وائل السمرى

كلنا قتلنا آثار المطرية

الأحد، 12 مارس 2017 06:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ إعلان وزارة الآثار، عن اكتشاف المطرية الأخير، ومصر كلها تتحدث عن هذه المنطقة، أصيب الجميع بالصدمة، الذهول اعتلى الوجوه، كل هذا الإهمال هنا، كل هذا الضياع هنا، كل هذا الهوان هنا، فى المطرية، تلك البقعة المقدسة التى حملت آثار أقدام أول علماء فى تاريخ الإنسانية، وتشرفت بمرور المسيح، واستظلت العذراء بشجرتها، فى المطرية، أكبر مسلة فى الكون، أقدم مسلة فى الكون، المسلة الوحيدة الموجودة على حالها منذ نشأتها، فى المطرية، التى تعلم فيها نبى الله موسى، وتعلم فيها نبى الله يوسف، فى المطرية، كل هذا السحر يهان، كل هذا التاريخ يتهدم، كل هذا الشرف يدنس، الأمل فى العثور على «مكتبة جامعة أون»، يهبط إلى أدنى معدلاته.
 
منذ عام 2006، وأنا أناشد الجميع بأهمية إنقاذ هذه المنطقة، وقتها كتبت تحقيقًا فى مجلة المحيط الثقافى عنها، مبرزًا ما تتعرض له من تدمير وما يميزها عن غيرها من المدن، وفى «اليوم السابع»، كتبت عدة مقالات متتالية فى العام 2012 الأول، بعنوان «دعوة لإنقاذ أقدم جامعة فى التاريخ»، والثانى بعنوان «مناشدة لليونسكو.. أنقذوا آثار المطرية» والثالث بعنوان «أهمية إنقاذ مدينة أون» ونشرت المقالات بتاريخ 29 سبتمبر و30 سبتمبر و1أكتوبر، ثم عدت وكتبت 2013 عن هذه المنطقة مقالًا، بعنوان «فى السيدة عيشة.. فى المطرية»، مقترحًا تطوير هاتين المنطقتين ليكونا مثل مدينة «بروج» البلجيكية والتى تناولها أحد الأفلام الجميلة المسمى بـ«In Bruges» الذى أنتج عام 2008، والذى قام ببطولته كولن فاريل، وبريندن جليسون، ورالف فاينس، فلم يتحرك أحد ولم ينتبه أحد ولم يعلق أحد.
 
هل حقًا حزنتم على وضع هذه الآثار؟ هل حقًا هالكم ما رأيتم؟ هل تعلم أن هذه المدينة تعرضت لكل أنواع الإهانة على مدار تاريخها؟ هل تعلم أنها كانت مزرعة تابعة لمصلحة السجون؟ ثم هل تعلم أنها الآن لا تتبع الآثار، وإنما تتبع وزارة الأوقاف؟ وهل تعلم أن رئيس حى المطرية وقت حكم الإخوان كان يريد تحويلها إلى سوق للأغنام لكى تبول الخراف عليها؟ وهل تعلم أن عباقرة الفساد فى المحليات يريدون بناء سوق خضراوات وفاكهة على أطلالها وأن وزارة الآثار من غفلتها أسمت تلك البقعة المقدسة باسم سوق الخميس؟ وهل تعلم أن هذه المنطقة مرتعًا للصوص الذى يقومون يوميًا بعمل حفائر خلسة ويستولون منها على كل ما خف حمله وثقل ثمنه، وأن أحد سارقى هذه المنطقة وجد قاعدة مائدة قرابين أثرية فلم يستطِع حملها وتركها ومشى وأن وزارة الآثار أعلنت أنها اكتشفت تلك القاعدة؟ وهل تعلم أن غضبك الآن هو غضب مزيف سيزول بعد أيام قليلة لنسلم هذه المنطقة للمجهول؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة