2017 عام الانفصال.. كردستان العراق وكتالونيا الإسبانية ولومبارديا وفينيتو الإيطاليتان سعوا للانشقاق عن الوطن الأم.. الكاميرون تواجه حمى الانشقاقات فى القارة السمراء.. وحرب بيافرا تعود مجددا فى نيجيريا

الخميس، 21 ديسمبر 2017 06:00 م
2017 عام الانفصال.. كردستان العراق وكتالونيا الإسبانية ولومبارديا وفينيتو الإيطاليتان سعوا للانشقاق عن الوطن الأم.. الكاميرون تواجه حمى الانشقاقات فى القارة السمراء.. وحرب بيافرا تعود مجددا فى نيجيريا 2017 عام الانفصال
كتب عبد الوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الاستقلال هو تحرُر شعب ما من مخالب الاحتلال بالقوة المسلحة أو بأى وسيلة أخرى، وهو يختلف عن الحكم الذاتى، فالأخير هو نظام اللامركزية فى السلطة، أى عدم تركيز تلك السلطة فى يد الحكومة المركزية وتوزيعها بين الأشخاص والمستويات الإدارية المختلفة على مستوى هذه الدولة، وكثير ما يخلط البعض بين الاستقلال والانفصال الذى يعنى الخروج عن الأم الوطن، وهذا ما وقع خلال عام 2017، فكثيرا من الأقاليم أرادت الانشقاق عن وطنها الأم، مثل ما فعلته كردستان العراق، وكتالونيا الإسبانية، وإقليمى لومبارديا وفينيتو بإيطاليا، وكل من ساوث ويست ونورث ويست فى الكاميرون.

ورغم أن الغرب سعى منذ عقود لتمزيق أوصال الشرق الأوسط من خلال دعاوى الحكم الذاتى، إلا أن هذه الحمى انتقلت إليه خلال عام 2017، والبداية كانت من العراق الذى انهكه الاحتلال ثم الحروب فالإرهاب حتى وصل إلى طريق الانفصال الذى قاومه وتغلب عليه كما قضى من قبل على براثن الإرهاب، وحلقة إشعال فتنة الانفصال فى العراق، كانت فى إقليم كردستان العراق، الذى يعود إنشاؤه، إلى معاهدة الحكم الذاتى فى مارس 1970، عندما وقع الاتفاق بين المعارضة الكردية والحكومة العراقية بعد سنوات من القتال العنيف، وبمغادرة القوات العراقية المناطق فى شمال البلاد عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية أصبحت المنطقة تتمتع بحكم ذاتى.

علم كردستان
علم كردستان

وسعت حكومة كردستان، إلى الانفصال بالإقليم التابع لدولة العراق، من خلال إجراء استفتاء انتخابى، بينما اعتبرت الحكومة العراقية، أن هذا الإجراء غير قانونى ومخالف للدستور العراقى، لذلك نشبت معارك سياسية بين الجانبين، وفى ظل احتدام الأزمة سعى المجتمع العربى والدولى لحل هذه المعارك السياسية، حيث لم يتوقف الأمر على المعارك السياسية فحسب، بل وصل الحال فى بلاد الرافدين إلى حد التهديدات العسكرية فى حالة الانفصال بالإقليم.

ففى 7 يونيو 2017، عقد الرئيس مسعود بارزانى، اجتماعاً مع الحزب الديمقراطى الكردستانى، والاتحاد الوطنى الكردستانى، والاتحاد الإسلامى الكردستانى، والحركة الإسلامية الكردستانية، والحزب الشيوعى الكردستانى، وحزب كادحى كردستان، وحزب العاملين والكادحين فى كردستان، وحزب الإصلاح التقدمى فى كردستان، وقائمة أربيل التركمانية، والجبهة التركمانية العراقية، وحزب التنمية التركمانى، وقائمة الأرمن فى برلمان كردستان، والحركة الديمقراطية الآشورية، والمجلس الشعبى الكلدانى السريانى الآشورى، حيث أكد خلاله عن موعد عقد استفتاء الاستقلال فى يوم 25  سبتمبر 2017.

وبالفعل أجرى الاستفتاء على الانفصال، وفى يوم الأربعاء، الموافق 27 سبتمبر 2017، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن النتائج الأولية لاستفتاء إقليم كردستان العراق، نجاح عملية الاستفتاء، حيث أيد الأكراد عملية الانفصال، وبلغ عدد المصوتين بـ"نعم" 92%، وحوالى 7% صوتوا بـ"لا"، وبلغت نسبة المشاركة فى الاستفتاء 72%، وعدد الناخبين المشاركين فى الاستفتاء 4.5 مليون ناخب من الإقليم وخارجه.

ومع إظهار النتائج التمهيدية، صرحت حكومة إقليم كردستان، بأن الاستفتاء سيكون ملزمًا، لأنه سيؤدى إلى بدء بناء الدولة وبداية للمفاوضات مع العراق بدلا من إعلان الاستقلال الفورى، ولكن رفضت حكومة العراق الاتحادية، شرعية الاستفتاء، وفور إعلان النتائج توالت ردود الأفعال الدولية والإقليمية والمحلية الرافضة لذلك الاستفتاء، حيث أعلنت الولايات المتحدة، أنها أصيبت بـ"خيبة أمل عميقة" بسبب الاستفتاء على الاستقلال، مؤكدة أن هذا الاستفتاء "سيزيد من انعدام الاستقرار والمصاعب" فى الإقليم.

كردستان
كردستان

 

اشتباكات كركوك..

بعد إقرار المجلس الإقليمى لكركوك - الذى يقوده الأكراد - إدراج المدينة ضمن استفتاء استقلال كردستان، تصاعدت حدة التوتر بين أهلها الأكراد والتركمان والعرب، وفى 27 سبتمبر 2017، فوض مجلس النواب العراقى رئيس الوزراء حيدر العبادى، لنشر قوات فى كركوك.

وفى المقابل، فى يوم الجمعة 13 أكتوبر 2017، نشرت البشمركة وحدات مدججة بالسلاح داخل مدينة كركوك وحولها، استعدادًا لأى هجوم محتمل من قبل قوات الحشد الشعبى، التى تقاتل إلى جانب القوات النظامية العراقية، ونشبت مواجهات بالفعل، حتى يوم 16 أكتوبر عام 2017، حيث أعلنت الحكومة العراقية، أنها تمكنت من فرض سيطرتها على مواقع من محافظة كركوك بعد انسحاب البيشمركة منها.

حظر على كردستان..

وفى إطار الرفض الدولى لخطوة الانفصال الكردستانى، بدأت عدة دول فى فرض حظر الطيران على إقليم كردستان بعد طلب الحكومة العراقية الحكومات الأجنبية بذلك وعدم التعامل مع الإقليم، ففى يوم الأربعاء 27 سبتمبر 2017، أعلنت مصادر فى شركة مصر للطيران، أن الشركة قررت وقف رحلاتها بين القاهرة وأربيل، وأعلنت سلطات مطار أربيل أن فى 29 سبتمبر، ستكون آخر رحلة جوية تغادر المطار.

وفى 30 سبتمبر، 2017، اجتمع برلمان إقليم كردستان، بجلسة خاصة للرد على قرارات بغداد، ووصفت حكومة الإقليم قرارات بغداد بأنها "غير دستورية، معتبرة إياها عقابا جماعيا بحق الشعب الكردى"، ثم فى 2 أكتوبر، 2017، قررت وزارة الداخلية العراقية السماح للأجانب العالقين فى إقليم كردستان العراق بالسفر من بغداد دون مساءلة قانونية.

مطار أربيل
مطار أربيل

وجرت الأزمة فى تطور أكبر، ففى 29 سبتمبر، 2017، حظرت إيران نقل المنتجات النفطية من إقليم كردستان وإليه، وفى 2 أكتوبر، قال مسؤولون أكراد أن قوات إيرانية وعراقية أجرت مناورات عسكرية مشتركة قرب أراضى إقليم كردستان العراق، وأن المناورات شملت دبابات وجنوداً، وذُكر أنهم من صنف قوات مكافحة الإرهاب، وفى يوم 26 سبتمبر، أعلن الجيش العراقى بدأ مناورات واسعة مع الجيش التركى على الحدود، وبعد ذلك علق البرلمان العراقى، عضوية النواب الأكراد، وشدد على مطالبة الحكومة بتنفيذ قرار مجلس النواب المتضمن إجراءاته ضد الاستفتاء.

وبالوصول إلى 1 أكتوبر 2017، قرر المجلس الأعلى للاستفتاء فى إقليم كردستان العراق، بعد اجتماعه فى أربيل، برئاسة مسعود بارزانى، أن يغير اسمه ليكون المجلس القيادى السياسى الكردستانى، ويتولى رئاسته مسعود بارزانى، وقرر المجلس حوار مع بغداد، من دون إلغاء نتائج الاستفتاء.

وفى فجر يوم الأربعاء 25 أكتوبر 2017، أى بعد مضى شهر كامل على إجراء الاستفتاء، أصدرت حكومة كردستان، بيانًا، اقترحت فيه تجميد نتائج الاستفتاء، فى مسعى لنزع فتيل الأزمة المتفاقمة بين أربيل وبغداد، وبسبب استمرار التوتر العسكرى بين القوات الكردية والقوات العراقية على حدود إقليم كردستان، وبعد أن كثرت الضغوطات العراقية والدولية على القيادة الكردستانية، وتبين أن الموقف الإقليمى يقف بصرامة ضد انفصال الإقليم عن سائر البلاد العراقية، كما دعت أربيل، إلى تجميد جميع العمليات القتالية ووقف إطلاق النار فورًا فى جميع أنحاء كردستان، وأرفقت فى بيانها دعوة الحكومة العراقية المركزية، إلى البدء بحوار مفتوح مع حكومة الإقليم على أساس الدستور العراقى.

استفتاء كتالونيا الإسبانية..

وانتقالًا إلى القارة العجوز، هناك محاولة انفصال أخرى من إقليم كتالونيا، وهو من أغنى الأقاليم الإسبانية البالغ عددها 17 إقليم يتمتع بحكم ذاتى موسع الصلاحيات، لكنه يطالب بالانفصال عن إسبانيا منذ عقود طويلة، غير أن الحكومات الإسبانية المتعاقبة فى مدريد وقفت له بالمرصاد، مستندة على دستور عام 1978، الذى ينص على "وحدة الأمة الإسبانية التى لا تنفصم"، و"يضمن ويعترف بحق الحكم الذاتى للقوميات والأقاليم التى تتكون منها إسبانيا".

وتجددت رغبة الانفصال عام 2010، عندما ألغت المحكمة الدستورية جزءا من قانون الحكم الذاتى الجديد الذى أقره مواطنو كتالونيا فى استفتاء شعبى فى يونيو 2006، ويقضى بتوسيع صلاحيات الحكم الذاتى المالية للإقليم، حيث تظاهر وقتها آلاف الكتالونيين غاضبين "نحن أمة.. نحن الذين نقرر".

أعلام كتالونيا
أعلام كتالونيا

وتحت ضغط التيار القومى، أجرى استفتاء رمزى فى 9 نوفمبر 2014، شارك فيه نحو 37% من مواطنى الإقليم (كان أغلبهم من القوميين)، وصوتت الأغلبية منهم لصالح خيار الاستقلال عن إسبانيا، وبعد سلسلة من الصراعات السياسية والقضائية بين سلطات كتالونيا والسلطات فى مدريد، تمسك الإقليم بإجراء استفتاء الانفصال فى 1 أكتوبر2017، باعتباره خطوة مشروعة رغم أن المحكمة العليا الإسبانية حظرت قانون الاستفتاء الذى أقره برلمان الإقليم، بدعوى أنه يخرق الدستور.

واستندت حكومة الإقليم فى تحديها لمدريد على التأييد الواسع الذى تلقاه القوى القومية بكتالونيا، وفى طليعتها طلبة الجامعات وغيرهم من أبناء الإقليم الذين تظاهروا مرات دعما للاستفتاء.

رد فعل إسبانيا..

وفى اليوم الأول من أكتوبر 2017، تمكن إقليم كتالونيا من تنظيم استفتاء الانفصال عن إسبانيا، وشارك فيه نحو 2.26 مليون شخص وأيده 90% من الأصوات، وبنسبة إقبال بلغت نحو 42.3% من إجمالى عدد الناخبين فى كتالونيا البالغ 5.34 ملايين، وصوت 2.02 مليون ناخب كتالونى بـ"نعم" لصالح الاستفتاء.

ومن جهتها، حاولت السلطات الإسبانية، التصدى للدعوات الكتالونية بالانفصال، وعملت على منع عملية الاقتراع بكل الطرق المتاحة لديها، من خلال السيطرة على العديد من مراكز الاستفتاء، ونشر تعزيزات أمنية كبيرة، ومصادرة أكثر من 12 مليون بطاقة تصويت، وإغلاق نظام إحصاء الأصوات، وغيرها من الإجراءات الهادفة لمنع التصويت. 

ملك إسبانيا
ملك إسبانيا

ونشبت مواجهات بين الشرطة الإسبانية، ومؤيدى الاستفتاء، فى مختلف أرجاء الإقليم، خلفت - حسب سلطات كتالونيا - إصابة نحو 800 شخص، وتحدثت الداخلية الإسبانية من جهتها عن إصابة 12 من أفرادها أيضا فى هذه المواجهات.

إعلان انفصال كتالونيا..

وفى 27 أكتوبر 2017، أعلن برلمان كتالونيا، الانفصال عن إسبانيا إثر تصويت سرى، وصوت البرلمان المحلى فى إقليم كتالونيا لفائدة الانفصال عن إسبانيا، وأعلن قيام جمهورية، وقالت رئيسة البرلمان الكتالونى، إن 70 عضوا بالبرلمان من أصل 135 عضوا صوتوا لصالح الانفصال مقابل اعتراض 10 أعضاء، وامتناع 2 فقط عن التصويت، وفى هذه الأثناء قاطع نواب المعارضة، جلسة برلمان كتالونيا قبل بدء التصويت على الانفصال، وذلك رفضا للتصويت لفائدة الانفصال عن مدريد، وفى المقابل أقر مجلس الشيوخ الإسبانى، تفعيل المادة 155 من الدستور لتعليق الحكم الذاتى بإقليم كتالونيا وتولى حكومة مدريد إدارة الإقليم مباشرة.

 
زعيم كتالونيا
زعيم كتالونيا

احتفالات بانفصال كتالونيا..

واحتفالًا بنتيجة الاستفتاء، خرج الآلاف من مؤيدى انفصال كتالونيا، قرب مقر برلمان الإقليم فى برشلونة، للتعبير عن فرحتهم بالإعلان عن الانفصال عن إسبانيا، وتابع المتظاهرون أمام مقر البرلمان المحلى مجريات جلسة التصويت عبر شاشتين عملاقتين قبل أن يرددوا شعارات تشيد بالانفصال ثم غنوا نشيد الإقليم.

ردود الأفعال على انفصال كتالونيا..

وتعليقا على إعلان برلمان كتالونيا الانفصال، قالت متحدثة باسم مفوضية الاتحاد الأوروبى، إنه ليس للمفوضية أى تعليق حاليا على هذه الخطوة، فيما توالت ردود الفعل الأوروبية الغاضبة تجاه إعلان كتالونيا الانفصال من جانب واحد، حيث أعلنت عدد من الدول تضامنها الكامل مع وحدة إسبانيا ورفضها التام لإعلان انفصال الإقليم.

احتفالات كتالونيا
احتفالات كتالونيا

كما أكد الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، دعمه الكامل لرئيس الوزراء الإسبانى ماريانو راخوى، من أجل احترام دولة القانون فى إسبانيا، وذلك بعد إعلان كتالونيا استقلالها من جانب واحد.

وقال ماكرون، "لدى شخص واحد أخاطبه فى إسبانيا، رئيس الوزراء هناك دولة قانون فى إسبانيا بقواعد دستورية ينبغى احترامها، دعمى الكامل لرئيس الوزراء الإسباني"، وذلك ردا على الصحفيين فى اليوم الثانى من زيارته إلى غويانا الفرنسية فى أمريكا الجنوبية.

أما عن الموقف الألمانى، فأعلنت الحكومة عدم اعترافها بإعلان إقليم كتالونيا الإسبانى استقلاله من جانب واحد، حسب ما صرح ناطق باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل،وكتب ستيفن شيبرت على تويتر، "الحكومة الألمانية تتابع بقلق تدهور الأوضاع فى كتالونيا" و"لا تعترف بإعلان الاستقلال".

ومن جانبه كتب دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، على صفحته الرسمية بموقع تويتر: بالنسبة للاتحاد الأوروبى لا شىء سيتغير.. لا تزال إسبانيا محاورنا الوحيد، معربًا عن أمله فى أن تكون الحكومة الإسبانية تملك الحجج القوية لمواجهة أى أحد"، فيما أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن الاتحاد الأوروبى ليس بحاجة إلى "مزيد من التصدعات"، وقال يونكر إن الاتحاد الأوروبي: "ليس بحاجة إلى مزيد من التصدعات والانقسامات"، خلال زيارته إلى غويانا الفرنسية فى أمريكا الجنوبية فى بيان يعلن دعمه الضمنى للحكومة الإسبانية فى مدريد.

وتابع: "لا يجب أن نقحم أنفسنا فى الجدل الداخلى فى إسبانيا، لكننى لا ارغب فى رؤية اتحاد أوروبى يتكون من 95 بلدا فى المستقبل"، فى تحذير من الأزمة التى تشجع مساع انفصالية أخرى فى أوروبا، أما عن بريطانيا - التى أعلنت نيتها الخروج من الاتحاد الأوروبى والشروع فى "بريكست" - أعلن المتحدث باسم رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماى أن بلاده "لا ولن تعترف" بإعلان برلمان كتالونيا استقلال الإقليم من جانب واحد.

وقال المتحدث، إن الإعلان "قائم على تصويت اعتبرته المحاكم الإسبانية غير شرعي.. لا زلنا نرغب فى تطبيق حكم القانون، واحترام الدستور الإسبانى والحفاظ على وحدة إسبانيا"، وبخصوص موقف الولايات المتحدة الأمريكية، اعتبرت واشنطن أن كتالونيا "جزء لا يتجزأ من إسبانيا" معربة عن دعمها إجراءات مدريد لإبقاء البلاد "قوية وموحدة"، وقالت الخارجية فى بيان، "إسبانيا حليف هام فى حلف شمال الأطلسي، كتالونيا هى جزء لا يتجزأ من إسبانيا. نحن نؤيد التدابير الدستورية للحفاظ على إسبانيا قوية وموحدة".

هروب رئيس كتالونيا إلى بلجيكا..

وفى محاولة للهرب من الموقف المتأزم، وصل رئيس وزراء كتالونيا المعزول، كارلس بيجديمونت، فى 27 أكتوبر 2017، إلى بلجيكا، بعد ساعات من اتهامه بتهم جنائية من قبل المدعى العام الإسبانى، وبعد ذلك تحديدًا فى 2 نوفمبر، أصدر المدعى العام الإسبانى، أمرا بإلقاء القبض على "بوجديمونت"، و4 أعضاء من حكومته السابقة.

استقرار الأوضاع فى كتالونيا..

وبعد هروب الرئيس المعزول لإقليم كتالونيا، وصل رئيس الوزراء الإسبانى، ماريانو راخوى، إلى الإقليم فى يوم الأحد الموافق 12 نوفمبر، كدلالة على عودة الأوضاع إلى طبيعتها، وقال إنه يريد استعادة كتالونيا بالوسائل الديمقراطية، وذلك بعد أسبوعين تقريبا من إعادة فرض الحكم المباشر على الإقليم ردا على إعلان الاستقلال من قبل القوميين الكتالونيين، كما توجه راخوى، إلى برشلونة، ضمن حملة للدعاية للحزب الشعبى المحافظ، الذى يتزعمه استعدادا للانتخابات المبكرة فى الإقليم، المقررة فى 21 ديسمبر الجارى، علمًا بأن الأحزاب القومية الكتالونية المؤيدة للانفصال، أعلنت أنها مستعدة هى الأخرى للمشاركة فى هذا الاقتراع.

انفصال الإقليمان الإيطاليان لومبارديا وفينيتو..

وفى أوروبا، أيضًا، كان هناك موعدًا مع مسعى أخر للانفصال فى منطقتين بإيطاليا، وهى "فينيتو"، التى يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، ولومبارديا، البالغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة)، اللتان من أغنى المناطق فى إيطاليا، وتساهمان وحدهما بـ 30% من إجمالى الناتج المحلى.

وتطمح المنطقتان الإيطاليتين، إلى الحصول على مزيد من الموارد، من خلال استعادة حوالى نصف رصيد الضرائب الراهن، وبلغ هذا الرصيد 45 مليار يورو للومبارديا، و15.5 مليار يورو لفينيتو، حيث يعتبران أن روما تسئ استخدام هذه المبالغ التى يمكن الاستفادة منها بفاعلية أكبر بما فى ذلك عبر اتفاقات شراكة بين المناطق، كما تريدان الحصول على صلاحيات إضافية فى مجال البنى التحتية والصحة والتعليم وحتى سلطات خاصة بالدولة فى مجالى الأمن والهجرة اللذين يركز عليهما حزب رابطة الشمال لكنهما تتطلبان تعديل الدستور.

لومبارديا
لومبارديا

وفى يوم الأحد، الموافق 22 أكتوبر 2017، أجرى الإقليمان الإيطاليان لومبارديا وفينيتو، استفتاءين للانفصال عن سلطة الحكومة الإيطالية، وصوت الناخبون فى منطقتى لومبارديا وفينيتو الإيطاليتين، بغالبية ساحقة لصالح حكم ذاتى أوسع نطاقا، مع مشاركة كبيرة تمنحهم إمكانية التفاوض مع روما، وأُعلنت نتائج التصويت، فى يوم الاثنين 23 أكتوبر2017، حيث جاءت نسبة من صوتوا بـ"نعم" للحكم الذاتى بأكثر من 98% من سكان فينيتو، و95% من سكان لومبارديا، وذلك بعد أن شارك فى التصويت 60% من سكان فينيتو و40% فقط من السكان، ونظم هذا الاستفتاء التشاورى بمبادرة من رئيسى منطقتى لومبارديا، روبرتو مارونى، وفينيتو، لوكا تسايا، اللذين ينتميان إلى حزب "رابطة الشمال" اليمينى المتطرف.

فينيتو
فينيتو

 

حمى الانفصال تنتقل إلى القارة السمراء..

كذلك انتقلت حمى الانفصالات إلى القارة الأفريقية، ففى أول أكتوبر 2017، أعلنت منطقتى "ساوث ويست"، و"نورث ويست"، الناطقتان باللغة الإنجليزية فى الكاميرون، استقلالهما عن البلاد ذات الأغلبية الناطقة باللغة الفرنسية، وقررت المنطقتان إقامة كيان منفصل يدعى "أمبازونيا"، وهو ما رفضته السلطة فى الكاميرون، ووصفته بأنه "حلم وهمى".

وعلى الفور شددت القوات الكاميرونية، إجراءاتها، ونشرت آلاف الجنود فى منطقتى "ساوث ويست" و"نورث ويست"، وأكد مسئول، "فليكن الأمر واضحاً للغاية فى عقول مؤيدى الانفصال، لن يكون هناك انفصال عن الكاميرون".

استقلال بيافرا فى نيجيريا..

وعلى أراضى جارتها الحدودية، نيجيريا، فى 11 سبتمبر 2017، أعلن أنصار "استقلال بيافرا"، فى بيان، أنهم خاضوا مواجهات مع الجيش النيجيرى فى جنوب شرق البلاد أسفرت عن مقتل 5 عسكريين.

وقالت الحركة الانفصالية - التى تطلق على نفسها اسم "الشعوب الأصلية لبيافرا" - فى بيان، إن الجيش والشرطة فتحا النار خلال عملية تهدف إلى قتل زعيم الحركة نامدى كانو، فى منزله فى اومواهيا، ما أسفر عن مقتل 5 من عناصرهما.

بيافرا
بيافرا

وتطالب هذه الحركة بدولة مستقلة عن نيجيريا للايجبو، أكبر مجموعة آتنية فى جنوب شرق نيجيريا، بعد 50 عامًا على إعلان استقلال بيافرا، الذى أدى إلى اندلاع حرب أهلية دامية استمرت ثلاثين شهرا بين 1967 و1970، وعلى الفور، أعلن الرئيس النيجيرى محمد بخارى، أنه لن يسمح بتفكك البلاد مع مواجهة، قائلًا "إن جماعات لا تتحلى بالمسئولية بدرجة كبيرة تطالب بتفكيك البلاد، لا يمكننا ولن نسمح بهذا"، إلا أن النزعة الانفصالية مازالت حية فى الإقليم على الرغم من الهزيمة التى لحقت بالاستقلاليين بعد الحرب الأهلية التى سقط مئات الآلاف من القتلى فيها.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة