كراكون فى الشارع نسخة 2017.. كريم ويوسف صنعا بيوتا من الحاويات..الفكرة بدأت بمشروع تخرج وتحولت لمصنع بناء بيوت حقيقية..مدينة كاملة من الكونتينرات بإنجلترا أوحت لكريم بالفكرة..ويحلمان بتحويلها لمشروع قومى

فى عام 1986، تحديداً فى شهر أكتوبر، كانت الأفيشات الضخمة لفيلم "كراكون فى الشارع" تملأ لافتات الإعلانات فى الأحياء الضخمة آنذاك، تم عرض الفيلم بدور العرض ليلقى وقتها رواجاً هائلاً باعتباره واحدا من الأعمال السينمائية الهامة التى ألقت الضوء على الأزمة السكانية فى بدايتها، تطرق الفيلم لأزمة السكن، وحياة المتضررين فى مساكن للإيواء، ورحلات البحث عن شقة فى ظل ارتفاع الأسعار وأزمة الشقق المتاحة نسبة لعدد السكان، وكأنما كان العمل الذى قدمه الزعيم عادل إمام والنجمة "يسرا" بمثابة نبوءة باستمرار مسلسل الأزمة، وظل الحل السحرى الذى لجأ له المهندس "شريف" فى الفيلم أحد مخارج الأمان من الأزمة التى تضاعفت مع مرور السنوات، حتى تم تنفيذ الفكرة بعيداً عن السينما بعد مرور 31 عاماً على إنتاجه، لنجد فكرة السكن فى الحاويات الفارغة مشروعاً حقيقياً تم تنفيذه بالفعل.

يوسف

"كريم رفلة" وصديق عمره "يوسف فرج"، هما أصحاب مشروع السكن فى "الكونتينر" الذى قاما بالفعل بتنفيذ نماذجه الأولى كحل لأزمات السكن، أصحاب المشروع تحدثا لليوم السابع عن الفكرة منذ أن كانت خطة "كريم" لمشروع تخرجه أثناء الدراسة بأحد الجامعات الكبرى فى انجلترا.

"كريم" تحدث لليوم السابع شارحاً : فكرة الـCargotecture هى استخدام الحاويات الفارغة وتحويلها إلى وحدات سكنية، وبعد البحث عن نماذج تم تنفيذها بالفعل، وجدت مدينة كاملة فى لندن قائمة على "الحاويات "الكونتنر" فقط.

ويكمل "رفلة": أنا لقيت مدينة فى لندن كل البيوت فيها معمولة من الكونتينرات وحتى المطاعم والبيوت والمحلات، كل حاجة فعلاً، وساعتها قلت لنفسى ..ليه ما عندناش حاجة زى دى فى مصر؟".

عاد كريم إلى مصر حتى يحاول تنفيذ فكرته ويحولها إلى مشروع قائم على أرض الواقع بمساعدة صديقه "يوسف" الذى درس الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، وبدأ المشروع بالفعل.

مجموعة من الحاويات محولة إلى بيوت 

وبالفعل بدأ كريم ويوسف بدارسة المشروع لمدة 6 أشهر، ويقول كريم لليوم السابع: إن أول كونتينر طلع من الجنينة حرفيًا، إحنا فعلاً جبنا أول كونتينر 20 قدما وحطيناه فى جنينة فى بيت يوسف وبدأنا نجرب فيه".

الشركة بدأت فى أول تجربة ليها في مارس 2016، وفى أغسطس من العام نفسه، أى بعد 6 أشهر من الدراسة جاءهم الطلب الأول، وبالفعل استطاعت الشركة خلال 6 أشهر أن تقيم  منزلا كاملا، بأرض خاوية لأحد سكان بنى سويف بالإضافة إلى مكان للتدريب فى المعادى، ومطعما بأحد المولات الكبرى بالقاهرة.

ويقول "رفلة" إن سر نجاح الفكرة إنها عملية جدًا، وأن الكونتينر صديق للبيئة وتكلفته أقل من البناء التقليدى بالإضافة إلى أنه أسرع فى التنفيذ وكأساس هو أقوى، ويضرب كريم مثالا: "لو جيبت شاكوش كبير وضربت فى حيطة مبنى عادى هتكسر الحيطة، إنما لو عملت كده فى حيطة كونتينر هتسمع صوت عالى بس".

الكونتنير بداخله عازل حرارى ويتم تشطيبه بالكهرباء وسباكة الأرضيات، بالإضافة إلى أن بداخل الحاوية يتم فتح مكان الجلوس بنظام رفع الإلكترونى "هيدرولك سيستم".

 ويضيف "رفلة " أن خلال دراسته لمشروع الكونتينر وجد دراسة تقول إن الكونتنر أقل 35% من البناء العادى فى السعر وأسرع بنسبة 400% من البناء العادى، أن الحاوية لا تحتاج إلى تصريح بناء إذا كانت الأرض ملك الشخص، أما الأسعار فتعتمد على المنتج النهائى.

كونتنر مجهز 

 بعد 6 أشهر من العمل أصبح لدى كريم فريق كامل يتكون من 25 إلى 30 شخصا من المتخصصين فى هذا المجال وورشة كبيرة تقوم بتصنع البيت كاملاً قبل تسليمها، ويتمنى كريم و يوسف أن تتحول فكرته إلى مشروع قومى، ويقومون ببناء بيوت سكنية لكل فئات المجتمع، وأن تكون موفرة للشعب المصرى بالإضافة إلى تصميم "مول" كامل من الحاويات.

حاويات