دول الجوار الليبى تتحدى طموح بوتين.. روسيا تفتح أبوابها لاستقطاب أطراف النزاع.. والثلاثى مصر والجزائر وتونس يسارع الزمن لتحقيق المصالحة.. والسبسى: أساطيل موسكو على بعد كيلومترات وعلينا التحرك وإلا دفعنا الثمن

الثلاثاء، 07 مارس 2017 11:23 م
دول الجوار الليبى تتحدى طموح بوتين.. روسيا تفتح أبوابها لاستقطاب أطراف النزاع.. والثلاثى مصر والجزائر وتونس يسارع الزمن لتحقيق المصالحة.. والسبسى: أساطيل موسكو على بعد كيلومترات وعلينا التحرك وإلا دفعنا الثمن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يعد طموح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى إيجاد موطئ قدم له فى ليبيا مجرد تكهنات، بل أصبح واقعا ملموسا لا يخفى على أحد، ولكن هذا الطموح سيجلب خلفه تدخلا من قبل أوروبا وأمريكا اللذان لن يتركا القيصر يمسك بأطراف المعادلة ويقصيهم خارجها، وفى النهاية ستدفع دول الجوار الليبى ثمن هذا الصراع على النفوذ من أمنها واستقرارها.

الثلاثى مصر وتونس والجزائر - دول الجوار - يدرك جيدًا أن روسيا تتطلع إلى أن تكون لاعبا هاما فى الملف الليبى، وهو الدور الذى تبحث عنه رغبة فى تحقيق أهدافها الخاصة والتى لن تراعى بالضرورة صالح المنطقة، فبخلاف أن بوتين يسعى إلى استعادة نفوذه فى لبيبا كما كان إبان عهد معمر القذافى، فهو يرغب فى لعب دور حاسم في بلد يحظى بأهمية استراتيجية على البحر الأبيض المتوسط، ستمنحه قوة إضافية فى إدارة الملفات الخلافية بينه وبين أوروبا والناتو.

ووصولا إلى ذلك تشهد موسكو نشاطاً دبلوماسياً حثيثا لعرض نفسها كوسيطا محايدا فى الأزمة الليبية، حيث فتحت أبوابها للأطراف المتحكمة فى الشرق وتلك التى تسيطر على الغرب، حيث قام  الجنرال خليفة حفتر برحلتين إلى موسكو خلال الشهور القليلة الماضية، فى حين قام  رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السرّاج، بزيارته الأولى لروسيا الأسبوع الماضى.

ويبدو أن روسيا ترغب فى تكرار سيناريو تدخلها فى سوريا، حيث رافقت زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبى لموسكو تصريحات مبعوث الرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف بأن روسيا على إتصال مع جميع الأطراف، مشترطا لأى تدخل عسكرى لبلاده في ليبيا طلب من الحكومة الشرعية فى ليبيا.

دول الجوار - كما يؤكد الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى - أصبح لديها ادراك لما تسعى له روسيا، و هواجس من انجراف الأزمة فى ليبيا بعيدا عن اللاعبين الإقليميين من دول الجوار، مشددا على أنه وقتها ستجد المنطقة نفسها ضمن مشروع الاستقطابات العالمية الكبرى.

وقال السبسى فى حوار لصحيفة العرب اللندنية "ماذا نفعل إذا وجدنا روسيا جارا بتدخلها فى الملف الليبى كما حدث الأمر مع الملف السورى؟ ما هى مبادراتنا إذا اتفق الروس مع الأمريكيين والأوروبيين على جدول تدخل فى ليبيا؟"، مشددا على أن دول الجوار هى التى ستدفع الثمن من أمنها واقتصادها واستقرارها.

وأوضح السبسى أن المبادرة التونسية لحل الأزمة مع مصر والجزائر تأتى فى إطار قطع الطريق على التدخل الغربى، وقال "يجب أن نبادر ونجلس إلى الأطراف المعنية بالقضية الليبية محليا وإقليميا، وإلا فإن البدائل العالمية تحوم بالقرب منا. نحن متوسطيون جغرافيا، وأوروبا والغرب وأساطيل روسيا على بعد كيلومترات قليلة".

وأكد أن تونس يمكن أن تصبح المتضرر الأكبر من انفراط العقد بشكل كامل فى ليبيا، فالتهديد الأمنى الذى يمكن أن يأتى بصيغ الإرهاب العابر للحدود وحده يكفى، والتأزم الاقتصادى فى ليبيا يجر مشاكل فى الاقتصاد التونسى تتجاوز تلك الحاضرة الآن عند مناطق المعابر الحدودية.

إذن فتحركات روسيا كانت دافعا أسياسيا وراء تقليل التفاوت فى وجهات نظر دول الجوار الثلاث تجاه الازمة الليبية، وبدأ مع بداية العام ٢٠١٧ عملية تنسيق ملحوظ بين العواصم الثلاث القاهرة وتونس والجزائر فى محاولة لاقناع الأطراف الليبية على كافة أيديولوجياتها للجلوس الطاولة وبدء حوار ليبى ليبى ينتهى بحل توافقى.

وقالت تقارير تونسية نقلا عن مصدر مطلع على الملف الليبى أن هناك إدراك بمخاطر التوسع الروسى فى ليبيا، لافتا الى أن موسكو تسعى جديا لإمتلاك قاعدة جوية فى منطقة البحر المتوسط لتكون منصة لها للانطلاق نحو ليبيا ولحماية مصالحها فى المنطقة الاورومتوسطية، لافتا الى أنها عرضت على بعض دول الجوار الليبى استخدام أراضيها لهذا الغرض إلا ان مطالبها جوبهت بالرفض التام تأكيدا على مبدأ الرفض العسكرى للأزمة الليبية، كما نفى فى الإطار نفسه ان تكون امريكا تتخذ من الاراضى التونسية قاعدة عسكرية.

وأشار المصدر الى أن تحركات دول الجوار شهدت خلال الأسابيع القليلة الماضية تقدما ملموسا حيث تم توقيع إعلان تونس بين الدول الثلاث والذى أعلى الرفض لأى تدخل عسكرى أجنبى فى ليبيا، واكد على ضرورة البدء فى حوار ليبى ليبى يضم كافة الأطراف دون إقصاء لوضع خارطة طريق لحل الازمة سياسيا، لافتا الى بدء توافد الأطراف على تونس لعرض أسس المبادرة لحل الازمة فضلا عن التنسيق مع مصر والجزائر، كما انه من المنتظر عرض المبادرة على القمة العربية المقبلة لتحظى بدعم عربى.

الثلاثى مصر وتونس والجزائر أصبحوا صِمَام أمان لتحصين ليبيا من طموحات الرئيس الروسى، الذى يسيطر على مجريات الأمور فى سوريا منذ سبتمبر ٢٠١٥ حيث تدخله عسكريا، وأصبحت تحركات موسكو تواجهها فى المقابل تحركات العواصم العربية الثلاثة والتى تسابق الزمن لتسوية الازمة قبل ان يفرغ الكرملين من انغماسه فى الازمة السورية ويتجه الى ليبيا، وهو التدخل الذى حتما سيستفز اوروبا وواشنطن لتبدأ مواجهة جديدة على أرض ليبيا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة