"المترو" ينزف والتذكرة بجنيه !!.. متى تتجرأ الحكومة وترفع سعرها ؟.. المرفق هو الأرخص فى العالم ويستدين 30 مليون جنيه شهريا لتغطية نفقاته.. الحل فى زيادة التذكرة لـ 3 جنيهات والبديل التوقف عن الخدمة

الأربعاء، 22 مارس 2017 03:46 م
"المترو" ينزف والتذكرة بجنيه !!.. متى تتجرأ الحكومة وترفع سعرها ؟.. المرفق هو الأرخص فى العالم ويستدين 30 مليون جنيه شهريا لتغطية نفقاته.. الحل فى زيادة التذكرة لـ 3 جنيهات والبديل التوقف عن الخدمة الأزمات تتزايد بمترو الانفاق وأسعار التذاكر كما هى
تحليل يكتبه محمد أحمد طنطاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محمد أحمد طنطاوى
 
كنت فى زيارة لأحد الأصدقاء، بمنطقة " الطالبية- هرم"، ولحظى العثر، يسكن الرجل فى نهاية شارع عثمان محرم، ولمن لا يعرف هذا الشارع، فالتوك توك والعربات الربع نقل تتزاحم على جانبيه يمينا ويسارا، والمحلات والإشغالات المخالفة تبرز العشوائية فى أبشع صورها، فما كان أمامى سوى استقلال توك توك، باعتباره الوسيلة الأسرع فى ذلك المكان.. وبنهاية المشوار ، الذى لا يزيد بأى حال عن كيلو متر تقريبا ، أخرجت من جيبى خمسة جنيهات، نظير الأجرة ، فما كان من السائق إلا أن ثار غاضبا:" خمسة جنيه ايه يا أستاذ، المشوار دا بـ 10 جنيه ، الـ 5 دى كانت زمان"، وطبعا دفعت الـ 10 جنيه من سكات، خوفا من بطش الشاب العشرينى، الذي صم أذنى بأغانى المهرجانات ، وصخب الكاسيت، الذى غطى على ضجيج الشارع.
 
 تذكرت سريعا مرفق النقل الحيوى الأهم فى مصر "مترو الانفاق" ،الذى تحاول الحكومة رفع تذكرته منذ سنوات، ولم تتحل بالجرأة الكافية لاتخاذ هذا القرار ، على الرغم من أن التعويم ، وارتفاع أسعار المحروقات، وكل السلع الأساسية ، كانت كافية تماما لمضاعفة سعر التذكرة كحد أدنى.
 
وحتى لا نسقط فى فخ المزايدة، والجدل الزائف والكلام الإنشائى، الذى لن يقدم أو يؤخر، فإن رفع سعر تذكرة المترو لا علاقة له بنصرة الفقير أو حماية محدودى الدخل والطبقات المعدمة، ولكن له علاقة مباشرة بمدى قدرة هذا المرفق على الاستمرار فى تقديم الخدمة للمواطن من عدمه، وما يتبع ذلك من تطوير للقطارات وتوسعات معتبرة تستوعب الكثافات السكانية المتزايدة.
 
وحتى لا يتهمنى أحد بمعاداة البسطاء، فإننى لست من المحسوبين على الطبقات الثرية أو "أولاد الذاوات"، فحتى كتابة هذه السطور لا أملك سيارة، وأعتبر المترو ووسائل المواصلات العامة ملاذى الآمن فى تحركاتى بالمحروسة، وبالأرقام يحتاج المترو لتوفير 30 مليون جنيه شهريا، حتى يغطى نفقاته، بل إن الخبر الأول على محرك البحث جوجل عندما تكتب مترو الأنفاق، هو " المترو يقترض 10 ملايين جنيه من السكة الحديد لتغطية رواتب يناير" ، بل إن الأمر تجاوز إلى فكرة أن هذا المرفق الهام لا يدفع فواتير الكهرباء والمياه، ومصاريف الصيانة الدورية وشركات الأمن والنظافة، ولا مجال سوى رفع التذكرة ضعفين أو ثلاثة حتى يستمر فى نقل ملايين الركاب يوميا.
 
والحقيقة لا أفهم المبرر الواهى الذى يعوق قرار رفع تذكرة المترو ، بل إننى أرى أنه نفس المبرر ، الذى جعل الحكومة تتراجع عن قرار رفع الضرائب عن " الفراخ المجمدة" الواردة من الخارج، بعد صدوره بأيام، تحت ضغوط وهمية من "السوشيال ميديا" وبعض الأقلام العابثة، ولا أعرف ماذا ينتظر الدكتور هشام عرفات، وزير النقل ؟!! هل ينتظر تراكم المزيد من الديون؟ أم ينتظر إضراب العمال والسائقين والموظفين بعد العجز عن دفع رواتبهم ومستحقاتهم؟ أم أن رجال الصف الثانى والثالث بالوزارة مازالوا يؤكدون لعرفات كما أكدوا لمن سبقوه أن رفع التذكرة خطر يهدد كرسيه.
 
لماذا تتأخر الحكومة فى قرار زيادة أسعار تذكرة المترو، بالرغم من أن تذاكر القطارات، خلال السنوات العشر الأخيرة زادت بنسبة تزيد على 100 % ، مع العلم بأن السكة الحديد مرفق حيوى جدا واستراتيجى ، ولا يقل أهية عن المترو.
 
ولمن لا يعرف، فإن سعر تذكرة المترو في مصر يعادل " 5 سنتات"، فقد كنت فى رحلة عمل بالعاصمة الفرنسية باريس الصيف الماضي، وقادنى الشغف إلى ترك زملائى، لأتجول منفردا، وأخوض تجربة استقلال مترو الأنفاق فى مدينة النور.. لأجد سعر التذكرة 1.8 يورو ، أى ما يعادل 35 جنيها تقريبا، وقد كنت أركب لمحطات الخط الأول التى تعتبر الأقل تكلفة، وهناك.. لا موظفين لقطع التذاكر، فقط ما كينة إلكترونية تضع بها النقود وتقدم لك التذكرة.
 
أعرف جيدا أن القاهرة ليست باريس، والفرق واضح للأعمى والبصير، ولكن لا توجد دولة فى العالم المتقدم أو النامى سعر تذكرة المترو بها يعادل 5 سنتات أو " جنيه مصرى " ، وأى إدارة رشيدة لا يمكن أن تمنحك تذكرة تنتقل بها من المرج إلى حلوان – عشرات الكيلو مترات – بجنيه واحد فقط.
 
لا تحاولوا إقناعى بأن معوقات رفع تذكرة المترو فنية، ارتباطا بفكرة أن الماكينات مبرمجة على سعر الجنيه ، وكذلك الأجهزة، التى يتم من خلالها الحجز ، لأن من يركب المترو يعرف جيدا أن هذه الماكينات فى الغالب لا تعمل ، وقد استعاض عنها المترو ببراميل مفتوحة للتخلص من التذاكر قبل خروج الركاب من المحطات.
 
أرجوكم ابحثوا عن حل حتى نحافظ على هذا المرفق الحيوى ، الذى لا يمكن أن نتصور القاهرة حال تعطله، ولا تقعوا فى فخ الضغط الوهمى مرة أخرى، فالزيادات التى طالت الكهرباء والمياه ، والغاز، والبنزين، والزيت ، والسكر، واللحوم ، وألبان الأطفال ، والحفاضات..الخ تجعلنى أتعجب ممن يقفون أمام قرار زيادة سعر تذكرة المترو!!
 
 
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

كاتب المقال

إلى كاتب المقال حضرتك مش داري بالناس واحوالهم اقصد الناس أصحاب المرتبات الزهيده اللي بيعتمدو على هذه المواصلة..... ممكن تخبرنا عن مرتبك كاملا ومعيشتك ومواصلاتك ؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

khaled

الشعب ليس مسئول عم تعويم الجنية وبعد كدا تقول التذكرة رخصية

اولا حضرتك المترو ايراداتة عالية جداااا وكمان مش كل ساعة بتغير قطع غيار وكمان سعر التذكرة منذ ما تم وهو بجنية . لماذا كل عيوب الحكومة تتحملها الشعب عل سبيل المثال تعويم الجنية من اسباب انخفاض الجنية وليس الشعب هو السبب انما الباش محافظ البنك المركز لو تريد الحقيقة خذ الفرق منة لانة مقدرش يسيطر عل الوضع فخفض الجنية ثانيا الشعب 40 % تحت خط الفقر ما تتوقع منة هل مرتباتة تكفى كل الاعباء وهل فية وظائف فى البلد ولا البطالة اتنست بالنسبة للحكومة ؟؟؟؟ ثالثا خفض اجور رؤساء المحطات شهريا رابعا لا تقارن اى وسيلة مثل التوكتك فانهم يستغلو الناس هل تريد الحكومة تستغل الشعب مثل التوكتك وكمان مش كل الناس بتركب توكتك

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور ناجي هاشم

سعر تذكرة المترو هزلي و مضحك جدا

لماذا ندفع للميكروباص و التوكتوك خمسة جنيهات و أحيانا عشرة جنيهات بكل سرور و بدون اعتراض بينما تذكرة المترو سعرها مضحك للغاية وهو خمسة سنت بينما هي في نيويورك وتورنتو تعادل ستين جنيه أي 1200 ضعف تذكرة المترو في مصر .. ارفعوا سعر التذكرة الي ما يعادل سعر التكلفة بدون ربح لكن بدون دعم

عدد الردود 0

بواسطة:

Mohamed Nor

حلول لمشكلة المترو

ارجو التواصل مع السيد الاستاذ المحترم / محمد أحمد طنطاوى

عدد الردود 0

بواسطة:

شريف

ياريت

ياريت يوقف علشان الفساد فية كتير زي اي حاجة في مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

علي

شي عجيب

شي عجيب اذا كان كل شي في مصر زاد ضعفين وثلاثة من ماكل ومشرب وملبس وكل شي ولم تخشي الدولة الارتفاع الباهظ فلما الخوف من ارتفاع سعر المترو وهو اقل سعر

عدد الردود 0

بواسطة:

قلنا 100 مرة

اا

ليس من العدل أن يتم محاسبة الراكب مثلا من حلوان للمرج بجنيه ومن يركب 4 أو 5 محطات بجنيه أيضا .. اجعلوها مسافات إنما السعر الموحد أكبر خطأ وسيظهر أكثر عند زيادة سعر التذكرة .

عدد الردود 0

بواسطة:

التهرب الضريبى ..هل حد فتح هذا الملف

التهرب الضريبى مورد هام ...كلة فساد

الناس اللى بتطلع معاش وبعدين تلحق بالحكومة وشركاتها بمرتبات كبيرة المستشارين والمساعدين

عدد الردود 0

بواسطة:

على

المترو بينزف وهيموت

يعنى الحكومه عايزه تفهم الشعب ان المترو بيخسر اللى بيركبوا كام مليون يوميا بيخسر طيب ازاى هو احنا مغفلين ولا انتم شايفنا كده عايز تغلى ماتطلعش حجه انه بيزف وبيخسر وفى الانعاش بس دى نصاحه من وزير فاشل عايز يطلع كام مليون من دم الشعب يحطها فى مشروع فاشل من مشاريعه

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

حسبة بسيطة

معالى وزير النقل قال ان عدد مستخدمى المترو 3 مليون فى اليوم يعنى لو زودنا التذكرة جنيه يجيلنا 3 مليون جنيه فى اليوم يعنى 90 مليون جنيه فى الشهر ليه بقى حاسس من الصبح اننا فى مزاد ناس تقول هتبقى ب 3 جنيه علشان نكفى والوزير يقول المفروض متقلش عن 4 جننيه لتغطية الخسائر مع ان معاليه قال ان الخسائر 25 مليون فى الشهر مش 270 مليون فى الشهر (3 مليون راكب * 3 جنيه زيادة فى السعر * 30 يوم = 270 مليون) كفااااية مزايدة ومص فى دم الغلابة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة