يوسف القاضى يكتب : هل يتحقق هذا الحلم ؟

السبت، 16 ديسمبر 2017 08:00 ص
يوسف القاضى يكتب : هل يتحقق هذا الحلم ؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم اهتزاز قناعة ( عماد) ابنى بجدوى شهادته، كان فى وقوفى معه أنا ووالدته منذ التحاقه بالتعليم وحتى تخرجه ما يدفعه للبحث عن معنى لها بجبر خاطرنا، بمعنى أنه بدأ منذ تخرجه يبحث عن فرصة عمل يقر بها أعيننا، وكلما سمع عن مسابقة توظيف يسحب نسخا " من أوراقه الرسمية ومستنداته العلمية ويتقدم إلى الجهة الراعيه للسباق، لم يقتصر بحث ( عماد) عن فرصة عمل فى مجال تخصصه وهو الحاصل على بكالوريوس التربية الرياضية بتقدير جيد جدا"، بل بحث عن فرصة عمل فى أى مجال آخر، أما سؤال المعارف فلم يعد يقتصر عليه بل تعداها نحو الصحف حتى أصبح تقليب صفحات الصحف كل صباح إدماناً لم يستطع التخلص منه وخصوصاً قراءة باب ( وظائف خاليه ) !

فقد أصبح حال ( عماد) حديث لا ينفصل عن جلساتنا مع الأهل والأصدقاء والجيران، ولا يخفى ( عماد ) مرارته من حديث عابر سمعه من والدته أثناء حديثها مع إحدى ضيوفنا : ( ليت عماد كان بنت، كنت زوجته وإرتحت من همه )، مرارة كلام والدته لم تأت من فراغ، بل من حقيقة ثابتة فى حياة البنات عندما تضيق الدنيا بواحدة منهن ولم يحالفها حظها فى العمل بعد تخرجها، تقعد فى بيت أبوها تنتظر العريس وكفى الله المؤمنين القتال !

ومن يومها صارت العصبية، والغضب، والخلق الضيق، من النتائج العظيمة لبطالة ( عماد)، وبات الإنطواء وكثرة النوم طقس يومى لا فكاك منه، فلا يوجد فى حياته ما يبرر أن يبقى هادئاً، والحياه من حوله تسير عكس ماكان يتخيله، وإن معظم أصدقاءه الذين إعتقد أن قطار التعليم الجامعى فاتهم، كيف أن قطار الحياة لم يفتهم، وكيف وهو خريج الجامعه الوحيد بينهم أن يكون هو العاطل الوحيد فيهم، وكيف إتسعت المسافات بينه وبينهم فى تأمين البيت والزواج والإستقرار فمعظم الوظائف التى لاحقها، كانت تلاحق ممن يتسلحون بالواسطه منهم وهم الحاصلين على مؤهلات متوسطه، لكن حال الأصدقاء لم يحزن ( عماد )، لكن ما يثير سخطه إنه تعب فى دراسته ولم يحقق ما حققوه، وخيبة أمله فى العدالة الإجتماعية، التى عرفها ودرسها فى معظم كتب الفلسفه، ورسم لها صوراً وردية سرعان ما سقطت أمام واقع يتعارض كليا" معها، وخصوصا" فيما كان يعده أبسط حقوقه الإنسانية كالعمل والزواج والمسكن !

( عماد) لا يهمه إرتفاع سعر صرف الدولار أو إنخفاضه، أو إنخفاض سعر الذهب أو إرتفاعه، ولا يحلم بأن يكون ممن يهمهم ذلك، هو يحلم فقط بفرصة عمل حقيقية، تجبر خاطر والديه، وتعينه على الحياة، وتنتشله من حمى الفراغ الذى يعيشه ويوزع نهاره بين إستيقاظ متأخر وسهر حتى آخر الليل، وحمى تقليب الصحف والسؤال عن فرصة عمل بين صفحاتها !

ترى هل يتحقق حلمه ؟!










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة