طارق الخولى

المغزى من وراء محاكمة مبارك

الإثنين، 06 مارس 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ لحظة أن أصدر القاضى حكمه ببراءة مبارك.. سادت حالة من الفتنة والتباين المجتمعى.. لا يعرفها المصريون إلا مع بزوغ هذا الملف من فترة لأخرى.. فقد انقسم الناس فى ردة فعلتهم على الحكم.. فهناك من يرى أن مبارك ماضٍ يجب أن ينقشع لنمضى فى طريق المستقبل.. وهناك من أصيب بصدمة أن الحكم ما هو إلا إعلان عن المسمار الأخير فى نعش ثورة 25 يناير.. وما بين هذا وذاك.. يبقى أننا جميعًا يجب أن ندرك.. بأن مبارك قد حصل على براءة قضائية، من واقع الأوراق المتاحة، فى قضية قتل المتظاهرين.. لكن ستبقى إدانة التاريخ تلاحق سيرته السياسية على مدى السنين.
 
قبل أى شىء.. يجب أن نقف على المغزى من وراء محاكمة مبارك.. فليس الغرض هو الانتقام من شخصه أو حتى إذلاله.. ردًا على من يتبنى مقولة «ارحموا عزيز قوم ذل».. وإنما فلسفة محاكمته تكمن فى إرساء مبادئ العدالة المجتمعية والقصاص العادل للشهداء.. فحتى يوم 31 يناير 2011م كان قد سقط المئات من الشهداء والمصابين.. بجانب ما سبق ذلك من جرائم فساد سياسى ومالى شاب لها رأس الولدان.. فقد فتح مبارك الطريق لهيمنة أمريكية شبه كاملة على الوطن العزيز مصر.. ووافق على طلب الخارجية الأمريكية بتمويل عدد من المنظمات السياسية والحقوقية داخل مصر، ليفتح الطريق ويمهده لأجهزة المخابرات المعادية للعبث داخل الدولة.. كما أنه ترك ولديه يعيثان فى الوطن فسادًا فيتحكم أحدهما فى رجال الأعمال ورؤوس الأموال.. أما الآخر ففى رسم سياسات الدولة ليتزاوج فى النهاية المال بالسياسة لينجبا سفاحًا فسادًا استشرى فى كل جنبات الدولة.. ليباع القطاع العام بأبخس الأثمان.. وتنهب أراضى الدولة ومقدراتها.. ليترك الوطن جائعًا ويهان أبناؤه فى كل مناحى الحياة.
 
لتتحول مصر إلى دولة عجوز من عمر حاكمها على مدار ثلاث عقود.. فقد كانت المطالب الشعبية للخامس والعشرين من يناير واضحة: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. فدفع ثمن رفع لوائها مناضلون فقراء.. من أبناء جيل السبعينات وشباب خرجوا كالسيل فى ظهيرة الخامس والعشرين من يناير.. ليموتوا فداءً لحرية الوطن.. فلم يكونوا إخوانًا ولا ممولين ولا متآمرين.. وإنما شباب متعلمون أبناء الأحياء الشعبية والطبقات المتوسطة.. والتى كانت فى طريقها للتهميش والانزلاق للفقر المدقع.. لم يدفع لهم أحد حفنة من الدولارات ليموتوا أو يصابوا.. ولم يكن لهم ذنب أن ما قاموا به من ثورة عظيمة.. قد التف حولها اللمم من الإخوان والممولين والمتطرفين.. ليحاولوا سرقة الثورة والقفز عليها.. ليأخذوها فى طريق يحقق مصالحهم البغيضة سياسية كانت أو مالية.
 
فمن يرى براءة مبارك هى تدعيم لموقفهم فى أن 25 يناير كانت مؤامرة ولم تكن ثورة.. يجب أن يرد على تساؤلات بديهية ومنطقية: فهل يمكن أن ينحاز الجيش لـ25 يناير، وهى مؤامرة على الوطن؟.. هل يمكن أن تؤدى التحية العسكرية من اللواء محسن الفنجرى عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمتآمرين؟.. لماذا استنكر اللواء إسماعيل عتمان عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة وصف 25 يناير بالمؤامرة؟.. هل يمكن أن يصف الرئيس السيسى فى أحد خطاباته أمام الأمم المتحدة 25 يناير بالثورة على حكم الفرد وهى مؤامرة؟!
 
فى النهاية.. مبارك سيبقى مدانًا أمام التاريخ.. فالوطن مازال يعانى من ويلات نظامه.. وتراكمات الإفساد السياسى والإدارى والاجتماعى.. أما عن الوصول لقتلة المتظاهرين فى ثورة 25 يناير.. فلابد من خروج التشريع المتعلق بالعدالة الانتقالية.. لأنه ما سيكفل فكرة تضافر جهود أجهزة الدولة فى الكشف عن الحقائق.. والوصول إلى من قتل المتظاهرين.. فالمادة 241 من الدستور تنص على إصدار قانون العدالة الانتقالية لكشف الحقائق وتعويض الضحايا.. فهناك تساؤلات كثيرة.. سواء ما تردد عن القتل من خلال قناصة أعلى مبنى الجامعة الأمريكية.. أو حوادث الدهس من خلال السيارات الدبلوماسية.. وهناك الكثير من الوقائع والأمور التى تتطلب البحث للكشف عن الحقائق.









مشاركة

التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

سمورة

lلعب غيرها يا6 ابريل

والله اللى اختشوا ماتوا طارق الخولى االمحرض بجماعة 6 ابريل بينقد رئيس دولة بحجم مصر وبيقول ساب الدولة سداح مداح للامريكان طيب قول حجة تانية وهو لو سابها للامريكان لكان فية ثورة ولا مؤامرة يافليسوف وانت وغيرك عارفين من قتل الثواار فى االمياادين اولهم خونة 6ابريل واالاشترااكيين الثوريين وجماعة الاخوان الارهابية كل واحد مصرى شريف عارف كويس من قتل الثوار وبعدين خليك ساكت مش دخلت البرلمان وبقيت عضو ههههه اختفى بقى ومش عايزين من توضيح

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

البراءه

براءة مبارك ليست الاخيره وهنا تكمن الخطوره .. استمرار الفساد وقهر المواطن

عدد الردود 0

بواسطة:

د.اكرم

من يتكلم عن التاريخ

حينما تتحدث عن انسان برأته ساحات المحاكم في خلال ست سنوات فعليك ان تتكلم عن القضاء واحكامه باحترام ولتذهب انت والتاريخ الى حيث تشاء. ولو تعلم التاريخ جيدا فلقد كان من الممكن ان يبقى حسني مبارك في الحكم لو وافق على القاعدة العسكرية الامريكية في سفاجا والتي هي الان في قطر ولكنه رفض يا ريت تقرا التاريخ كويس ... انت اكبر دليل على ان نكبة يناير اظهرت الاخلاق والسلوك السيء لبعض الناس وان الثورة القيقية هي 30 يونيو .. اذا كان مبارك فاسد كما تقول فالشعب الذي سكت عن الفساد كل هذه المدة هو الذي يجب محاكمته ... واذا كان التاريخ سيذكر له فسادا ... فسيذكر التاريخ ايضا انه صاحب الضربة الجوية المدمرة للعدو الاسرائيلي ... انت مواليد كام يا ابني ... حينما تنصب نفسك قاضيا لابد ان تكون عادلا حتى مع اعدائك ... بالمناسبة اخبار 6 ابريل ايه

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الي 3

الي 3 .. لا تتكلم عن العدل .. العواطف تودي في داهيه ..

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

بكرة نعرف مين اللي خان مصر ... أما عن مبارك فهو رجل وطني رغم اي شئ

رغم اي فساد او اي شئ حسني مبارك كان رجل وطني و تاريخه يشهد على ذلك حتى من قبل ان يصبح رئيس مصر ... أما انتم يا ابناء الدولار و الدينار فسوف يفضحكم التاريخ قريبا .. و سلم لي على 6 ابريل

عدد الردود 0

بواسطة:

د.اكرم

شكلك من اياهم

عواطف مين يا حاج..... انت مقموص اوي ليه ... المشكلة انك عارف مين كاتب المقال .... مين هيتعاطف معاهم غيركم... شكلك وحش اوي

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الغراب

الي 5 .. الدولار والدينار خدهم الغراب وطار .. مش طيار

عدد الردود 0

بواسطة:

حاتم

no comment

لا يتأخر كثيرا شهادة لله عن القراء ليتحفهم بالمزيد من مدرسته الصحفية التي تنبع من آخر قاع الطرنش.. إنه معجزة بير السلم السيد دندراوي الهواري لا أعلم كيف تكون قاموسه اللغوي فلم تشهد الصحافة المصرية في أسوء عهودها نموذجا مثل هذا الدندراوي على الإطلاق. لا أتكلم على نفاقه وتزلفه، ولكن عن صياغته لهذا التزلف والنفاق بلغة قميئة لدرجة مخيفة. أتحفنا السيد الدندراوي مقالا يتحدث فيه عن التغيير الوزاري. وبالطبع من حقه ككاتب مقال أن يعبر عن رأيه بالسلب أو بالإيجاب بالرفض أو القبول، ولكن دعونا نرى ماذا قال: بداية من العنوان : ” عملية ترقيع وزاري للحفاظ على عفة الحكومة” فالسيد دندراوي يرى أن التغيير الوزاري يشبه عمليات ترقيع غشاء البكارة وبالطبع تظهر مفردات العنوان كيف ينظر لنا بفكره القادم من أعماق بير السلم لمفهوم البكارة، وسيطرة الهواجس الجنسية على عقله الباطن واحتقاره الشديد للمرأة واختزالها في غشاء بكارتها، وكذلك نظرة مريضة للمرأة المغتصبة صاحبة الحق لا العار. ولا يكتفي بهذا فنرى عنوانا آخر تاليا يقول فيه ” عملية الترقيع إجبارية لعلاج خطيئة يناير التي لوثت شرف وسمعة الوطن” الدندراوي الهواري النظرة الجنسية التي تسيطر على هواجس السيد الدندراوي تجعلنا نتوقف للحطة لنتأمل، هل يتحدث بالفعل عن الوطن أم أنه يتحدث عن شئ آخر في مكنون نفسه لا يستطيع أن يبوح به، ويحاول أن يسقط على ما يجول في داخله باستخدام كلمة “الوطن” الذي يلمح أنه أغتصب بسبب ثورة يناير. أما داخل المقال فهو يحاول أن يجد المبررات والحجج أنه لم يعد هناك كفاءات ترضى بتحمل المسئولية الوزارية لأنهم صاروا يخشون هجوم “النشطاء” على مواقع السوشيال ميديا أو محامين “بير السلم ” كما وصفهم في إساءة واضحة ومتعمدة لمهنة المحاماة. ورغي كتير.. ضجيج لا طحين كما يقال. ولا أعرف هل فكر السيد دندراوي الهواري في أن يقرأ لما يحدث لوزراء في دول أوربية مثلا على صفحات الجرائد والسوشيال ميديا، لا أريد أن يبحث هو بنفسه فأنا لا أعتقد أن يجيد اي لغة أخرى سوى لغة الطرنش.. ليعرف كيف يتعرضون للهجوم وللنقد إن أخطأوا والمديح إن نجحوا! هل يفهم السيد دندراوي الهواري أ ن الوزير هو موظف عام معرض لأن ينتقد من أي مواطن بدون أدنى مشكلة، ولكن هو يريد شعبا مهادنا طيعا يسمع الكلام، ولا يهاجم وزيرا أو مسئولا أخطأ، لأن هذه مهمة الصحفيين مثل السيد دندرواي عندما يتلقون التعليمات. لا يريد أن يمارس اي محامي دوره ويستخدم القضاء للدفاع عن حقوق الوطن الذي يراه الهواري إمرأة أغتصبت.. فقط لا غير. لن أكمل … وأكتفي بأن أقول أن هذا النوع من الكتابة من قاع الطرنش يكفي أن نقول له إف ثم نشد السيفون عليه وعلى من صاغه.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة