دندراوى الهوارى

سيناء.. أرض الخراب فى عيون «اليهود».. فلماذا تزداد أطماعهم فيها؟!

الخميس، 21 ديسمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكن لنا أن نقولها وبأريحية، ووفقا لما سطره التاريخ فى عصوره المختلفة، أن معظم معارك مصر التى خاضتها كانت على أرض سيناء، وأن ترابها معبق بدماء المصريين منذ الأسرة الفرعونية الأولى، وحتى حادث إطلاق القذيفة على مطار العريش أمس الأول!!
 
سيناء، بجانب موقعها الجغرافى المهم، كونها رابطا بين القارتين الأفريقية والآسيوية، فإنها تعد أرضا تعانق فيها الكفاح المسلح عبر عصور مصر المختلفة، مع نضال التبشير بالرسائل السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية.
 
الجانب المسلح، اتضحت ملامحه منذ عهد الملك «سمرخت» سابع ملوك الأسرة الفرعونية الأولى، قبل 3200 قبل الميلاد، عندما قاد حملة عسكرية إلى وادى المغارة موطن مناجم الفيروز فى سيناء ضد البدو الرحل هناك،  مسجلا أخبار حملته بنقش على قطعة من الصخر وعليها صورته، والتى تعد أقدم أثر فى أرض الفيروز، وتبعه ملوك تلك الأسرة بحملات ومعارك مشابهة ضد الطامعين والمعتدين. 
 
لكن ظهر الكفاح المسلح بملامحه الحقيقية فى عهد أحمس الأول، الذى قاد جيش مصر وتحرك من طيبة «الأقصر حاليا» متوجها إلى الدلتا، حيث «أواريس» عاصمة الهكسوس، وطاردهم، حتى سيناء، ثم تلتها معارك مفصلية دارت على أرض الفيروز وحددت شكل وملامح الكفاح المسلح الحقيقى للحفاظ على مقدرات مصر وأمنها القومى، وأيضا كدرع حامى لامتيها الإسلامية والعربية.
 
فعلى أرضها دارت معركتان فارقتان فى تاريخ الأمتين العربية والإسلامية، الأولى  عندما قاد صلاح الدين الأيوبى جيشا قوامه من المصريين، وطارد الصليبيين، وانتصر عليهم فى معركة حطين عام 1187 ميلادية، والثانية، عندما قاد سيف الدين قطر، جيش مصر، لإيقاف توغل المغول بقيادة «كتبغا» والذين أحرقوا الأخضر واليابس فى البلاد الإسلامية، من العراق لسوريا، وقرر مواجهتهم فى سيناء وانتصر عليهم فى معركة عين جالوت فى 25 رمضان الموافق الثالث من  سبتمبر عام 1260 ميلادية، وتصنف المعركتان كأبرز المعارك الفاصلة فى التاريخ الإسلامى!!
 
كما شهد عام 1956 العدوان الثلاثى على مصر واحتلال سيناء وفى عام 1967، وقعت النكسة أو ما يطلق عليها حرب الأيام الست، انتهت باحتلال إسرائيل لكل سيناء وفى العاشر من رمضان، الموافق 6 أكتوبر عام  1973 شهدت أرض سيناء العبور العظيم للجيش المصرى، وهدم أقوى مانع مائى فى التاريخ الحديث،  واسترداد الأرض.
 
والملاحظ، أن الانتصارين المدويين قديما وحديثا اللذين حققهما الجيش المصرى على أرض سيناء، كانا فى شهر رمضان، الأول عندما انتصر عليهم فى معركة عين جالوت فى 25 رمضان الموافق الثالث من  سبتمبر عام 1260 ميلادية، والثانى، 10 رمضان، الموافق 6 أكتوبر عام 1973 ميلادية، وكأنها رسائل أن أرض الفيروز المقدسة تلفظ كل أعدائها فى أكثر الأيام تقديسا وإجلالا عند الله سبحانه وتعالى.
 
وتأكيدا على طهارة سيناء أنه فى عام 1800 قبل الميلاد، تقريبا، دخل أبوالأنبياء إبراهيم، عليه السلام، مصر عبر سيناء، وسار على ترابها المقدس، وتزوج جارية مصرية من «الفرما» وهو المكان القريب من القنطرة حاليا وأنجب منها إسماعيل، كما تجلى الله سبحانه وتعالى على أراضيها، وكلم نبيه موسى، كما سار فوق رمالها أيضا السيد المسيح عندما كان طفلا برفقة والدته العذراء مريم، وباقى العائلة، ومن بوابتها دخل عمرو بن العاص قائدا لجيش الإسلام، فاتحا مصر، ومبشرا بالأسلام. 
 
الغريب فى الأمر، ورغم عبق تراب ورمال أرض الفيروز، فإن سيناء يعتبرها اليهود «أرض الخراب» ويؤكدون أن سيناء وردت فى التوراة باسم «حوريب» أى «الخراب»، والأغرب أن اسمها ورد فى اللغة المصرية القديمة وكتبت بالخط الهيروغليفى «توشريت» أى أرض الجدب والخلاء.
 
ورغم كل ذلك، مثلت سيناء ثغرة خطيرة، تمكن الأعداء من خلالها، غزو مصر بدءا من الهكسوس، والفرس، والإسكندر الأكبر، والرومان، وفى العصر الحديث، عجزت بريطانيا على احتلال مصر عام ‏1882‏ عن طريق الإسكندرية فلجأت إلى الالتفاف حول البوابة الشرقية واستطاعت هزيمة جيش عرابى فى موقعة التل الكبير وزحف جيشها نحو القاهرة‏.
 
لم تكن سيناء ثغرة فقط، ولكن أصبحت مطمعا ومغنما كبيرا لليهود، وتبلور ذلك فعليا عام 1902 عندما وصلت لجنة هرتزل- وهرتزل مؤسس الحركة الصهيونية- إلى سيناء وطلبت من السلطات البريطانية تأجير ساحل سيناء لإقامة مستوطنات يهودية فيه، ولم يمر عاما واحد حتى حتى أعلن هرتزل عن نيته إقامة مستعمرات يهودية فى سيناء على أن يبدأ بالعريش. 
 
وفى 25 مارس عام 1903 طلب هرتزل إجراءات الترتيبات اللازمة للتوقيع على عقد استئجار سيناء والعريش بحيث تكون مدة الامتياز 99 عاما، ثم كشف فى العام ذاته عن رسالة سرية منه إلى المليونير اليهودى روتشيلد يبلغه فيها عن انهيار خطة استعمار سيناء والعريش بسبب رفض مصر.
 
واستمر الصراع اليهودى ومطامعهم فى سيناء حتى العدوان الثلاثى فى 31 أكتوبر عام 1956، واحتلت القوات الإسرائيلية سيناء، وفى 5 يونيو 1967، كانت النكسة باحتلال إسرائيل لكامل شبه جزيرة سيناء، وبعد حرب 1973 استردت مصر أراضيها، كما تم رفع العلم المصرى على طابا فى مارس 1989 وكانت آخر بقعة من الأرض التى تم استعادتها.
 
هذا السرد التاريخى يؤكد المطامع اليهودية الشديدة فى سيناء، بجانب مطامع دول وقوى متعددة فى أرض الفيروز، لذلك لابد للمصريين من إدراك أن ما يدور فى سيناء حاليا ما هى إلا حربا حقيقية مع دول وكيانات استخباراتية من كل حدب وصوب!!
ولَك الله يا مصر...!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة