فزاعة أسلحة الكرملين الإلكترونية × 2017..اتهامات تلاحق موسكو بالتدخل فى اقتراعات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا.."جوجل" و"فيس بوك" يتوعدان بالتصدى لإعلامها المضلل.. وخبراء:تستخدم "المتصيدين" لبث معلومات كاذبة

الخميس، 28 ديسمبر 2017 04:01 م
فزاعة أسلحة الكرملين الإلكترونية × 2017..اتهامات تلاحق موسكو بالتدخل فى اقتراعات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا.."جوجل" و"فيس بوك" يتوعدان بالتصدى لإعلامها المضلل.. وخبراء:تستخدم "المتصيدين" لبث معلومات كاذبة بوتين وترامب وماى
كتب محمد رضا - أ ف ب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتزايد وتيرة حرب التكنولوجيا والمعلومات بين الدول فى شتى أنحاء العالم بشكل سريع، والتى وصلت إلى ذروتها خلال العام الجارى، حيث طاردت روسيا على مدار عام 2017، اتهامات تتعلق بتطوير أسلحتها الإلكترونية، واستغلالها للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى نهايات العام الماضى، وكذلك للتدخل فى أمور تتعلق بالقانون البريطانى "بريكست"، وكذلك الأزمة الإسبانية فى كتالونيا.

ويتعرض الكرملين منذ أكثر من عام لاتهامات شتى تدلّ على الخوف الذى تثيره الأسلحة الجديدة بيد موسكو من قراصنة و"متصيدين" أو الرقابة على وسائل الإعلام، الأمر الذى جعل الاتهامات تتوالى على الدولة القيصرية، وإذا كانت الاتهامات الأولى ضد موسكو، بدأت مع قرصنة ملقمات الحزب الديمقراطى الأمريكى فى العام 2016، فهى تزايدت بشكل سريع بعد انتخاب دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، وكشفت مجموعة كبيرة من الأدوات التى يستخدمها الكرملين.

روسيا تستخدم وسائل الإعلام الرسمية لنشر دعاية فى الخارج
 

وبعد أن كانت المخاوف تتركز حول "القراصنة الروس"، الذين يعملون على ما يبدو لصالح الاستخبارات فى إطار حرب معلوماتية، باتت تدور حول التقارير المتلفزة والمقالات على الإنترنت والإعلانات السريعة الانتشار على شبكات التواصل الاجتماعى، التى تهدف إلى توضيح مواقف روسيا، وأيضًا إلى استغلال الثغرات والانقسامات فى الديمقراطيات الغربية.

والفصل الأخير من هذا المسلسل الذى يلقى بثقله على رئاسة ترامب، كان عندما اضطرت شبكة "روسيا اليوم" التلفزيونية الرسمية، والمتهمة بنشر دعاية الكرملين فى الخارج، إلى الرضوخ لمطالب واشنطن، وأن تتسجل على أنها "عميل أجنبى" فى الولايات المتحدة.

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

 

وقبل ذلك ببضعة أسابيع، قرر موقع "تويتر"، منع "روسيا اليوم"، ووكالة "سبوتنيك" الروسيتان، من بث مضامين ترعاها جهات أخرى، بينما تعهد كل من "جوجل" و"فيس بوك"، بالتصدى بشكل أكبر لما أسموه "الإعلام المضللّ" لموسكو.

والتهديدات المعلوماتية الروسية، لم تتوقف عند الولايات المتحدة، بل إنها أثارت الذعر فى كل مكان، فمدريد، تشعر بالقلق من عمليات تلاعب من قبل موسكو خلال الأزمة الكتالونية، فيما يرى مراقبون بريطانيون، آثار تدخل روسى فى عملية "بريكست"، بينما تتزايد المخاوف من حصول تدخل فى مختلف الاقتراعات فى كل من ألمانيا وفرنسا.

خبير: موسكو تنفق أموالًا كثيرة على حرب المعلومات
 

وفى المقابل، يندد الكرملين، بشدة بتلك الاتهامات، حيث يعتبرها اتهامات هستيرية وسخيفة ولا أساس لها، مؤكدًا أن هذه الاتهامات تستفيد من جو "معاد لروسيا" سائد حاليًا، كما أن موسكو تعتبر أنه لم يتم تقديم أى أدلة ملموسة على ذلك حتى الآن.

ورغم النفى الشديد من قبل موسكو فيما يتعلق بارتباطها بالتدخلات الإلكترونية فى شئون الدول الأخرى، إلا أن روسيا بعد أن خسرت "الحرب الإعلامية" خلال النزاع القصير مع جورجيا فى عام 2008، بذلت كل الجهود الممكنة لتعزيز "القوة الناعمة"، ما أدى إلى تطوير وسائل الإعلام فى لغات عدة، فشبكة "روسيا اليوم"، على وشك أن تبدأ خدماتها باللغة الفرنسية، بينما نشأت وكالة "سبوتنيك" الإلكترونية عن اعادة هيكلة لمجموعة "روسيا سيجودنيا"، ومهمة هذين الذراعين الإعلاميين للكرملين فى الخارج رسميًا هى عرض وجهة نظر روسيا خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل التى تثير توترًا مع الغرب مثل النزاع فى سوريا أو فى أوكرانيا.

وفى هذا الصدد، يقول رئيس تحرير موقع "اجينتورا.رو" المتخصص فى شئون الاستخبارات، اندرى سولداتوف، لوكالة "فرانس برس"، إن روسيا تنفق أموالًا كثيرة على حرب المعلومات وتضيف إليها باستمرار عناصر فاعلين جدد، مؤكدًا أنها متقدمة على سواها من الدول.

ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين

 

ظهور مصنع "المتصيدين" فى سان بطرسبرج عام 2014
 

وللتأصيل للتطور الروسى فى حرب المعلومات، نعود إلى العام 2014، حيث ظهرت أداة تأثير جديدة أكثر سرية على العيان فى وسائل الإعلام الروسية وهى "مصنع المتصيدين" فى سان بطرسبرج، وهذه الشركة اسمها الرسمى "شركة الأبحاث على الإنترنت"، وترتبط - بحسب الصحف - بالاستخبارات الروسية، وهى تغذى الآلاف من الحسابات الكاذبة على شبكات التواصل الاجتماعى على أمل التأثير على الرأى العام.

وتقول مصادر صحيفة "ار بى كاى" الاقتصادية، أن "المتصيدين"، كانوا يعملون فى البدء لغايات السياسة الداخلية، لكنهم انتقلوا اعتبارًا من العام 2015 إلى بث الخلافات فى الولايات المتحدة من خلال التنكر بأنهم من معسكر، ثم من المعسكر المضاد، وتنظيم تظاهرات أو بث معلومات كاذبة على الإنترنت.

قراصنة إلكترونيين

خبير أمنى: "القراصنة" هم الأداة الأكثر سرية لدى الكرملين
 

وفى السياق ذاته، كتب خبير الأمن والباحث فى معهد العلاقات الدولية فى براج، مارك جاليوتى، فى مقال، إن عمليات الكرملين خلال حملة الانتخابات الأمريكية لم تكن تهدف إلى تحديد من سيصل إلى البيت الأبيض، بل تسديد ضربة إلى شرعية الحكومة الأمريكية وإلى قدرتها على التدخل وإلى وحدتها.

ورغم الجهود التى تبذلها موسكو فى إطار حرب المعلومات، إلا أن قدرتها على التأثير والتحرك لا تزال محدودة، فقد شدد مسئولون أمريكيون، على أن المحتويات التى يتم بثها انطلاقا من روسيا والمبالغ التى انفقت خلال الحملة الانتخابية لا تشكل سوى جزء ضئيل من سيل المعلومات وإجمالى الميزانية، فعلى فيسبوك، انفقت روسيا أقل من 50 ألف دولار قبل الانتخابات، فى مقابل 81 مليونا لـ"هيلارى كلينتون" و"دونالد ترامب".

أما بالنسبة إلى القراصنة، وهم الأداة الأكثر سرية لدى الكرملين، فقد اتُهموا باستهداف الحزب الديمقراطى الأمريكى، وحركة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى فرنسا، ووكالة الأمن القومى الأمريكية، وحتى الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، إلا أن "سولداتوف"، يقول إن "قدرات الأمريكيين على صعيد الأمن المعلوماتى أكبر بكثير"، موضحًا أن روسيا تفضل الوسائل التى تتطلب موارد محدودة مثل سرقة كلمات السر.

كما يقلل الخبير فى شئون الاستخبارات، من أهمية النجاح الذى حققه الكرملين فى حرب المعلومات، إذ يقول أن الكرملين لم يستفد الكثير من هذه العمليات التى أحدثت ضجة أكبر من الفوائد لموسكو، مضيفًا أنه "يرى أن دولًا أخرى ربما ترغب فى المستقبل فى تطوير تقنيات مماثلة".

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة