"من فضلك ضع السماعات هذه لعبة صوتية" تنويه تبدأ بعده رحلة الشاب الكفيف "طارق القصاص" مع مغامرة مثيرة بالصوت فقط يعيش خلالها حكاية رجل كفيف يواجه عشرات الوحوش واللصوص ويتخطى العديد من العقبات بمساعدة صوت ابنته "لويز" ليصل فى النهاية لحدود المدينة التى يتمكن من السيطرة عليها وحكمها.
"بحس إنى أنا المغامر اللى بيلعب" هكذا يعلق "طارق" على تجربته مع لعبة A Blind legnd على الهاتف الذكى والمصممة خصيصًا للمكفوفين ويقول لـ"اليوم السابع": عرفتها عن طريق صديق لى من سنوات، ورغم أن بطبعى ملول ولا أتحلى بطول البال اللازم لممارسة الألعاب لكنها شدتنى لأن فيها غموض وحكاية، وأنا فى العموم تجذبنى الأحداث.
لعبة A Blind legend
هذه اللعبة ليست الوحيدة التى يمارسها طارق القصاص الذى يعمل أخصائى موارد بشرية بواحدة من شركات المقاولات الكبرى، ويقول: فى المعتاد لم يكن عندى الكثير من وقت الفراغ ولكننى تعرفت على عالم ألعاب المكفوفين فى فترة تعطلت فيها دراساتى العليا، ولم أكن أعمل بعد، وقتها جربت الألعاب لأشغل بعض وقت فراغى. أحب أيضًا ألعاب التصويب التى أشعر أنها تزيد تركيزى فهى تعتمد على أن أتعرف مكان الهدف من خلال الصوت وأصوب عليه.
مكفوفون: محرومون من اللعب فى الأماكن العامة
وعلى الرغم من أن الجزء الأكبر من وقت الفراغ يتوفر لـ"طارق" يوميًا فى المواصلات إلا أنه لا يلجأ أبدًا لتمضيته من خلال لعبة كما يفعل أى شخص آخر، ويقول: "ما اقدرش أطلع الموبايل والعب عشان نظرة الناس اللى حواليا"، ويضيف: "المجتمع يحتاج توجيها وناقصه الكثير من الوعى فعندما أخرج الموبايل رغم أننى استخدمه بالناطق، إلا أن الناس تندهش وأحيانًا تسخر منى فما بالك لو بدأت ألعب لعبة؟".
لعبة A Blind legend
من النقطة نفسها يبدأ "مصطفى المرتضى" المطرب الشاب المعتمد من الإذاعة حديثه عن تجربته مع عالم ألعاب المكفوفين ويقول "دى مشكلة كبيرة، أحيانًا الناس تتريق وتتدخل بشكل مزعج فى استخدامى للموبايل"، يضيف: "أنا كمان بعتب على اللى عملوا الألعاب دى للمكفوفين إنهم ما عملوش فيها صورة للمبصرين، أنا ابنى أحيانًا يعدى عليا وأنا بلعب ويقولى بابا هى فين اللعبة دى؟".
مصطفى المرتضى
ويتابع مصطفى: "نحتاج وعيا مجتمعيا بشكل عام فى طريقة التعامل مع المكفوفين لأن غالبية الناس متخيلة إن الكفيف مالوش لازمة فى الدنيا ومايعرفش يعمل أى حاجة".
ويعود من جديد إلى منطقة الألعاب: لا أستخدمها لزيادة تركيزى لأن التركيز عندى يكون أعلى بالموسيقى، لكننى أحبها للترفيه عن نفسى وتمضية الوقت و"تفضية دماغي". يضيف: أفضل ألعاب الأكشن و"ضرب النار" عن الألعاب الأخرى لأن فيها إثارة أكثر.
محمد: أحلم بلعبة مغامرات باللغة العربية
أما محمد عبد الله، طالب الإعلام بكلية الآداب، فيقول لـ"اليوم السابع": أواجه مشكلة لأن غالبية الألعاب المتوفرة للمكفوفين بالإنجليزية وأنا لا أجيدها، لكنى جربت بعض الألعاب باللغة العربية مثل XGames، وهى كانت اللعبة الوحيدة الناطقة بالعربية فى جزء منها، وكانت فى الوقت نفسه متوافقة مع الناطق.
ويضيف: غالبية ألعاب المكفوفين ألعاب فكرية مثل "من سيربح المليون" وألعاب الألغاز، وهناك لعبة مغامرات اسمها "أمراء وفرسان" لكنى لم أجربها.
محمد عبد الله
ويستطرد "محمد": لو لم تكن هناك مشكلة فى اللغة لأحببت جدًا ألعاب المغامرت لأنها تجعلنى أشعر أننى من أقوم بالمغامرة وحتى حين أستمع لمسلسلات أتابع المليئة بالأكشن والحركة.
محمد عزب
فيما كانت تجربة محمد عزب طالب كلية الآداب مع ألعاب المكفوفين كانت مختلفة فيقول: "لدى بقايا إبصار لذلك أجرب أحيانا ألعاب المبصرين، بالإضافة إلى ألعاب المكفوفين"، يرى "محمد" أن ألعاب المكفوفين مملة ويقول: الألعاب غالبيتها فكرية وأسئلة ثقافة عامة والأسئلة تتكرر طوال الوقت أما ألعاب المبصرين فيها تجديد أكثر وتنوع.
"البلاى ستيشن" وكرة القدم.. ألعاب على قائمة أحلام المكفوفين
يتساءل "عزب": لماذا لا يضيفوا لألعاب المكفوفين لعبة "بلاى ستيشن"؟ أتمكن من لعبها على الكمبيوتر والجهاز الخاص بها وأتمنى أن تتوفر على الموبايل، أتمنى أن تتوفر أيضا ألعاب مصارعة.
أما طارق القصاص فيتمنى أن تتوفر كذلك لعبة كرة القدم وكذلك الألعاب الاستراتيجية التى تعتمد على البناء والتخطيط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة