"تعدد الزوجات" يُسقِط إعلام الإخوان.. قناة تابعة للجماعة تستعرض تجارب السلفيين فى التعدد.. وقيادات بالتنظيم: تحولت لقناة منوعات ونتوقع حلقات عن الطبخ والزهور.. وخبير: تراجع الممولين وراء سعيها لجلب إعلانات

تعرض إعلام جماعة الإخوان إلى هجوم عنيف من المتابعين، بسبب تخصيص قناة مكملين "الإخوانية" مجموعة حلقات حول "تعدد الزوجات"، حيث اعتبر مسئولون بهيئات إخوانية أن القنوات التابعة للجماعة تحولت إلى قنوات منوعات وتخلت عن السياسة رغم المبالغ الباهظة التى تنفق عليها.

واستضافت القناة الإخوانية، عدد من أفراد الجماعة بالخارج لتناول تعدد الزوجات، وخلت الحلقات من أى جرعة سياسية، وتضمنت استعراضا لتجارب تعدد الزوجات، كان من بينها تجربة مصطفى البدرى القيادى بالجبهة السلفية حيث تحدث بصحبة زوجاته وبناته.

ولاقت الحلقات تعليقات غاضبة من قيادات محسوبة على الإخوان، فمن ناحيته أكد هانى سوريال، أحد المسئول بالمجلس الذى شكلته الجماعة فى الخارج عبر صفحته على شبكة "فيس بوك" :" رسمياً. قناة مكملين قناة منوعات.. ترقبوا برنامج عن "تعدد الزوجات".

وأضاف فى تعليق آخر "من الطبيخ إلى تعدد الزوجات يا وطنى إحزن"، معتبرا أن القنوات التى تبث من اسطنبول انتهت مهمتها.

وقال قطب العربى الصحفى الإخوانى: "حلقة محمد ناصر فى قناةً مكملين عن تعدد الزوجات هي حلقة خطأ وفى التوقيت الخطأ"، معتبرا أن بث القناة  لحلقة عن تعدد الزوجات هو انحراف لمسارها، مضيفا :"مثل هذه القضايا تناقش في ظل أوضاع طبيعية، هل نتوقع حلقات جديدة فى الطبخ وتنسيق الزهور وأطفال الشوارع فى الفترة المقبلة".

واعتبرت بعض التعليقات "الغاضبة"، أن هذه الحلقات عن تعدد الزوجات هدفها تزويج بنات الإخوان في تركيا، واضطر مصطفى البدرى القيادى بالجبهة السلفية إلى إصدار بيان لتوضيح موقفه بعد الهجوم الذى تعرض له، حيث قال :" الحلقة مسجلة منذ حوالى أربعة أشهر، ومناقشة المشكلات الاجتماعية فى ظل الأزمات الحالية أمر ضرورى لا ينبغى إغفاله" معتبرا أن " الموضوع يحتاج لمناقشات وحوارات مجتمعية جماهيرية متعددة وضبطها بالأصول الشرعية، وقد نجح البرنامج فى تحقيق شىء من ذلك، لكن الأمر يحتاج لجهود أكبر"، على حد قوله.

من ناحيته، أكد ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامى، أن التحدى الاساسى أمام منصات الاخوان التى تبث من تركيا هو الاستمرار فى البث، وأضاف :"هذا الاستمرار كان يؤمنه المال السياسى الوفير والموقف السياسى التركى الواضح وطلب التلقى الكثيف لدى قطاعات الجمهور المصرية المؤيدة للإخوان".

وأوضح :"عليك أن تلاحظ أن مصادر الاستمرار  تعرضت للتجفف والنضوب، حيث تقلص المال السياسى الوفير بعد  تجفيف منابع التنظيم وتباطؤ الممولين السياسيين وكذلك تراجع الدعم الواضح من تركيا، وأصبح هناك حسابات جديدة وحديث عن مشروعات تركية فى مصر وزيارات من مسئوليين أتراك إلى القاهرة".

وتابع :"المتعاطفين مع الإخوان يتراجعون يوما بعد يوم وبالتالى عندما تتراجع مصادر الاستدامة يتم التفكير فى تنويع المحتوى لكسب مساحات جديدة وجلب إعلانات وتخفيف الموقف الحاد والإيحاء بأن الجرعة السياسية المعارضة ليست سوى جزء من محتوى تلفزيونى متنوع".