من يحمى الأسد بعد الانسحاب الروسى؟.. تركيا وإيران حليفان ليس لهما أمان.. وعداء ترامب يُهدد مستقبله.. والحوار مع الفصائل السورية برعاية مصرية أحد الحلول وهدنة دمشق الدليل.. والتنحى سيناريو صعب لكن ليس مستحيلا

الخميس، 14 ديسمبر 2017 11:00 م
من يحمى الأسد بعد الانسحاب الروسى؟.. تركيا وإيران حليفان ليس لهما أمان.. وعداء ترامب يُهدد مستقبله.. والحوار مع الفصائل السورية برعاية مصرية أحد الحلول وهدنة دمشق الدليل.. والتنحى سيناريو صعب لكن ليس مستحيلا بشار الأسد وبوتين وترامب
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وسط كتلة من التعقيدات عاشت الأزمة السورية، وجزء من هذا التشابك كان سببًا فيه بكل تاكيد مصير الرئيس السورى بشار الأسد، وفى ظل تطورات الأحداث الأخيرة بدأ تساؤل يدور فى الأوساط السياسية الدولية والإقليمية، وهو من يحمى الأسد فى المستقبل؟ لاسيما بعد إعلان القوات الروسية بدء انسحابها بشكل جزئى، وكذلك دحر تنظيم الدولة "داعش" فى العديد من المواقع مما يعنى غياب حجة تواجد الجيوش الأجنبية على الأراضى السورية.

 

ويُعتبر اللقاء الذى جمع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونظيره السورى مؤخرًا مشهد رئيسى يمكن البناء عليه من أجل توقع مصير الأسد وكيف سيحمى نفسه؟، وتحديدًا كلمات بوتين التى تداولتها وكالات الأنباء بعد اللقاء ومفادها أنه يُطالب الأسد عقد مؤتمر سورى للحوار الوطنى، مشيرًا إلى أنه يأمل بالتعاون مع إيران وتركيا فى استعادة الحياة السلمية ودفع العملية السياسية إلى الأمام، وكذلك فقد أشار فى تصريحات سابقة إلى أن الرئيس السورى مُلزم بإصلاح دستورى وانتخابات حرة.

 

بوتين أعلن أيضًا عن انسحاب جزئى للقوات الروسية من سوريا خلال الفترة القادمة مع الاحتفاظ بقاعدة حميميم الجوية الروسية فى محافظة اللاذقية السورية وعلى منشأة بحرية فى طرطوس "بشكل دائم"، وهذا يعنى أن روسيا لن تترك سوريًا نهائيًا وستبقى منتشرة بشكل جزئى على الأرض إنما فى الوقت ذاتها لن تلقى بكل ثقلها كما فعلت فى السنوات الماضية، وربما تجعل الأسد يتحمل جانب من المسئولية خلال الفترة القادمة؟، وتتابع مدى قدرته على تنفيذ هذا على أرض الواقع، وفتح قنوات للحوار مع القوى السلمية فى ظل الخسائر المتلاحقة للتنظيمات المتطرفة على الأراضى السورية.

سياسة رفع اليد الروسية

وما يُشير إلى أن روسيا بدأت فى اتباع سياسة يمكن إطلاق عليها "رفع اليد جزئيا" عن الرئيس السورى، ما أكده مساعد الرئيس الروسى، يورى أوشاكوف، فى تصريحات نقلتها وكالة رويترز على أن بوتين لم ينسق قرار سحب القوات فى سوريا مع أى من الحلفاء مثل إيران، قائلا:"لقد أعطى الرئيس الأمر بسحب القوات من سوريا بوصفه القائد الأعلى للجيش، وهو ليس ملزما بأن يبلغ أحدا بذلك".

 

حليفان ليس لهما أمان 

وفى ظل السياسة الروسية الجديدة فى سوريا، يبقى سؤال ملح حول مدى قدرة الأسد الاعتماد على عنصرين أساسين فى المشهد السورى وهما إيران وتركيا، إلا أن وقائع الماضى والحاضر تؤكد أنهما لا يمكن الاعتماد عليهما كحليف دائم لاسيما أنهما قد يغادرن الميدان فى أى وقت حال وجود أى ضرر سيقع عليهم، فالرئيس التركى أردوغان يعانى من ضغوط كثيرة فى الداخل خلال الفترة الماضية فى ظل ارتفاع وتيرة الاحتجاجات ضده، كما أن أبرز ما يشغله بالأراضى السورية هو نمو وتطور القوات الكردية، وخوفه من تفكيرهم فى إنشاء دويلة كردية بزعامة عدوه اللدود حزب العمال الكردستانى.

 

وبالنسبة لإيران فإن أغلب مسئوليها وعلى رأسهم الرئيس الإيرانى حسن روحانى، لا يتركون مناسبة وإلا يؤكدون أن تدخلهم العسكرية محدود وجاء بناء على دعوة رسمية من الحكومة السورية، فهل يستمر هذا الدعم إلى بشار أم أن الدولة الإيرانية سيكون لها حسابات أخرى فى مرحلة ما بعد داعش فى سوريا.

 

طرف أخر فى المعادلة السياسية لا يمكن للأسد تجاهله بأى حال من الأحوال، وهو الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها دونالد ترامب خاصة أن الأخير لم يخفى مشاعره الغاضبة تجاه بشار وعبر فى أكثر من مناسبة أنه لا يهتم كثيرًا ببقاء الأسد أو رحيله، فالمهم بالنسبة له هو استقرار الأوضاع فى بلاد الشام ودحر تنظيم داعش، وذلك بحسب قوله.

 

الحوار هو الحل

وفى ظل تلك العلاقات المتداخلة للأطراف الدولية المتواجدة على الساحة السورية، يبقى طريق متاح أمام الرئيس السورى متمثل فى فتح حوار مع الفصائل السورية المختلفة؟، وهل هذا ممكن؟، الإجابة صعب لكن لا شيء مستحيل، والدليل على سبيل المثال ما حدث فى 13 أكتوبر الماضى بعدما تم توقيع اتفاق للهدنة جنوب دمشق بين الفصائل المسلحة برعاية مصرية.

 

وتوقيع هدنة جنوب دمشق يعنى أن الحوار جائز وممكن وللقاهرة دور محورى وهام خصوصا فى ظل علاقاتها القوية بالأطراف العربية الفاعلة ومنها المملكة العربية السورية، خاصة أن مصر منذ 30 يونيو وهى تتبنى سياسة محايدة تجاه النظام السورى وبشار الأسد، وتعلن أنه تدعم تثبيت الدولة السورية، وترفض سيطرة أى قوة متطرفة أو طائفية على المشهد السورى.

 

فمن كان يتوقع فى ظل التناحر الكارثى على الساحة السورية أن تنجح القاهرة فى رعاية اتفاق وقف إطلاق نار جنوب العاصمة السورية بتوقيع كل من فصائل جيش الإسلام و"أكناف بيت المقدس" و"جيش الأبابيل" على اتفاق خفض التصعيد بالقاهرة وذلك ممثلين عن المعارضة وممثل وزارة الدفاع الروسية نيابة عن موسكو.

 

وأخيرًا تنحى الأسد!

سيناريو مطروح آخر لا يجب أن يغيب عن الأذهان، ماذا لو طلبت الفصائل السورية المختلفة رحيل الرئيس السورى مقابل خروج أمن له، وبعدها يفتح حوار حول المستقبل السياسى السورى؟، هل يقبل بشار بهذا الأمر؟، فالسنوات الماضية تكشف عن مدى عند بشار وتمسكه بالسلطة إلا أنه أمام سياسة رفع يد روسية، وشعور بعدم الأمانة تجاه حليفين هما تركيا وإيران، وعداء أمريكى ممثل فى ترامب، قد يفكر الرئيس السورى فى مستقبله بنظرة مختلفة، ومن سيحميه خلال الفترة القادمة؟، خصوصا فى ظل دور مصرى يدعم الحل السلمى، ومحاولة فرض الهدوء على الساحة السورية بعد سنوات من الدمار والقتل.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة