كشف وزير البيئة الدكتور خالد فهمى أن الاجتماع الوزارى لمجموعة "باسيك" (BASIC) المعنية بالمناخ، الذى عُقد فى العاصمة الصينية بكين أمس الأول الثلاثاء، أكد أنه لا رجعة فى اتفاقية باريس للتغير المناخى.
وفى تصريحات أدلى بها الوزير لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط فى بكين، خلال زيارته للصين التى اختتمها أمس الأربعاء، قال إن الهدف الرئيسى من زيارته كان المشاركة فى محادثات "باسيك"- وهى المجموعة المكونة من أربع دول نامية تطورت إلى دول صناعية وهى: الصين والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل، مشيرا إلى أن الاجتماع كان معنيا بالتحضير للمؤتمر الدولى حول التغيرات المناخية القادم (COP 23) الذى ستستضيفه مدينة بون فى ألمانيا فى شهر نوفمبر المقبل نيابة عن دولة فيجى.
وأضاف وزير البيئة أنه نظرا لأن الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر ستبدأ فى نهاية هذا الشهر فى بون، كان من الضرورى أن تعقد المجموعات الإقليمية لقاءً لتنسيق المواقف، وبالتالى تمت دعوته لاجتماع "باسيك" لتمثيل مصر التى تشكل مركز ثقل إقليمى كبير بحكم موقعها الاستراتيجى وبحكم كونها رئيس مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة.
وأوضح أن مصر لم تكن الدولة الوحيدة التى تمت دعوتها لحضور اجتماع الأمس حيث كان هناك كذلك دولتى فيجى بصفتها رئيسة المؤتمر القادم فى بون، والإكوادور كونها الرئيس الحالى لمجموعة الـ77.
وقال أنه تم، خلال الاجتماع الوزارى، التأكيد على مصالح الدول النامية فى مواجهة التغيرات المناخية ودعوة البلدان المتقدمة لأن تحترم تعهداتها بأن يكون هناك تمويل واضح ومحدد مقدم منها لدعم الدول النامية، خاصة بعد محاولات بعض الجهات المانحة لخلط الدعم الموجه للتنمية بالمعونة التى من المفترض أن يتم تخصيصها لمواجهة التغير المناخى، وهو الأمر الذى يتعارض مع اتفاق باريس الذى ينص على أن يكون هناك فصل بين هذا وذاك، وأن يتم تخصيص موارد مالية إضافية لمساندة البلدان الفقيرة والنامية فى مواجهة آثار التغييرات المناخية ومساعدتهم على أن يستبدلوا الطاقة الأحفورية مثل البترول والفحم وخلافه بالطاقة الجديدة والمتجددة.
وأردف قائلا أن الاجتماع تناول عدم وفاء البلدان الغنية بتعهداتها فى إطار اتفاقية كيوتو بأن يتم تخصيص 100 مليون دولار سنويا للدول النامية لتمويل برامج التكيف مع التغير المناخى، كما ناقش موضوع زيادة المساعدات الخاصة بالتغير المناخى إلى 100 مليار دولار سنويا بعد عام 2020، مشيرا إلى أنه ومن هنا كانت هناك ضرورة لأن ينسق لقاء أمس الأول المواقف بحيث تظهر الدول النامية كمجموعة واحدة لها رأى موحد يحقق لها مصالحها.
وأكد الدكتور خالد فهمى أنه تم بالفعل التنسيق بين الدول المشاركة فى اجتماع "باسيك"، وتم تناول الكثير من الموضوعات الهامة والتأكيد على أن اتفاقية باريس لا رجعة فيها وأن كل الدول ملتزمة بها، كما تمت مطالبة الدول المتقدمة بأن تأخذ بجدية تعهداتها التى التزمت بها خاصة وأن عدم الوفاء بها سيجعل الجنس البشرى كله يواجه مشاكل التغيرات المناخية، والتى ستطول آثارها الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.
وأضاف أنه تم الاتفاق على التنسيق المستمر فيما بين أعضاء "باسيك" وفى إطار مجموعة الـ77 حتى تكون هناك قوة ضغط مؤثرة وفعالة من عدد كبير من الدول، خاصة فى ظل القلق المتزايد من مواقف بعض الدول المتقدمة إزاء التزامات اتفاق باريس، راجيا جميع الدول أن تراجع نفسها حتى يمكن التوصل إلى اتفاق فى مؤتمر بون القادم.
ومن جانب آخر، وبالنسبة للتعاون بين مصر والصين فى مجال الحفاظ على البيئة، كشف الوزير- فى تصريحاته- أنه تجرى محادثات حاليا مع شركة صينية كبرى، ومع شركة الخدمات الوطنية حول معالجة المخلفات، حيث سيتم توقيع بروتوكول تعاون ثلاثى قريبا فى القاهرة فى هذا الصدد.
