محيى الدين جاويش يكتب: التكنولوجيا.. هذا الوباء العظيم الذى ندفع ثمنه غالياً

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017 10:00 م
محيى الدين جاويش يكتب: التكنولوجيا.. هذا الوباء العظيم الذى ندفع ثمنه غالياً مواقع التواصل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن التكنولوجيا الحديثة وفرت لنا بوسائلها المتطورة العديد من التسهيلات فى حياتنا لكنها فى الواقع قدمت لنا فى الوقت نفسه  سلبيات مجتمعية بل ونفسية كثيرة جدا، كما تدخلت بشكل كبير فى قيم وعادات المجتمع وحطمت حواجز الذوق والأصول والحريات الشخصية .
 
التكنولوجيا الحديثة قدمت لنا مواقع التواصل الاجتماعى وهى اسم مزور وظالم لأن تلك المواقع أخفت التواصل المباشر بين أفراد المجتمع كلياً، وأصبح التواصل الفعلى بين العائلات أقل من السابق، حيث حلّت المكالمات الهاتفية والرسائل النصية مكان هذا التواصل وفى وقت قياسى أدت هذه التغييرات إلى تحطيم مفاهيم الترابط العائلى والتماسك المبنى على المساعدة والعون وأصبحت التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى وسيلة لهروب الإنسان من مشاكله الشخصية أو من مشاكل الأسرة وهو ما ساعد على تقليل عملية التواصل الاجتماعى والتفاعل وكذلك أدى إلى زيادة العزلة وعدم الانخراط بين أفراد الأسرة والجلوس فى صمت والشعور المستمر بالوحدة وهو ما خلق أمراضا اجتماعية ونفسية بل وعضوية تدور حول اضطرابات السلوك والتفكير والأرق والانفعال ومشاكل النمو العقلى .
 
الرئيس التنفيذى لشركة أبل تيم كوك يرى أن التكنولوجيا " ليست دائما هى الحل " بل فى بعض الأحيان تكون جزءا من المشكلة حسب رأيه رغم أنه يقود واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا فى العالم .
 
دراسات طبية تقول أن الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر ينتج عنه التركيز الدقيق وعدم إغماض العين بمعدلاتها الطبيعية وهذا يترتب عليه جفاف العين وبالتالى يشعر المريض بالآلام فى عينه الى جانب ذلك تتأثر الحواس الأخرى بالارق مثل الأذن من خلال الانصات الى الموسيقى الصاخبة اثناء الجلوس امام الحاسب الالى كما يتأثر الهيكل العظمى للإنسان جراء الجلوس لساعات طويلة أمام الكمبيوتر او مائلا برأسه وهو يستخدم الهاتف.
 
وتمثلت أعراض تأثير التكنولوجيا الحديثة على صحة الانسان أيضا فى البعد عن القراءة التى تغذى العقل بالمعلومات نظرًا لاستسهال الحصول على المعلومات بعد أن تسلل الانترنت الى المنازل وفى ظل احتلال الانترنت أعلى المراتب فى أولوياتنا تراجع الاقبال على الكتاب بشكل كبير حيث فقد الانسان القدرة على بناء عقله وأصبح عبدًا لهذه التكنولوجيا.
 
التكنولوجيا وتأثيراتها الخطيرة تقول دراسات عنها إنها ستغير النمط الحياتى والمعيشى والعقلى للبشر خلال عشرين سنة فوقت الفراغ الذى لا يجد فيه الطفل ما يفعله يقوده مباشرة إلى اتجاهات أخرى سلبية لعل أهمها الإدمان على الانترنت وألعاب التطبيقات الذكية والذى تجاوز الحد المعقول بعدما أضحت اليوم الهواتف الذكية فى متناول الأطفال فى سن مبكرة وفى نفس الوقت يجهل العديد من المربون التقنيات الحديثة لذلك فهم لا يعلمون بشكل فعلى مدى خطورة التكنولوجيا التى يستخدمها أبنائهم وهذا سيتسبب فى فجوة كبيرة بينهم كما سيصعب عليهم متابعة سلوك أبنائهم ومعرفة الأشياء التى يتابعها الأطفال باستمرار .
 
لن أكون مثاليا فى طرح حلول اعرف انها لن تواجه هذا الطغيان الرهيب للتكنولوجيا الحديثة ولكن اقول انه لا بد لعلماء النفس والاجتماع من إجراء الدراسات الجادة والمبنية على الطرق الاحصائية فى رصد التغيرات التى طرأت على البيئة الاجتماعية نتيجة لانتشار التطبيقات التكنولوجية الحديثة وخاصة تأثيراتها على العائلة والاطفال والتعليم والأدب تمهيداً لوضع الحلول المناسبة لاحتضان هذه التطبيقات بأقل الخسائر الممكنة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة