"فبراير الأسود" على الشرطة الفرنسية.. إحالة شرطى للجنايات بتهمة اغتصاب شاب

الثلاثاء، 21 فبراير 2017 01:03 م
"فبراير الأسود" على الشرطة الفرنسية.. إحالة شرطى للجنايات بتهمة اغتصاب شاب الشرطة الفرنسية - أرشيفية
كتب محمد رضا – وكالات الأنباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فبراير الجارى هو الشهر الأسود للشرطة الفرنسية دون شك، إذ شهد حدثين كبيرين، أو بالأحرى فضيحتين، خلال أيام، وبعد قضية "الشاب ثيو" التى كانت حديث وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية، وحتى الآن بالطبع، فوجئت شرطة البلد الليبرالى المفتخر دائمًا بصيانته للحقوق الشخصية وقيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان، بفضيحة أكثر صدمة وضخامة، باتهام رجل شرطة باغتصاب شاب بـ"هراوة".

القضية المشابهة لقضية الشاب "ثيو"، التى تمثل الضربة الثانية القاسية للشرطة الفرنسية فى شهر واحد، شهدت تم تحويل ملف رجل شرطة لمحكمة الجنايات، لمقاضاته بتهمة اغتصاب شاب بهراوة، أثناء توقيفه قبل نحو عام من الآن، وذلك فى إجراء نادر، بعد ان حصلت الشرطة على تسجيل فيديو للواقعة، عقب تحريك قضية "ثيو" وتصاعد تظاهرات واحتجاجات شبان الضواحى الفرنسية والمتعاطفين معه فى مدن عدة، مطالبين بوقف عنف الشرطة وحل المشكلات التى تعانى منها الضواحى الفرنسية منذ سنوات.


"ألكسندر".. الرصاصة الثانية فى صدر الشرطة خلال فبراير الأسود

يدعى الشاب المغتَصَب، صاحب الواقعة الثانية، "ألكسندر"، وقضيته كانت منسية لشهور طويلة، وعادت إلى الواجهة لتشابهها مع ما تعرض له الشاب "ثيو" بداية الشهر الجارى، من عنف مفرط واغتصاب باستخدام هرواة من قبل رجال شرطة أرادوا توقيفه، بينما تعامل القضاء مع القضية فى البداية على أنها توقيف عنيف، لكن قرار الجلسة الأخيرة كان مختلفًا.

على صعيد المجنى عليه، تقول مارى سيسيل ناتان، محامية ألكسندر، فى تصريحات صحفية لها: "استنادًا لتقرير الطبيب الشرعى، اعتبر القاضى ما جرى لألكسندر اغتصابًا بهراوة، وحوّل القضية إلى محكمة الجنايات، هذا التوصيف نادر، والشرطى يواجه احتمال سجنه 20 عامًا، والحكم يرضينا، لكننا نستغرب عدم إيقاف الشرطى عن العمل فى انتظار الحكم النهائى".


قضية "ثيو" تشعل أجواء فرنسا قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية

كانت الأوساط الفرنسية قد شهدت فى بدايات الشهر الجارى حالة من الغضب والتوتر، إثر الاحتجاجات التى تفجرت عقب إثارة قضية الشاب الفرنسى "ثيو"، البالغ من العمر 22 سنة، الذى اتهم الشرطة باغتصابه، وأعقب ذلك زيارته من قبل الرئيس فرنسوا هولاند، الذى أعرب عن تقديره له ولأسرته، لموقفهم "النموذجى والمسؤول"، مؤكداً أن القضاء الفرنسى يحقق فى الحادث، وأن المخطئين سيُعاقبون، الأمر الذى دفع الشاب لمطالبة سكان ضاحية "أولنيه سو بوا" بالهدوء، من خلال دوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى.

واقعة "ثيو" وما تبعتها من تطورات، وضعت الشرطة الفرنسية فى مواجهة اتهامات حادة وعنيفة باستخدام العنف المفرط تجاه المواطنين، وتورط بعض أفرادها فى أفعال غير قانونية، ما أثار موجة من الغضب داخل المجتمع الفرنسى، قادت لتنظيم مظاهرات احتجاجية، وإدانات واسعة من قبل الفرنسيين، والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، وعدد من المشاهير الفرنسيين.

من جهتها، انتشرت قوات الأمن بشكل مكثف وحذر، خوفًا من مظاهرات قد تندلع على خلفية قرار المحكمة فى قضية "ألكسندر"، لكن القرار كان مرضيًا لمتابعين كثيرين، إذ أصبحت القضايا المرفوعة ضد رجال الشرطة اليوم تحت الأضواء، فيما خرجت مظاهرة فى "مونبلييه" جنوبى فرنسا، شاركت فيها شخصيات فرنسية من أصول مهاجرة، وطالب المتظاهرون بالعدالة لـ"ثيو"، وإيجاد حلول لقضايا الضواحى العالقة منذ سنوات، وقالت متظاهرة: "يجب حل المشكلات، والنظر أيضًا إلى البطالة والعنصرية والنظرة النمطية للنساء المحجبات".


شخصيات فرنسية عامة توقع رسالة مفتوحة للاهتمام بشباب الضواحى الفقيرة

خلال التظاهرة الاحتجاجية، وقعت الشخصيات الفرنسية المشاركة على رسالة مفتوحة تطالب باهتمام أكبر بشباب الضواحى، ومنهم من زار "ثيو" فى منزله، مثل النجم الفرنسى فرانك ريبيرى، ومنهم من خرج فى مظاهرات داعمة للشاب الضحية مثل "ليليان تورام" لاعب كرة القدم السابق، والرئيس الحالى لإحدى جمعيات مناهضة العنصرية، والذى قال: "للشرطة دور محورى فى ضمان أمننا جميعًا، لكننا نطالب بمعاقبة من لا يحترم القانون، سواء من الشرطة أو من الشبان، ونرفض تمامًا وجود أحياء تسيطر عليها عصابات المخدرات، ولا تخضع للقانون".


الرئيس الفرنسى يدين الأعمال غير المقبولة.. ويؤكد: يجب أن تتحقق العدالة

كان الرئيس فرنسوا هولاند، قد وعد وفى وقت سابق من الأسبوع الماضى، بتحقيق "العدالة"، مندّدًا فى الوقت نفسه بأعمال العنف "غير المقبولة" فى بعض ضواحى باريس، بعد اتهام الشرطة باغتصاب شاب أسود خلال عملية أمنية، متابعًا: "يجب أن تتحقق العدالة".

وفيما يخص قضية "ثيو"، قال فرنسوا هولاند: "الاحترام هو الواجب تجاه هؤلاء الشبان عند مراقبتهم، وعندما يواجهون هم أنفسهم أوضاع عنف، وحين يحدث خلل يجب الإبلاغ عنه بوضوح، وإحالة الأمر إلى القضاء، إن الاحترام، هو ذاك الذى يجب أن نتحلى به جميعًا تجاه المؤسسات والشرطة والقضاء، وإزاء الأملاك العامة والخاصة"، مدينًا بشدة أعمال العنف التى اندلعت منذ نحو أسبوع فى ضواحى باريس، إذ تم التعرض لشرطيين وحرق سيارات، مؤكدًا أنه "لا يمكن أن نقبل، بسبب مأساة كنت ندّدت بها شخصيًا، أن يحدث تخريب، ومن المهم جدًا أن نُظهر أننا قادرون على العيش معًا فى مجتمع هادئ، حيث يكون الاحترام هو القاعدة، وحيث يجب أن نكون حازمين تجاه من يبتعدون عن هذا المبدأ".

وقبل شهرين من الانتخابات الرئاسية، سعى "هولاند" لتهدئة الأجواء فى الضواحى، بعد ليالٍ عديدة من التوتر وأعمال العنف التى اندلعت إثر حادثة الشاب "ثيو"، لدى توقيفه من شرطيين بضاحية "أولنيه سو بوا" شمال شرق باريس، فى الثانى من فبراير الجارى، وسمّمت هذه الحادثة العلاقات الصعبة بين شبان الأحياء الفقيرة وأفراد الشرطة، خاصة أن أبناء الضواحى ينظرون للشرطة دائمًا باعتبارها قوة معادية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة