إسلام الغزولى

"بى بى سى" والمصداقية الغائبة

الجمعة، 08 ديسمبر 2017 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حاول البعض توجيه اللوم للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك لقيامه بإصدار بيان إعلامى ردا على الوثائق المزعومة والتى أشيع عنها أنها تتضمن موافقته سنة 1982 على توطين فلسطينى قطاع غزة فى سيناء لحل أزمة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، والموافقة على مبدأ تبادل الأراضى، والحقيقة أن خروج الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بهذا البيان الذى أصدره ردا على هذه الوثائق كان واجب وهو أمر حتمى وضرورى فى هذه المرحلة وكان يجب أن يصدر الرد سريعا وبهذا القدر من الوضوح فى النفى القاطع . 
 
المؤكد بالنسبة لى أن من يتحمل اللوم هو " بى بى سى " تلك المؤسسة الإعلامية العريقة التى اعتبرت منذ تأسيسها نموذجا فى الحيادية والمهنية وكذلك نموذجا متفردا فى فصل الإدارة المالية عن التحرير، وهذا النموذج لا يزال يدرس فى كليات ومعاهد الإعلام فى مصر وفى أغلب دول العالم. إلا أنها سقطات هذه المؤسسات العريقة تكون كبيرة ومدوية أكثر من أى كيان أخر نظرا للتاريخ الطويل فى المهنية كما يدعون، ويبدو ان هذا التاريخ لم يعد يعنيهم الاحتفاظ به أو بسمعته بعد كل هذا التاريخ .
 
"بى بى سى " هى الجهة التى نشرت الوثائق التى ترجع للعام 1982 على حد زعمها والتى قالت فى موضوع صحفى لها، أن هناك وثائق كانت تتمتع بالسرية وتم ازاحة السرية عنها مؤخرا بحكم مرور الوقت على هذه الأحداث وتاريخ هذه الوثائق، وقالت " بى بى سى " فى موضوعها الصحفى أن الوثائق تقول إن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وافق فى لقاء دار بينه وبين مارجريت تاتشر رئيس الحكومة البريطانية فى ذلك الوقت بلندن على توطين فلسطينيو المخيمات فى لبنان وغزة فى أرض سيناء .
 
المشكلة هنا تتحملها المؤسسة العريقة " بى بى سى " بمفردها نظرا لأنها لم تتحرى الدقة المهنية المطلوبة منها عندما أصدرت هذه المؤسسة موضوعا صحفيا بهذا العنوان والمبالغة فى أن الرئيس الأسبق مبارك على غير حقيقية الأمر قد وافق على حل مثل هذا منذ أكثر من خمسة وثلاثون عاما، لماذا لم تلتزم " بى بى سى " بنص الوثائق التى كشفت عنها وقالت أنها كانت فكرة معروضة على الرئيس وطرحتها رئيس الحكومة البريطانية آنذاك مارجريت تاتشر، وأن الرئيس مبارك لم يبد أى تجاوب مع هذه الفكرة بل رفضها على الفور . 
 
ولا نعرف حتى الآن لماذا تنازلت " بى بى سى " عن حيادها وقررت أن تبالغ فى قراءة المعلومات ولماذا الآن، هل هذه المؤسسة أصبحت أداة فى يد الحكومة الإنجليزية ولم تعد مستقلة كما تدعى، هل يتم استخدام " بى بى سى " فى هذا التوقيت لإعطاء إنطباع أن تبادل الأراضى أمر مطروح منذ عقود وليس ببدعة جديدة، وأن هناك قادة عرب وافقوا على هذه الفكرة .
 
هل فعلت " بى بى سى " هذه الفعلة الآن للضغط على القيادة السياسية فى مصر، لقبول مثل هذا الحل، أم أنها تريد تهيئة الرأى العام المصرى لتقبل استقبال الفلسطينيين فى أراضيهم .
 
لماذا هذا التوقيت ولماذا المبالغة فى قراءة الوثائق والمعلومات ولماذا هذه الوثائق تحديدا من كل الوثائق التى أزيح عنها السرية، المؤكد أن لا شىء يحدث صدفة أو بالخطأ، ومن ثم يجب علينا الانتباه لما يتم إعداده لنا. 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة