سليمان شفيق

شباب مصرى «قبطى» يقدمون نموذجا وطنيا ناجحا

الخميس، 16 مارس 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ فترة طويلة أتابع عن كثب نضالات حركات الشباب «القبطى» خاصة اتحاد شباب ماسبيرو، مجتمعين ومنفردين، هؤلاء الذين أثبتوا دائما أنهم وطنيون من الطراز الأول، وفى لحظات فارقة بعد ماسبيرو وقف هؤلاء شبه منفردين أمام الأعاصير، أذكر لهم أول مظاهرة ضد الإخوان كانت من الشباب المصرى نظمت بدعوة من شباب ماسبيرو، المشاركة فى الإعداد لـثورة 30 يونيو من اعتصامات الاتحادية وصولا للمشاركة الحقيقية لإسقاط الإخوان، تكوينهم خلايا أزمة سبقت الجميع حكومة وكنيسة ومجتمع مدنى فى كارثتين كبيرتين: الأولى بعد الأحداث الدموية التى قادها الإخوان وحلفاؤهم ضد الوطن والمسيحيين والكنائس بعد فض الاعتصامات الإرهابية فى النهضة ورابعة، وكان لى شرف معرفتهم عن قرب ورأيتهم يديرون الأزمة ويوثقونها ويذهبون فى بطولة إلى موقع الاحداث حتى المنيا ودلجا، فى وقت كان من يذهب من الممكن أن تكون تكلفة ذهابه حياته، وفى أزمة «تهجير» الإرهابيين للأقباط العرايشة إلى الإسماعيلية سبق هؤلاء الشباب الجميع وتحركوا مع الجميع فى جبهة وطنية متحدة، وجمدوا تناقضاتهم مع الجميع، وأداروا الخلافات فى احترام متبادل ورؤية وأرضية مشتركة تجمع بين طياتها الاحتفاظ بحق الخلاف دون أطروحات راديكالية أو استعلائية، ولكن فجأة خرجت علينا بعض أقلام أشقاء أعزاء من أقباط الخارج تحمل فى خطابات اتهامات قاسية غير مبررة على الإطلاق مثل «الخيانة» والكنيسة «مخترقة» إلخ، مما يعد من خطابات الاستعلاء والأحادية العدوانية التى لا تليق بين الأشقاء، كما تحمل أساطير من أوهام القوة التى لن تنجح فى استبدال الداخل بالخارج، لأن المجال الحيوى للأقباط سيظل فى الداخل وما الخارج إلا رد فعل للداخل، فالداخل هو الذى يدفع الثمن ومنه تدار المعارك، فيا أيها الأشقاء لا داعى للاستعلاء «واللى ايدة فى المية غير اللى أيده فى النار».
 
الآن أدركت أن هؤلاء الشباب هم أحفاد، المواطنون المصريون الأقباط كمكون رئيسى لمكونات الأمة المصرية استطاعوا طوال قرن من الزمان ونيف أن يساهموا فى كل الثورات المصر «1804 - 1882 - 1919 - 1952 - يناير 2011 - 30 يونيو 2013»، كما لم يبخلوا بالعرق والدم فى كل حروب القوات المسلحة، ودفعوا أثمانا غاليا من جراء حرق كنائسهم وممتلكاتهم بعد فض الاعتصامات الإرهابية فى «النهضة ورابعة» ورغم كل هذه التضحيات لم تتحقق لهم المواطنة الكاملة، ويعود ذلك بالأساس إلى عده عوامل. أولًا: إنابة الكنيسة عن الأقباط وتلخيص الكنيسة فى شخص البطريرك. ثانيا: منذ تأسيس أول مجلس ملى فى مطلع القرن التاسع عشر وحتى المجلس الملى الأخير «17» مجلس ملى لم يكتمل منهم الا اثنين، وهناك صراعات بين الاكليروس والعلمانيين أفقدت المجالس الملية فاعليتها. ثالثا: انتهازية قطاع كبير من العلمانيين الأقباط وتسولهم الرضا والنفوذ من جلوسهم فى الصفوف الأولى بالكنائس فى الأعياد.
 
لكن هؤلاء الشباب الذين يشاركون رجال الدولة ونشطاء المجتمع المدنى فى الإسماعيلية الآن سوف يغيرون الكثير ويقفون كتفا بكتف مع الدولة فى إسقاط الإرهاب وتحقيق المواطنة الكاملة، هؤلاء يستحقون إعادة الاعتبار لهم، وتمكينهم من اتخاذ القرار وتدريبهم على أن يكونوا رجال دولة فى الانتخابات المحلية المقبلة، ودعوتهم إلى مؤتمرات الشباب التى تنظمها الرئاسة، والحوار الجاد معهم من أجل استكمال مهام الثورة الوطنية الديمقراطية، وبناء دولة القانون والمواطنة.
 
لقد أثبت هؤلاء الشباب والشابات إنهم إذا ما وجدوا الوطن فى محنة يلتحمون معه ويجمدون مطالبهم من أجل تجاوز الوطن محنتة، فعلوها المرة الأولى فى النضال من أجل إسقاط حكم الفاشية الإخوانية، والمرة الثانية فى رأب الصدع والدفاع عن الوطن بعد محاولات حرق مؤسسات الدولة والكنائس فى 13 و14 أغسطس 2013، وها هم فى المرة الثالثة فى الإسماعيلية يكررون نفس المشهد الوطنى فلا تضيعوا الفرصة، ونحتضنهم أسوة بالشباب الوطنى المصرى، ونستفيد من طاقاتهم الخلاقة فى مكافحة الإرهاب وتقوية جبهتنا الداخلية، علس اسس المواطنة والديمقراطية والمساواة. تحية لهؤلاء الشباب ودعونا نتعلم منهم، ونقف خلفهم بالاستشارة إذا طلبوا.. ونشاركهم حلم الوطن المقبل نحو الأفضل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة