملين في صمت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة