كريم عبد السلام

الحرب على الإرهاب وتنمية سيناء

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إياكم أن تتصوروا أن قواتنا المسلحة والشرطة تواجه فقط فى سيناء مجموعات من المتطرفين القتلة الذين يصنفون أنفسهم إسلاميين ويبايعون أبو بكر البغدادى وإمارته المزعومة.
 
وإياكم أن تتصوروا أننا نواجه فقط تحالفا بين مهربى البشر والمخدرات والبضائع وبين المجموعات الإرهابية والمتسللين عبر الحدود، لا، فهؤلاء وأولئك أمرهم هين مهما كان عددهم بالمئات أو بالآلاف، ومهما تغلغلوا وسط أهالى سيناء وأقنعوا الفقراء والعاطلين بالانضمام إليهم.
 
ما يحدث فى سيناء صراع بين إرادتين، بين مشروعين، بين دولة تريد فرض سيادتها وكلمتها على حدودها وبين معسكر الطامعين المستعمرين الأعداء التقليديين والمستجدين على معسكر العداء
 
إرادة الدولة المصرية، هى التنمية والتعمير وربط سيناء بالوادى والدلتا بعد سنوات من الانفصال الجغرافى والإهمال التنموى الذى كان يصب مباشرة فى المصالح الاستراتيجية للعدو التقليدى وأقصد إسرائيل..
 
إسرائيل كانت ولا تزال تريد سيناء صحراء جرداء بدون تنمية ولا تعمير ولا انتشار أمنى وعسكرى مصرى مكثف، والأسباب معروفة ومعلنة ويلوكها خبراؤهم ومحللوهم فى وسائل الإعلام ليل نهار، هم طامعون فى سيناء كلها وليس فقط فى الشريط الساحلى من رفح وحتى العريش بطول 40 كيلومترا لإقامة مشروع غزة العريش وتنقية الضفة الغربية من الفلسطينيين، بل هم ما زالوا يحلمون بالمشروع الصهيونى من النيل إلى الفرات والكنيست الإسرائيلى مازال يرفع هذا الشعار.
 
وإسرائيل، لن تجلس وتتفرج على جنودنا يعيدون انتشارهم فى كل ربوع سيناء، ولن تسكت والغيظ يأكل قلوب قادتها وهى ترى مشروع الأنفاق والكبارى العائمة الذى يربط أرض الفيروز بالدلتا يتحول إلى حقيقة، فهى تعلم معنى ربط سيناء بالدلتا وكيف يمكن أن يتدفق البشر إلى الصحراء الخالية فيعمرونها بالمجتمعات العمرانية والقرى والمدن، وكيف يمكن أن ترتفع المصانع المنتجة والعمارات السكنية كحوائط صد منيعة أقوى من خط بارليف فى مواجهة المشروع الصهيونى.
 
لذلك، عليكم أن تسألوا، عن الجهة التى حصل منها الإرهابيون على صاروخ كورنيت الذى قصفوا به مطار العريش مثلا؟ وعليكم أن تسألوا عن اختيار الإرهابيين هذا التوقيت لقصف المروحيات العسكرية بالمطار أثناء تفقد وزيرى الدفاع الحالة الأمنية بالمنطقة؟ وبعد قليل من البحث على محرك جوجل ستكتشفون أن صاروخ كورنيت روسى الصنع وتحوزه جهتان بالمنطقة هما إسرائيل وحزب الله عبر إيران، فكيف وصل لفلول الإرهابيين؟ ومن يسلحهم ويمدهم بالمعلومات ويرسم تحركاتهم؟
 
أما المستجدون على معسكر العداء للدولة المصرية، مثل قطر وتركيا والسودان، فهى عداوات بناء على قرارات من الأنظمة الحالية فقط، لم تكن موجودة فى السابق وإنما جرى توظيفهم كأدوات فى برنامج الفوضى الخلاقة، إما بالأمر المباشر من تل أبيب وواشنطن لقاء تأمين الوجود فى السلطة أو بالتنسيق مع تل أبيب وواشنطن أيضا بحثا عن مكاسب فى المكانة الرمزية ودور أكبر، فدولة مثل تركيا أردوغان، ارتبطت بتوجهات رئيسها الإخوانى لدعم الجماعات الإرهابية ولحصد مكاسب نفطية واقتصادية جراء دخولها كمخرج منفذ يتعهد بتدريب وتوريد المرتزقة إلى البلاد العربية المراد تفجيرها من الداخل، والأمر بالنسبة لقطر هو بحث عن حل لعقدة الدولة القزمة التى لا تملك مقدرات الدولة، بتبنى الوهم الإسرائيلى والبرنامج الإسرائيلى للعداء مع الدول العربية مع وعد بالحصول على مكانة جديدة وأراض جديدة حين تقسيم الكعكة، أما السودان فرئيسها صاحب الهوى الإخوانى محكوم بأوامر التنظيم الدولى وشروط المنح القطرية والأهم بقاؤه حرا رغم تسليط سيف المحكمة الجنائية على رقبته والتهديد باعتقاله وإذلاله بمحاكمة دولية طوال الوقت.
وللحديث بقية









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة