وليد عنتر شحاتة يكتب: عهد بنت بـ"مائة رجل"

عندما  تسمع أو تشاهد عن مواقف الشجاعة والنضال والتصدى لنازع الخوف والرعب تخرج من البنات أو السيدات يخرج من فمك عبارة تلقائية "بنت بمية راجل".

بنت بمائة راجل  كثير ما سمعت وسمعتم هذه الكلمة دون أن تحاول التفكر فى عمق معناها وبعد مكاسبها الحقيقية فى الحياة لكى تعلم وتدرس للأجيال القادمة.

سبحان الله كل ما أحاول أنسى ما يقوم به الصهاينة ودولة الاحتلال إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى تخرج علينا الفتاة الفلسطينية (عهد) لكى تعلمنا كيف نكتب عن معنى الشجاعة والصمود الحقيقى.

وقفت أمام الجندى الإسرائيلى المغتصب لأرضها وظلت تصرخ فى وجه دون أن يرتجف قلبها او تتراجع خطوة واحدة الى الخلف وهى  تقول .. أنا لا أخاف منك أنا صاحبة الحق فى زمن ضاع فيه الحق أنا صاحبة الأرض فى زمن ضاعت فيه الأرض والعرض.. إذا دمرتم شجر الزيتون رح نزرع مائة زيها . لن  ترعبنى رصاصات سلاحك . ولا ترجعنى قذائف مدفعك .  ربما يكون ما قالته عهد أقوى ما عبرت به عنها من تعبيرات وجهها الصغير فى عيون الاحتلال الكبير فى عيون  العرب الشرفاء .

ومما لا شك فى ان الكلمات التى قالتها عهد فى وجه الجنود الإسرائيلية دليل كافى على ارتباط الأطفال العرب منذ قرون سابقة بمكانة القدس .

عهد ابنة قرية النبى صالح تضرب لنا  قصة كفاح جديدة تسجل فى سجل المناضلين. وترسم خطوات جديدة تعلم للأجيال منعى الانتماء للوطن ومعنى الدفاع عن الحرية المغتصبة.

لم أتكلم فى مقالى عن قضية اعتقال عهد البنت الذى لم تبلغ السادسة عشر من عمرها .فكثير من نساء فلسطين داخل سجون الاحتلال الغاشمة. ولم ادعوا المحاميين العرب لدفاع عنها فلعهد رب يتولى أمرها. ولم أكتب عن عهد فليس من باب البحث عن الشهرة فقضية الاقصى أشهر من النار على العلم . إنما أحببت أن أكتب عن قصة نضال سوف تسجل فى التاريخ

وجهة نظر مواطن .

عهد لم تكن الأولى فى حركات النضال .ولم تكن هى الناشطة الصغير فى تاريخ النضال الفلسطينى . فالأطفال فى حجور أمهاتها تعرف معنى النضال من أجل المسجد الأقصى .

اخى العربى إذا لم تستطع النضال والدفاع عن حرية القدس داخل فلسطين وفى وجه الاحتلال. 

فكن أنت من تستطيع النضال عن القدس فى كل مكان ..