قرأت لك.. كتاب عن القومى للترجمة: الحجاب وسيلة للمقاومة

الأحد، 19 فبراير 2017 07:00 ص
قرأت لك.. كتاب عن القومى للترجمة: الحجاب وسيلة للمقاومة غلاف كتاب الحجاب
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر حديثا عن المركز القومى للترجمة الطبعة العربية من كتاب "الحجاب.. بين الحشمة والخصوصية والمقاومة" من تأليف فدوى الجندى وترجمة سهام عبد السلام.

 

ويتناول الكتاب القضية الشائكة (الحجاب) لكنه لا يهاجمه أو يهاجم من تضعه، فالكاتبة تقول فى إهدائها العمل: "آمل أن يصل هذا الكتاب لمن قررن ارتداء الحجاب، ولمن رفضن خلعه، ومن رفضن ارتداءه، ولمن ارتدينه دائما بحكم التقاليد ولمن لن يتحجبن أبدا".

 

ويقول الكتاب: "كثير ما ارتدت نساء عربيات تقدميات الحجاب فى سبعينيات القرن العشرين خوفا من أهلهن وأشقائهن أو احتراما لهم، وسرعان ما اتسعت هذه الحركة واكتسبت قوة دفع وأشعلت شرارة جدل خلافى فى الثقافة الإسلامية، كما أثارت ردود فعل لمن هم خارجها، تراوحت ما بين الحيرة والغضب، وارتفع صوت معلقى ومعلقات النسوية الغربية على وجه الخصوص بشجب الحجاب، الذى فسروه وفسرنه ارتجالا على أنه مظهر ملموس للقهر الأبوى للنساء".

 

ويضيف الكتاب: "معظم المراقبين والمراقبات الغربيات فشلوا فى إدراك أن الكثير من النساء العربيات أخذن بالتحجب تأكيدا للهوية الثقافية وتصريحا ببيان نسوى عاصف، علما بأن الحجاب له تاريخ طويل ومركب، والحجاب لا يقتصر أمره فى إزالة التهميش عن النساء فى المجتمع، بل هو أيضا يمثل تعبيرا عن التحرر من إرث الاستعمار، فالتحجب المعاصر باختصار كثيرا ما يدور حول المقاومة".

 

هذا الكتاب المثير للجدل يعتمد على عمل ميدانى أصلى واسع النطاق، وعلى مصادر من الكتابات الأنثروبولوجية، والتاريخية، علاوة على مصادر إسلامية أصلية، وذلك ليتحدى الافتراض التبسيطى القائل بأن الحجاب يعنى فى معظم الأحوال بالاحتشام، وعزل النساء، والشرف والعار.

 

وجاءت هذه الدراسة نتيجة عمل ميدانى تم إجراؤه على الحركة الإسلامية المعاصرة، وهى عبارة عن تحليل وإعادة تحليل لبيانات ضمنتها بحثا مركبا عن الإنثوغرافيا والتاريخ، النص القرآنى، الحديث والتفسير، والدراسة ليست وصفا إثنوغرافيا للتحجب ولا دراسة لمجتمع محلى ترتدى نساؤه الحجاب، مع التركيز على النساء.

 

لم تكن كلمة الحجاب بمنطوقها فى اللغة الإنجليزية هو الاختيار الأصلى لعنوان النسخة الإنجليزية من الكتاب، تستطرد المؤلفة، عندما ازدادت إمعانا للنظر وجدت أن حتى الكلمة الإنجليزية (فيل) المستخدمة للتعبير عن الحجاب فى الإنجليزية تنبع من نفس نوع التحيز الذى يقع بعض الباحثين فى شراكه، ووجدت أن مناقشة هذا المصطلح مناقشة علمية بحثية لا تشغل فى الكتابات إلا بضع فقرات، ومعظم هذه الكتابات تهاجم الحجاب وحتى إن كان هذا تحت (عباءة النزعات الإنسانية أو النسوية أو حقوق الإنسان).

 

وتضيف "المؤلفة" أدركت فى مسار بحثى فى موضوع الحجاب أن التحجب ظاهرة ثرية ولها دلالات، وهو لغة توصل رسالة اجتماعية وثقافية، وممارسة وجدت بشكل ملموس من قديم الزمان، ورمز له أهمية أيدلولوجية للرؤية المسيحية، لاسيما الكاثوليكية، لخصائص أنوثة المرأة والتقى، ووسيلة مقاومة فى المجتمعات الإسلامية، وهو حاليا مركز جدل بحثى عن النوع (من رجل أو امرأة) والنساء فى الشرق الإسلامى، ويحتل الحجاب فى حركات النشاط الإسلامى موقعا مركزيا باعتباره رمزا لكل من الهوية والمقاومة.

 

وعادة ما تستبعد الأبحاث الإنثروبولوجية المتعلقة بالشرق الأوسط النصوص الإسلامية، سواء بوصفها مصدرا للبيانات أو فى التحليل، وتستخدم هذه الأبحاث صورا قرآنية قليلة بشكل روتينى، خاصة السور التى تتضمن موضوع النساء بحيث تربطها بشكل غير مباشر بالحجاب.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة