حاكم "جاكرتا" المسيحى يتصدر الجولة الانتخابية الأولى بـ42% من الأصوات

الأربعاء، 15 فبراير 2017 07:36 م
حاكم "جاكرتا" المسيحى يتصدر الجولة الانتخابية الأولى بـ42% من الأصوات أهوك حاكم جاكرتا المسيحى يدلى بصوته فى الانتخابات
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يستطع اسوكى تاهاجا بورناما، الشهير باسم "أهوك" حاكم جاكرتا المسيحى أن يفوز بالجولة الأولى من الانتخابات على منصب حاكم العاصمة، والتى أجريت اليوم الأربعاء، لكنه استطاع أن يتفوق على منافسيه المسلمين، إذ حصد، وفقا لتوقعات أولية، على 42% من الأصوات مقابل 39% للمرشح أنيس باسويدان، وزير التعليم السابق. 

 

اختبار للتعددية

 
وينظر لانتخابات اليوم بأنها اختبار لتعددية وتسامح اندونيسيا، أكبر دولة إسلامية فى العالم، فأهوك، حاكم جاكرتا المسيحى الذى كان يتمتع بشعبية كبيرة نظرا لجهوده فى إحداث تغييرات إيجابية فى المدينة مثل إقامة مشروعات بنية تحتية ومواجهة آثار الفيضانات وغيرها، يسعى لاستعادة منصبه فى أعقاب احتجاجات ضخمة ضده بعد مزاعم تفيد بأنه أهان الدين الإسلامى فى ديسمبر الماضى، دفعت به إلى المحاكمة بتهمة "إهانة" الدين، وهى التهمة التى نفاها مؤكدا على أن خصومه يستغلون المسألة لتحقيق مكاسب سياسية. 
 
مظاهرات جاكرتا
مظاهرات جاكرتا
 
ونظرا لأن أهوك لم يحصل على 50% أو أكثر من الأصوات وكذلك المرشحان الآخران، فأغلب الظن ستنظم جولة انتخابية ثانية فى 19 أبريل المقبل، مما يعنى-وفقا لبعض الخبراء- تراجع فرص بورناما فى الفوز بالمنصب، أو على الأقل زيادة شراسة الحملة ضده. 
 

انتخابات تغير مستقبل اندونيسيا السياسى

حاكم جاكرتا ونائبه
حاكم جاكرتا ونائبه
 
واعتبرت شبكة سى إن إن الأمريكية أن هذه الانتخابات يمكنها أن تغير اندونيسيا بالكامل، لأن من شأنها أن تحدد من سيصبح رئيس البلاد فى انتخابات 2019 الرئاسية.
 
ونقلت "سى إن إن" عن الباحث فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، توبياس باسوكى قوله "إذا خسر أهوك، لن يستخدم فقط الساسة الدين كأداة، وإنما سيستخدمه الإسلاميون لتغيير "إسلام" إندونيسيا بالصورة التى يرونها مناسبة، صورة لا تتوافق مع الإسلام المطبق فى اندونيسيا".
 
وأضاف: حينها سيكون لهم اليد العليا، وهنا سيكون الاختبار الحقيقى. 
 
وتوضح "سى إن إن" أن اندونيسيا تعد دولة معتدلة متسامحة مع كل الأديان الأخرى والطرق التى يعيشون بها حياتهم. 
 
وأضاف الباحث باسوكى لـ "سى إن إن" أن "الإسلام السياسى فى إندونيسيا مختلف تماما عن الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال، حكم زعماء غير مسلمين لأغلبية مسلمة أمر عادى، فضلا عن أن الزواج بين الأديان والطوائف مقبول". 
 

تنامى مد التشدد فى اندونيسيا 

 
جانب من احتجاجات جاكرتا
جانب من احتجاجات جاكرتا
ولكن يرى بعض الخبراء أن التشدد فى اندونيسيا بدأ يزداد، لاسيما مع اندلاع مظاهرات مناهضة للمثليين فى جاكرتا، فضلا عن الاحتجاجات الضخمة التى ملأت شوارع العاصمة بعد مزاعم إهانة "أهوك" للدين الإسلامى. 
 
ومن جانبه، يضيف البروفيسور جريج فيلى، الباحث فى الشئون الآسيوية لـ "سى إن إن" أن خصوم حاكم جاكرتا المسيحى استغلوا انتمائه للأقلية المسيحية والصينية فى الحملة ضده مؤكدا "من الواضح أنه اتهم بالتجديف لأسباب سياسية..وهذا أمر سئ لاندونيسيا". 
 
احتجاجات ضد اهوك حاكم جاكرتا المسيحى
احتجاجات ضد اهوك حاكم جاكرتا المسيحى
 
وقال فيلى إنه فى حال خسر أهوك الانتخابات، ستصبح الأحزاب السياسية فى اندونيسيا أقل قبولا لمرشحين من الأقليات الدينية والطائفية فى البلاد.
 

منصب حاكم جاكرتا حجر أساس للفوز بالرئاسة 

 
الرئيس الاندونيسى
الرئيس الاندونيسى
 
واعتبرت "سى إن إن" أن الحملة الضارية لعرقلة أهوك تستهدف كذلك الرئيس جوكو ويدودو، المعروف بـ"جوكوي". 
 
وتوضح الشبكة الأمريكية أن الرئيس الاندونيسى استخدم فى  2014 منصبه كحاكم جاكرتا ليرسخ مكانته فى السياسة الوطنية، وتمكن بالفعل من الفوز بالرئاسة بعد عامين فقط من تركه لمنصب حاكم العاصمة. 
 
ويضيف الباحث باسوكى "قبل جوكو، منصب الحاكم كان مملا للغاية..هذه المرة الأولى التى ينظر لها لهذا المنصب بأنه حجر أساس للوصول إلى الرئاسة". 
 
الرئيس الاندونيسى وحاكم جاكرتا
الرئيس الاندونيسى وحاكم جاكرتا
 
ويشار إلى أن أهوك حليف قديم للرئيس الاندونيسى، إذ كان فى فريق الأخير فى انتخابات جاكرتا عام 2012، كما كان خليفته على منصب الحاكم.
 
وتوضح الشبكة أنه بغض النظر عمن سيفوز فى انتخابات "حاكم جاكرتا"، سيكون للفائز حظا كبيرا فى أن ينافس الرئيس ويدودو فى انتخابات 2019. "لهذا يرغب الرئيس الاندونيسى فى أن يفوز أهوك بمنصب حاكم جاكرتا، وحاول أن يدعمه بقدر المستطاع..وهو بكل تأكيد لا يريد أنيس باسويدان لأنه سيمثل تهديدا عليه"، بحسب الخبير فيلى، الباحث فى الشئون الآسيوية. 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة