الحشرة المتوحشة تهدد الثروة السمكية.. أستاذة طفيليات الأسماك تؤكد: تقضى على أسماك بحيرة قارون.. تنتشر بـ4 محافظات.. تحذر من تحور الحشرة وظهور فصائل بسبب التلوث.. ومحافظ الفيوم: نحتاج 2.8 مليار جنيه لتطويرها

الأحد، 05 فبراير 2017 01:36 ص
الحشرة المتوحشة تهدد الثروة السمكية.. أستاذة طفيليات الأسماك تؤكد: تقضى على أسماك بحيرة قارون.. تنتشر بـ4 محافظات.. تحذر من تحور الحشرة وظهور فصائل بسبب التلوث.. ومحافظ الفيوم: نحتاج 2.8 مليار جنيه لتطويرها الدكتورة نسرين عز الدين محمود أستاذ طفيليات الأسماك
كتبت آية دعبس – الفيوم: رباب الجالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ 20 عاما وحتى الآن، يلقى مصرفى "البطس والوادى" صرف المدينة الصناعية بكوم أوشيم بمحافظة الفيوم، ببحيرة قارون، مما أدى إلى القضاء على واحد من أكبر مصادر الثروة السمكية، حيث تحولت من بحيرة تنتج سنويا حوالى 6 آلاف طن من السمك، إلى واحدة من أكبر مقابر الأسماك الطبيعية، وذلك نتيجة لتراكم التلوث من الصرف الصحى والصناعى لسنوات طويلة بالبحيرة، وظهور حشرة سُميت بـ"المتوحشة" لأنها تفتك بأى كائن حى يمكن وضعه مقابلها، كما أكد الخبراء، الأمر الذى دفع 6000 صياد يهجرون المهنه ويبحثون عن مصادر دخل أخرى، أو الهجرة إلى السودان وليبيا رغم عدم استقرارها.

 

قالت الدكتورة نسرين عز الدين محمود أستاذ طفيليات الأسماك وعلاقتها بالتلوث وصحة الإنسان، قسم الطفيليات كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، رئيس الفريق البحثى لمشكلات البحيرات والتى من بينها بحيرة قارون، أن الحشرة بدأت فى الظهور بشكل ملحوظ منذ نهاية 2013 فى بحيرة قارون خاصة، وبدأت أزمتها فى التفاقم خلال 2014، وتصاعدت فى 2015 حتى قضت تماما على كافة أسماك بحيرة قارون وأصبحت خالية، وذلك نتيجة تلوث البحيرة بالصرف الصناعى والصحى بكميات كبيرة، مما ساهم فى تكاثر الحشرة بشكل كبير.

 

رئيس الفريق البحثى: الحشرة غيرت دورة حياتها للبقاء على قيد الحياة

وأضافت نسرين، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أحد أسباب تفاقم الأزمة هو أن حصة البحيرة من الزريعة الحكومية والتى يتم توريدها كل عام لم تأت منذ 2013 للصيادين، مشيرة إلى أن طرق التعامل مع "الزريعة" كانت سبب أساسى فى تلك الكارثة، حيث أنه من المفترض أن يتم وضعها فى الحضانات حتى تصل إلى حجم الإصبع، وعلاجها، ثم وضعها فى البحيرة، إلا أن آخر ذريعة فى 2013 تم إلقائها مباشرة فى البحيرة بواسطة خراطيم، والتى أدت لدخول الحشرات ونموها أسرع.

 

وأوضحت أن الحشرة تنتمى لفصيلة الحشرات المائية من أنواع متناسلات الأرجل "الأيزو بودا"، وتتكاثر بشكل دائم لأنها قادرة على التحول من الذكر للأنثى، حيث تبدأ اليرقات الصغيرة كذكر وحسب موسم التكاثر والاحتياج تتحول إلى الأنثى، وتم إطلاق "الحشرة المتوحشة عليها" لأنها تملك أربع أرجل فى نهاية كل منهم مخلب، تلتصق بكل ما تقابله ولا تتركه إلا بعد النزف، قائلة: "حتى أن الصيادين عند الصيد يرتدون أحذية جلد مرتفعة، لأن مخالبها تتمسك فى جسد الصياد، ولا تترك الجلد حتى تنزف دما".

 

وتابعت: "من كثرة أعدادها وتوغلها بأحجام كبيرة فى قارون أصبحت تمسك بأى شىء فى البحيرة حتى لو ألقينا بدجاجة نافقة، وهو أمر على غير عادة الحشرات المائية، والتى من الطبيعى أن تترك الكائن الحى الذى تتغذى عليه عند وفاته، لكن تلك الحشرة تستمر معه حتى وفاته وتتغذى عليه، وذلك نتيجة لتحور الطفيل أو الحشرة طبقا للبيئة التى تحيط بها، فعندما وجدت نفسها محاطة بالتلوث بدأت فى البحث عن وسائل للمقاومة، فغيرت من دورة حياتها لضمان بقائها".

 

الفترة الجارية الشتاء ونتيجة لبرودة الجو أعدادها قليلة

وحذرت من احضار زريعة جديدة، والتى فى حال إلقائها ستقضى عليها الحشرة، لافته إلى أن الحشرة منتشرة حاليا فى 4 محافظات "دمياط، وبورسعيد، والإسكندرية، ورشيد بالبحيرة"، مشيرة إلى أنها تجرى حصر لها على مستوى الجمهورية، وخلال ذلك تم تصنيف نوعين من بينها، مؤكدة على استمرار اكتشاف أنواع غريبة منها وجديدة، مؤكدة أن الفريق البحثى فور وصوله إلى حل نهائى سيتم تسليمه للدولة لتطبيقه بشكل أوسع.

 

نقابة الصيادين بالفيوم: سوء التعامل مع الزريعة يؤدى إلى نفوق 90% منها

ووصف الحاج عبد التواب أغا، الأمين العام لنقابة الصيادين بالفيوم، الوضع بالنسبة للصيادين بالسيئ جدا، والذى دفع الكثير منهم لترك مهنتهم التى ورثوها عن أجدادهم، ويسافرون للسودان أو أسوان، لجلب أموال لأسرتهم، بعد توقف الصيد من بحيرة قارون منذ 2015، بعد ظهور الحشرة، مشيرا إلى أن الإنتاج ضعف تدريجيا حتى توقف تماما فى 2016.

 

وأوضح أن 25 ألف صياد يعملون بالفيوم، من بينهم 6 آلاف صياد مقيدين كعاملين فى قارون، توقفت أعمالهم تماما، بعدما كان حجم الانتاج يصل إلى 5 آلاف طن فى السنة من أفضل أنواع الأسماك، حتى أصبحت البحيرة الآن لا يخرج منها سمكة واحدة، لافتا إلى أن الصيادين تكفلوا بتكلفة إجراء بحث بكلية الزراعة جامعة الفيوم، بتكلفة 3 آلاف و500 جنيه، عما يحدث بالبحيرة.

 

ولفت إلى أن الزريعة أو "جنين الأسماك" لها خطة تتم بها، حيث يتم وضعها فى سيارات مخصصة بصحبة طبيب متخصص، ويجرى مسح لها وتحصين وتنقية من الشوائب، قائلا: "لكن فى الواقع لا يتم ذلك أبدا، حيث يتم نقلها من خلال السائقين من العريش أو السويس ويلقونها فى البحيرة دون مراعاة شىء، ويتم إلقائها بخراطيم المياه، مما يؤدى إلى نفوق 90% من الزريعة، وبقاء 10% فقط منهم وتتناوله طيور النورس، ذلك رغم وجود حضانات مخصصة للذريعة بأعلى تقنية، على مساحة 36 فدانا، وتضم 19 حوضا جميعهم متوقفين حتى نمت بهم الحشائش.

 

واستطرد: "هيئة الثروة السمكية لم تورد حصة الزريعة المقررة لنا سنويا والمقدرة بـ27 مليون زريعة، متنوعة بين سمك موسى وبورى وطبارة ونيس، وذلك لمدة عامين، حتى أرسلت لنا 10 آلاف زريعة فقط فى 2016، ونفق منهم 5 آلاف".

 

نائب عن الفيوم: استزراع الجمبرى بالبحيرة لحين علاج أسباب التلوث

من ناحية أخرى، قال النائب يوسف الشاذلى، أن عمليات التكريك ببحيرة قارون جارية منذ 8 أشهر، مشيرا إلى أنه تلقى ردا على طلب الإحاطة الذى تقدم به لوزير البيئة، تضمن أنه سيتم عمل مصرف حول البحيرة، وتركيب مرشحين كفلاتر على المصرفين "البطس والوادى"، لتنقية المياه المتجهة للبحيرة، لكنه لم يحدد موعد للإنتهاء من ذلك، لافتا إلى أنه سيتم وضع زريعة جمبرى فى البحيرة لإمكانيته على التوائم مع التلوث الذى تعانى منه، حتى يتم علاج أسبابه.

 

وأضاف الشاذلى، لـ"اليوم السابع"،:"تحدثت مع وزيرة التضامن الاجتماعى، ووجدت استجابة كبيرة من جانبها، لإدخال أصحاب حوالى 605 من المراكب المتضررة فى مشروع تكافل وكرامة.

 

منطقة وادى النيل: 40 مليون متر مكعب من مواد عضوية لابد من استخراجهم

فى سياق متصل، قال المهندس صلاح نادى مدير منطقة وادى النيل للثروة السمكية بمحافظة الفيوم، أن آلاف الاطنان من الأسماك ببحيرة قارون تعرضت للنفوق بسبب ترسبات المادة العضوية بالبحيرة، مشيرا إلى أن البحيرة كانت تنتج نحو 5 آلاف طن من الأسماك سنوياً حتى نهاية عام 2014، بعدها حدث انخفاض مفاجئ فى الانتاج بسبب زيادة معدلات التلوث بالبحيرة، وارتفاع نسبة الطبقة العضوية التى تؤثر سلبيا على الأسماك، حيث وصل الإنتاج العام الجارى إلى 1000 طن فقط وهو ما يمثل 25 ٪ فقط مما كانت البحيرة تنتجه قبل 3 أعوام.

 

وبين أن تراكمات المادة العضوية تمثل خطورة على المياه حيث ارتفاع استهلاك الأكسجين بالبحيرة ما سيزيد نسبة نفوق الأسماك، لافتا إلى تكوّن 40 مليون متر مكعب من المادة العضوية، مطلوب استخراجها من البحيرة وننتظر وصول معدات للمحافظة حتى يتم التطهير والتجريف.

 

محافظ الفيوم: مشاريع صرف صحى بـ 88 قرية تقع على بحيرة قارون

ومن جانبه، قال اللواء هشام عطية رئيس شركة الفيوم لمياه الشرب والصرف الصحى بالفيوم أن 88 قرية تصرف مياه الصرف الصحى مباشرة على بحيرة قارون، مضيفا أن المحافظة تحتاج إلى 18 محطة معالجة ومحطتان جديدتان بالشبكات بمركزى يوسف الصديق وأطسا بتكلفة 2 مليار جنيه، مشيرا إلى أن مصرف البطس هو المصرف الرئيسى الذى يصب مياهه على بحيرة قارون، مؤكدا أن ضعف كمية المياه التى تأتى للبحيرة من مصرف البطس مياه صرف صحى من القرى الملوثة للبحيرة.

 

وأضاف عطية أنه جار تنفيذ إجراءات الحصول على منحة من الاتحاد الأوروبى تقدر بنحو 340 مليون يورو، لتنفيذ مشاريع صرف صحى بـ 88 قرية تقع على بحيرة قارون، مشيرا إلى أن هذه المنحة تتضمن تنفيذ شبكات وخطوط طرد ومحطات رفع ومحطات معالجة لهذه القرى.

 

فيما، قال الدكتور جمال سامى محافظ الفيوم إلى أن عمليات "التكريك" فى بحيرة قارون تجرى على قدم وساق لرفع المخلفات الموجودة فى قاع البحيرة، مشيرا إلى أن هناك جهود كبرى تبذل لتطهير بحيرة قارون وتنمية الساحل الشمالى للبحيرة. ولفت المحافظ إلى أن المحافظة تحتاج إلى 2، 8 مليار جنيه لتنفيذ واستكمال مشروعات الصرف الصحى بالمحافظة حتى يمكن منع نسبة كبيرة من التلوث الواصل إلى بحيرة قارون وإنقاذ الثروة السمكية.

 

من ناحيته، أكد الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، أن تلك الحشرة ليست ضمن الكائنات البحرية الموجودة ببحيرات مصر، أى أنها جاءت من خارج مصر، وتعيش منذ سنوات بالبحيرة، مضيفا: "هيئة الثروة السمكية تدرس حاليًا الحشرة وأسباب تواجدها بالبحيرة وسبل مواجهتها وآثارها على الثروة السمكية، موضحًا أنها الجهة المسئولة عن هذا الملف وتنسق باستمرار مع وزارة البيئة"، موضحا أن الاحتمال الأكبر لظهور تلك الحشرة بالبحيرة انتقالها، من خلال أبحاث أجريت على البحيرة أو الأسماك أو نقلت مع زريعة أسماك، مضيفًا أنه من الممكن القضاء عليها من خلال الإكثار من الكائنات البحرية التى تعادى الحشرة وتتغذى عليها، حيث أن هذه الكائنات ستلتهم الحشرة وتنتهى المشكلة تمامًا.

 

وأشار إلى أن الوزارة موقعة عقد مع معهد علوم البحار للرصد البيئى للبحار والبحيرات الموجودة بمصر ينص على أن يجرى دراسات ويقدم تقريرًا ربع سنوى للوزارة عن الحالة البيئية للبحيرات والبحار، حيث يتم رصد نوعية المياه والثلوث، ولا يقوم برصد نوعية الأسماك أو الكائنات التى تعيش بالمياه، موضحًا أن الوزارة أسندت أمر الرصد للمعهد، لأنه يمتلك سفنًا ومعامل وأجهزة وباحثين متخصصين فى ذلك.

 

 

الحشرة تظهر على لسان أحد أسمكا بحيرة قارون
الحشرة تظهر على لسان أحد أسمكا بحيرة قارون

 

الحشرة تظهر فى خياشيم السمكة
الحشرة تظهر فى خياشيم السمكة

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة