المفكر السياسى عبدالمنعم سعيد لـ"اليوم السابع": المصالحة أول خطوة فى طريق بناء الدولة الفلسطينية.. ترامب أقر ما كان موجوداً بسياسات أمريكا بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل.. ومندهش من حالة الاستغراب تجاه تصرفه

الأحد، 17 ديسمبر 2017 11:00 ص
المفكر السياسى عبدالمنعم سعيد لـ"اليوم السابع": المصالحة أول خطوة فى طريق بناء الدولة الفلسطينية.. ترامب أقر ما كان موجوداً بسياسات أمريكا بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل.. ومندهش من حالة الاستغراب تجاه تصرفه جانب من الحوار
حوار محمد سالمان - تصوير أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

**  التطبيع تحول إلى مفهوم سلبى ممن يريدون استمرار الصراع بصرف النظر عن نتيجته.. الانتفاضة الثانية قّسمت الشعب الفلسطينى عكس الأولى «العظيمة»


** إسرائيل لا تنتظر شرعيتنا.. والعرب يحتاجون لخلق حقائق على أرض فلسطين كنت أفضل مقابلة شيخ الأزهر والبابا لـ«بنس» وتحويل الوضع من الدفاع للهجوم

** مقتل عبدالله صالح الوحشى قد يوجه إرادة اليمينيين نحو الوحدة


** لم أكن أتوقع أننى سأعيش لأرى ما يفعله محمد بن سلمان فى السعودية

 

أكد المفكر السياسى عبد المنعم سعيد أن الرئيس الأمريكى لم ينظر لرد الفعل العربى لدى إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، مضيفا أن ترامب ظن من خلال تصرفه أنه يعطى رئيس الوزراء الإسرائيلى شيئا يمكنه التفاوض عليه بعد هذا الإعلان.
وعبر عن اندهاشه من ردود الفعل، موضحا أن الإعلان الصادم لرئيس أمريكا لم يأت بجديد، لافتا إلى أنه لن يخل بالمفاوضات الجارية فى الوقت الحالى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، موضحا أنه تحرك «رمزى سياسى» لا يغير شيئا على الأرض، وإلى نص الحوار: 
 
 
 
نبدأ بالقضية الفلسطينية.. هل تعتقد أن ترامب اتخذ قرار نقل السفارة لإدراكه عدم وجود رد فعل عربى بالوقت الحالى؟
-​أعتقد أن الرئيس الأمريكى لم ينظر لجزئية رد الفعل العربى لأن العملية بالنسبة له قرار سياسى موجه للداخل الأمريكى وتحديدًا الجماعات، التى تربط التاريخ المسيحى باليهودى وتعتبر ظهور إسرائيل إحدى علامات الساعة وعودة للسيد المسيح، وأشياء دينية من هذا القبيل، فهو يخاطب تلك الفئة، كما تصور أنه يعطى لرئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو شيئًا يمكنه التفاوض عليه.
 

إلى أى مدى سيؤثر هذا القرار على مستقبل القضية الفلسطينية؟

 
-​وفقا لأى حسابات بالعقلية الأمريكية فإن القرار لم يأت بأى شىء جديد، فهذا القرار كان محسومًا من قبل الكونجرس الأمريكى منذ سنوات، لكن المشكلة فى وجهة نظرى، أن كل من يتحدثون عن القدس حاليًا لا يحددون عن أى قدس يشيرون هل القدس ما قبل عام 1948 أو القدس ما بين عام 1948 وعام 1967، أو ما بعد عام 1967 أو التى أعلنتها إسرائيل عاصمة لها فى عام 1980، أو القدس الشرقية والقدس الغربية أو التى نقصدها حاليًا وهى قدس ما قبل حدود عام 1967.
 

 ما التحليل الذى يدفعك للقول بأن القرار لم يأت بجديد؟

- الرئيس الأمريكى قال إن هذا الإعلان لن يخل بالمفاوضات الجارية وبالتالى الموضوع فى النهاية رمزى سياسى داخلى، لكن عندما تقرأ الخطاب تجده يقول فيه جميع المفاوضات بشأن الوضع النهائى جارية مثلما هى، وهذا معناه أن القرار لا يخل بالمفاوضات على الحدود الفلسطينية الإسرائيلية.
 

ما تقييمك لردود الفعل تجاه القرار الأمريكى؟

-​أنا شخصيًا مندهش من حالة الاستغراب على الموضوع لأن الرجل يقر ما كان موجودًا بالفعل، ولا أرى فيه سوى الجانب الرمزى السياسى، ومحاولة لتعزيز موقفه السياسى ولكن على حسابنا كعرب إلى حد ما، ولا أرى أن هذه الخطوة ستوقف المفاوضات أو تخلق قضية جديدة لأن الوضع ليس جديدًا كما قلت.
 

عكس ما تقول البعض يرى تصرف ترامب بمثابة قتل عملية السلام.. ما رأيك؟

هذه وجهة النظر الإخوانية، التى تريد قلب البلد إلى الإرهاب، وهذا ما تريده حماس حتى تستطيع ضرب صاروخين كل 6 أشهر، وأرى أن عملية السلام لن تتوقف فإذا كان هناك شىء تعلمنها نحن أو الإسرائيليون أن هناك حدودا لاستخدام القوة، ولا أحد يملك حلا عسكريا للأزمة، فأمّا استمرار الوقع أو محاولة حل الأزمة، وفعليا على أرض الواقع الجانب الفلسطينى والإسرائيلى يندمجان.
 

ما مظاهر هذا الاندماج الفلسطينى الإسرائيلى؟

- لدينا 12 مليون شخص بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط ينقسمان ما بين 6 ملايين يهودى و6 ملايين عربى مسلم منهم نسبة تصل إلى 21% يسكنون فى إسرائيل «عرب إسرائيل»، بينما فى القدس الشرقية يوجد 44% يهود والباقى عرب مما يعنى أن الأغلبية العربية طفيفة فى الوقت الحالى، والتى لا بد أن نتحرك للحفاظ عليها، خصوصا أن العملة التى يتداولها الجميع هى الشيكل، واللغة المتداولة أيضًا إلى حد ما هى العبرية، كما هناك مشاركة بين الطرفين فى عملية التجارة والضرائب تجمعها إسرائيل وتعطيها للسلطة الفلسطينية، وتقريبا الضفة الغربية وإسرائيل سوق اقتصادية واحدة، وكذلك يوجد 150 ألف عامل فلسطينى يذهبون إلى إسرائيل كل يوم بما فيهم اليوم.. كل هذا ويقول البعض لا توجد عملية سلام للأسف هم يتحدثون عن شىء لا يعرفونه.
 

بناءً على دعوتك لزيارتك القدس.. كيف ترى مفهوم التطبيع؟

تعبير ذو طبيعة قانونية موجود فى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، والعربية الإسرائيلى، وهى أن تقوم علاقات بين الدول، لكن التعبير تحول إلى مفهوم سلبى من قبل أناس يرون أنه لابد استمرار حالة الصراع الأبدى مع إسرائيل نكسبه أو نخسره المهم استمرار هذا الصراع، وللأسف نفضل الانسحاب من المواجهة دائمًا وأن نستمر فى الحديث مع أنفسنا فقط.
 

البعض يرفض زيارة القدس لأن معناه إعطاء شرعية لإسرائيل.. ما تعليقك؟

-​لو أنت مؤمن أن هذه الأرض فلسطينية والقدس عربية ستذهب لزيارته، فعندما كانت مصر محتلة من الإنجليز ألم يأت إليها العرب، فكيف جاء فريد الأطرش إلى مصر وعاش فيها على سبيل المثال، فالكلام عن إعطاء شرعية لإسرائيل رده أن هذه الدولة معترف بأنها من قبل أكثر من 100 دولة، فهل تحتاج هى إلى شرعيتنا؟
 

فى تقديرك.. إلى أى مدى الأطراف الفلسطينية مدركة لأهمية المصالحة؟

-​المصالحة هى أول خطوة إذا أراد الفلسطينيون إنشاء دولة فينبغى أن نرى على سبيل المثال أن أبو عمار يتفاوض فى جانب ومن الناحية الأخرى حماس تقوم بعمليات انتحارية، وللأسف الفلسطينيون لم يحاولوا بناء دولتهم عكس الإسرائيليين، الذين بنوا دولتهم قبل الإعلان الرسمى عبر إنشاء نقابات وجامعات ومؤسسات مدنية وأخرى عسكرية، وتوحيد سلاحهم قبل دخول فى أى معركة، وحتى الآن يخلقون حقائق عبر بناء مستوطنات يعيش بها يهود.
 

وكيف أخطأ الفلسطينيون فى مسألة بناء الدولة؟ وهل ترى رفض قرار التقسيم خطأ من الجانب الفلسطينى؟ 

-​كان خطأ فى ضوء توازنات القوة فى وقتها، ولو قامت الدولة الفلسطينية فى هذا الوقت لأصبحت إسرائيل دولة ضعيفة قليلة الإمكانيات، ومن المستحيل عليها أن تهاجم وتحتل لأن فلسطين ستكون عضوا فى الأمم المتحدة، مثلما حدث مع الكويت رغم أنها دول صغيرة المساحة فالمجتمع الدولى لم يقر عملية التهامها بواسطة جار قوى مثل العراق فنفس الوضع كان سينطبق على فلسطين.
 

كيف رأيت تفاعل الشباب المصرى مع القضية الفلسطينية؟

بالتأكيد قضية حساسة وعاطفية إلا أنه يوجد كثيرون لا يعرفون شيئا عن الحقائق سواء عدد العرب هناك أو ما هى عاداتهم الاجتماعية خصوصا أننا لدينا صورة خيالية عن فلسطين أنها شىء اتسرق وخلاص إنما ماذا يحدث على أرض الواقع لا ندرى الكثير، وهذا لا ينكر أن الجميع متعاطفون مع الفلسطينيين، خاصة أننا نتحدث عن أراض مقدسة للمسلمين والمسيحيين.
 

وما التصرف الأمثل من وجهة نظرك تجاه القضية؟

أريد أقول إن الموضوع له حساسيته الدينية، لكن لا يوجد أحد يترجم تلك الحساسية إلى عمل سياسى، فهناك فرق ما بين الموقف والسياسة، وللأسف نحن محتلون بالمواقف من شجب وإدانة وكلمات كبيرة ضد أمريكا وإسرائيل وقد تكون صحيحة لكنها لا تغير شيئا، فلو واحد ذهب صلى فى القدس، ولو 4 ملايين عربى ذهبوا لإسرائيل بكرة ستتغير طبيعة إسرائيل، خاصة أنهم لن يذهبوا على فراغ لأنه يوجد 6 ملايين إسرائيلى فى هذه المنطقة، التى يدور عليها الصراع العربى الإسرائيلى.
 

إلى أى حد تعتقد أن الانتفاضات خدمت القضية الفلسطينية؟

الانتفاضة الأولى التى سميت بانتفاضة «الحجارة» استقبلها العالم كله بتقدير وحفاوة شديدة لأن الشعب الفلسطينى شارك فيها بكل طوائفه شباب وأطفال ونساء، مما جعل العالم ينظر عليها باعتبارها كفاحا سلميا من شعب ضعيف أمام محتل غاشم، فالمعادلة الأخلاقية كانت واضحة أمام العالم.
بينما الانتفاضة الثانية لم تخدم القضية، بل على العكس قسمت الشعب الفلسطينى لأن الذراع السياسية فيها كانت حماس، وأرادت أن تأخذ استحقاقاتها وكان لها قطاع غزة فى النهاية، ومن الأشياء السلبية بهذه الانتفاضة نسف الأتوبيسات فتجد فى الصورة أبا متوجها مع ابنه إلى المدرسة، وطبعًا قيل وقتها أن كل الإسرائيليين عسكريون لكنها كانت حجة لم يبلعها العالم لأنه فى النهاية القتيل كان يرتدى زيا مدنيا، إضافة إلى أن الأطفال لا يجب أن يدخلوا فى إطار أهداف العمليات الاستشهادية كما تم تسميتها بدلا من العمليات الانتحارية، وفشلت عملية السلام وبدأت إسرائيل تغزو لبنان وتبدأ إجرامها.
 

أشرت إلى القيادة المصرية.. كيف ترى طريقة تعاملها مع قرار ترامب؟

- أرى أنه عقلانى وإننا رفضنا القرار خوفا من إساءة فهم موقفنا وفى نفس الوقت بعض القوى المدنية أرسلت رسائل متمثلة فى خروج مظاهرات فى عمومها سلمية، كما قام كل من شيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية برفض مقابلة مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، الذى سيزور مصر خلال الفترة القادمة، وهذا يبين أن المجتمع المصرى غاضب رغم أنى كنت أفضل مقابلته.
 

لماذا كنت تفضل مقابلة كل من شيخ الأزهر والبابا لنائب الرئيس الأمريكى؟

- لأن بنس قادم للحديث عن موضوع الأقليات، وكنت أفضل أن يكون اجتماع كل من شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية معه بشكل مشترك حتى تكون الرسالة واضحة، خاصة أن نائب الرئيس الأمريكى ينتمى إلى جماعة المسيحيين المتعصبين فى أمريكا، وعندما يجد المسلمين والمسيحيين يحدثونه عن قضية تهمه مثل القدس ذات المكانة المقدسة، وللأسف قد يعتقد شخص مثل بنس أنه يدافع المسيح عيسى أكثر منا كعرب ومصريين رغم أن منطقتنا هى مهد الديانات الثلاث، وإذا تمت المقابلة كان يجب أن يجد بنس نفسه أمام محكمة مسيحية قوية ممثلة فى بابا الإسكندرية وتوجه له رسالة صحيحة بأنهم يغتالون المسيح بما يفعلونه من دعم إسرائيل، وما تمارسه من أفعال على المقدسات الدينية، لكننا للأسف نهرب من المعركة دائمًا، وكان من الممكن تحويل الوضع من الدفاع إلى الهجوم.
 

من فلسطين ننتقل إلى اليمن.. كيف تابعت مشهد مقتل الرئيس السابق على عبدالله صالح؟

- على عبدالله صالح يُعتبر قيادة تاريخية يمينية أى كانت مسالبه وهى كثيرة إلا أنه كان له تأثير كبير فى القبائل، والجيش اليمنى وعندما أعلن انشقاقه عن الحوثيين مؤخرًا وهذا كان سيخلق فرصة حقيقة للسلام، إلا أن وفاته لم تُعقد المشهد نهائيًا كذلك لأن مؤيدى صالح الآن لديهم رغبة فى الثأر من الحوثيين، وهو ما يُعيد توازنات القوى على الأرض بين اليمنيين إلى أصولها الأولى، وهذا لا يعنى إبادة الحوثيين إنما بقاؤهم فى مناطقهم، وأن يعيش اليمن موحدا مثلما تم الاتفاق فى وقت سابق، وأعتقد أن مقتل صالح بهذه الطريقة الوحشية قد يفعل الإرادة لدى الشعب اليمنى أن يظل موحدًا وغير خاضع لإيران، التى تدعم الحوثيين
.
 

وكيف ترى الدور الإيرانى بالمنطقة؟

- جزء من الاستراتيجية الإقليمية لإيران أن تخلق لها قوة سياسية تتعبها مباشرة، وتعتمد فى ذلك على البعد الدينى الشيعى، وهذا ما يتضح على سبيل المثال فى حزب الله بلبنان، فتجد صور المرشد الإيرانى الأعلى على خامنئى أكثر من حسن نصر الله فى المؤتمرات والأحداث المختلفة، وهو ما يظهر التابعية الشديدة والوقحة، وفى اليمن تجد الحوثيين تابعين لهم، وفى العراق الحشد الشعبى، والعلويين فى العراق وأحيانًا تحدهم يتبنون تنظيم سنى مثل الجهاد الإسلامى فى قطاع غزة.
 

ننتقل إلى الشأن السورى.. تحدثت من قبل عن إمكانية مساهمة مصر فى حل الأزمة؟

بالتأكيد مصر له دور تاريخى فى كل الازمات العربية وفيما يخص الأزمة السورية فإن اللافت أن مصر لم تأخذ موقفا ضد بشار الأسد خصوصا بعد 30 يونيو، ولم توافق على الإطاحة ببشار رغم أن الربيع العربى الفعلى كان بدايته فى مصر بعد الشرارة الأولى فى تونس، وموقف مصر بعدم الإطاحة بالرئيس السورى، لأن الدولة عندما تنهار معناه أن الفاشية أو الطائفية هى التى ستفوز، ولهذا تبنت مصر موقفا هدفه الرئيسى الحفاظ على الدولة السورية، كما ظلت على موقف واحد من جميع الأطراف، مما يعطيها ورقة للتفاوض، وعندما أقول هذا الكلام لست غافلا أن القوى الحقيقة هى تركيا وإيران وروسيا وإلى حد ما بعد ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
 

ننتقل من سوريا إلى السعودية.. ما رأيك فى قرارات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى العهد السعودى؟

بكل وضوح لم أكن أعتقد أننى سأعيش حتى أرى ما يفعله محمد بن سلمان فى المملكة السعودية، وهذا ما كنا يطالب به الإصلاحيون العرب وأزعم أنى منهم، وطبعا الطريق لايزال فى بدايته إلا أن القرارات الخاصة بالنساء وغيرها من الأمور وكذلك رؤية السعودية 2030 من الأمور المُبشرة.
 
 

من الحديث للقضايا العربية.. ننتقل إلى الشأن الداخلى المصرى وتحديدًا ملف الإرهاب.. هل ترى أن مؤسسة الأزهر تقوم بدورها فى محاربة التطرف؟

- طالما يوجد إرهاب بالبلد إذن فدور الجميع ناقص، ويوجد تقصير من أحد الأطراف، كما أنى لا أفضل اختزال الموضوع فى الأزهر ودوره لأن بعض العلمانيين أصدقائنا مهتمون بالحرب ضد الأزهر أكثر من الحرب ضد الإرهاب رغم أن الأخير عملية معقدة تحول شخصا من إنسانى عادى إلى قاتل وحشى، وإذ كنت أرى أنه هناك أشياء كثيرة فى حياتنا تحتاج للمراجعة منه الأزهر نفسه، وأقصد أن الذى يرى كتابا به تطرف يقول بأدب وتهذيب لأن تجريح الشعور العام فى أوقات كثيرة يكون غير مفيد.
 
 

كيف تُقيم دور الدولة فى التعامل مع الشباب؟

- عندما أتحدث عن الشباب فإنى أقصد بالتحديد شباب الطبقة الوسطى، الذى قام بثورة 25 يناير وبعدها حركة تمرد ضد الإخوان، وأعتقد أن هذا الشباب بدأ ينضج كثيرًا، نتيجة لسبل المعرفة الموفرة له، فهو يقرأ كثيرًا لكن ماذا يريد وأحيانًا يأخذ البعض عليه أنه يشتم لكن جيلنا لم يكن يشتم لأنه لا يستطيع كتابة ذلك فى مقال أو إرسال جواب ليصل بعدها بأسبوعين، أمّا حاليًا فيمكن وضع التعليقات فوريًا، وحتى الجيل الحالى يلعب كرة قدم أحسن منا ونجح فى الصعود لكأس العالم مؤخرًا.
 

دائمًا ما ترى الشخصية المصرية فى كرة القدم.. فكيف تقيم نموذج محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزى؟

- محمد صلاح واللاعبون المحترفون الذين يصل عددهم حاليًا إلى 15 أو 16 لاعبا دليل على أن الجيل الحالى لم يعد ضعيفًا ضد ثقافة الاغتراب وهو قادر على مواجهة العالم الغربى، وعندما تابعت لقاءات محمد صلاح التليفزيونية وجدت أنه لديه طبيب تغذية، وحسابات دقيقة لكل جزئية، لذا لا تجد اللاعبين المحترفين يعودون إلى الوطن بعد احترافهم، بل يكون لديهم إصرار لاستكمال مسيرتهم، وفى جيلنا كانت هناك حالات فردية فى مختلف المجالات نجحت فى الكيف بالخارج والدراسة والعمل بينما الأغلبية عادت بعد فترة قصيرة، وبشكل عام أرى أنه يوجد حاليًا نماذج رائعة من الشباب المصرى.
 

هل لديك ملاحظات أخرى على عملية الانتخابات الرئاسية؟

- وفقًا لاستطلاعات المراكز البحثية فإن الرئيس السيسى لديه أغلبية إلا أن الشعب لايزال فى انتظار مرشحين جدد، وللأسف البعض يتجاوز عندما يطلع مرشح جديد مثلما حدث مع الفريق أحمد شفيق، وهذا لا يعنى أنه تصرف بشكل صحيح إنما نغمة الهجوم عليه كانت أكبر مما يستحق، كما أنى طالبت الرئيس السيسى بإعلان برنامجه الرئاسى حتى يشجع الآخرين على الترشح مثله، خصوصًا أن البعض ينتظر فتح الباب بشكل رسمى، وأتوقع يكون هناك شخصيات ترشح نفسها حتى يكون هناك تدريب على انتخابات الرئاسة.
ومن الأمور الأخرى التى أرغب أن يقوم بها الرئيس السيسى بعد نجاحه فى الفترة الثانية أن يؤسس حزبا خاصا به ليكون ظهيره الشعبى، فهو يمارس حاليًا هذا الأمر بشكل مؤتمر عبر إقامة مؤتمرات للشباب والفئات المختلفة، والعلاقة المباشرة على قدر جودتها إنما غير مؤسسية.
 
 

تحدثت عن فكرة إنشاء الرئيس حزبا سياسيا.. ما رأيك فى الأحزاب الموجودة على الساحة؟

- ليس لها دور فى المجتمع لأنها لا تستهدف القوى السياسية الفاعلة وهى الشباب، وللأسف أيضًا الشباب كانت تجربتها مع الأحزاب غير ناجحة، فقد كان هناك 216 ائتلافا لشباب الثورة، وأرى أن التفاعل الأحزاب من الأمور التى يجب على الشباب تعالمها، أمّا بالنسبة للأحزاب المصرية الحالية فإنها تعانى من أكل أمراض الماضى الملكى والجمهور، مثلًا فإنه إذا أردت إنشاء حزب فيكون أن تأتى بشخص ليصرف عليه، ومن ثم يتولى رئاسته بصرف النظر عن قدراته السياسية، وهذا يذكرنى بمنطقة صاحب الكرة عندما كنا صغارا فكان صاحب الكرة يلعب طوال الوقت حتى ولو كان غير موهوب، وأحد الحلول لهذا الملف أن نخلق أدوات تظهر لنا قيادات.
 

هل تعتقد أننا تأخرنا فى إصدار قانون المحليات؟

جدًا ومن رأيى أنه من القوانين الإصلاحية الأساسية، التى ستحقق اللامركزية، فالبلد لن ينتقل للحداثة إلا عبر اللامركزية.
 

 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة