صور.. "اليوم السابع" بمصنع كيما2 بأسوان.. يوفر 500 ألف طن أمونيا باستثمارات 11مليار جنيه.. وإنجاز 73.5% من الإنشاءات.. والمنفذون يسابقون الزمن لافتتاحه نهاية 2018.. والعاملون: إنجاز جديد فى عهد السيسى

الخميس، 14 ديسمبر 2017 09:02 م

تركيب صورة

أسوان – عبد الله صلاح

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

باتت محافظة أسوان، على أعتاب افتتاح مشروع عملاق جديد يضاف إلى رصيد الاستثمارات التى حققتها محافظة أسوان خلال الفترة الأخيرة، وهو مصنع كيما الجديد الذى يعمل بالغاز الطبيعى بتكلفة استثمارية تصل إلى 11 مليار جنيه، يساهم المصنع الجديد فى توفير 500 ألف طن أمونيا سنوياً للأسواق المحلية والعالمية والإفريقية.

"اليوم السابع" زار هذا الصرح العملاق الجديد على أرض أسوان، للوقوف على معدلات التنفيذ فيه، وشرح أهميته ومدى قدرته على إنتاج استثمارات جديدة للدولة خاصة أنه يتبع "القابضة للكيماويات".

داخل المصنع الجديد، تجد مهندسين وعمال تابعين لشركات "كيما وأوراسكوم وإنبى وتكنومنت الإيطالية"، ويتواجدون منذ الساعة السادسة صباحاً فى موقع العمل بالمشروع ويواصلون فترات النهار بالليل لإنجاز هذا المشروع العملاق الذى يستهدف التنمية المستدامة على أرض أسوان.

العاملون فى المشروع، تحدثوا لـ"اليوم السابع"، عن شعورهم فى العمل داخل هذا المشروع العملاق، قائلين "نشعر بالفخر للعمل فى مشروع يعد واحداً من المشروعات العملاقة فى مصر، نظراً لما يمثله من أهمية اقتصادية واستثمارية لمصر خلال الفترة المقبلة، ويمثل إنجازاً جديداً فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى".

وتابع العاملون فى المشروع حديثهم، "العمل فى إنشاء المصنع الجديد يعود لذاكرتنا ما فعله أجدادنا فى بناء السد العالى ومصنع كيما الأم، وهى المشروعات العملاقة التى غيرت التاريخ المصرى وقتها، وأصبح للمصريين احتياطى من الماء والكهرباء والطاقة والاستفادة منها فى المنتجات الأخرى، فهو حقاً فخر لهؤلاء العاملين فى بناء هذا المشروع".

ورغم إنجاز هذا العمل الكبير بأعلى التقنيات الهندسية والفنية التكنولوجية العالمية المتطورة فى التصميم والتنفيذ، إلا أن هناك بعض المصاعب أو المعوقات فى التنفيذ، وكان من أبرزها تنفيذ خط السكة الحديد الداخلى للمصنع الجديد بطول 3 كيلو متر، وأيضاً خط الربط بين المصنع الجديد والقديم بطول كيلو متر، فيما تم خلال الأيام الماضية إنهاء الإجراءات الخاصة بتركيب محطة معالجة المياه الداخلية للمصنع بطاقة استيعابية 1000 متر مكعب فى الساعة بطول 5 كيلو متر، لتبدأ التشغيل فى مارس المقبل، بجانب إنهاء تركيب خط الغاز الطبيعى بطول 2,5 كيلو متر لتبدأ التشغيل الفعلى فى مارس المقبل أيضاً.

وأكد المهندس عيد الحوت، رئيس مجلس إدارة شركة كيما والعضو المنتدب، أن الشركات المنفذة تسابق الزمن للانتهاء من مصنع كيما الجديد، وهو أحد المشروعات الاستثمارية العملاقة التى يتم تنفيذها على أرض أسوان، مشيراً إلى أن مجمع كيما 2 للأسمدة "أمونيا – يوريا" تصل تكلفته الاستثمارية إلى 11 مليار جنيه، وسيعمل على توفير نحو 3500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب خلال فترة الإنشاءات، وتحاول الشركات المنفذة الانتهاء منه بنهاية 2018، لافتتاحه مع احتفالات المحافظة بعيدها القومى يناير 2019، وخاصة أن معدلات التنفيذ شهدت زيادة ملحوظة وصلت إلى 73,5 %.

وأضاف رئيس مجلس إدارة شركة كيما أسوان، أن المصنع الجديد سيساهم فى توفير 500 ألف طن أمونيا سنوياً للأسواق المحلية والعالمية والإفريقية، موضحاً بأن المصنع الجديد يقام على مساحة 150 ألف متر مربع، بما يوازى 40 فدان، لإنتاج الأسمدة الأزوتية واليوريا، ويضم وحدة إنتاج الأمونيا بقدرات إنتاجية 1200 طن أمونيا فى اليوم، حيث تم تركيب مكوناتها من المفاعل والمحولات الأولى والثانوية وأيضاً الملحقات الخاصة بها، بجانب إنتاج اليوريا بطاقة 1575 طناً يومياً، بالإضافة إلى توفير 300 طن أمونيا يومياً للمصنع القائم والتى ستجعل إنتاجية نترات النشادر التى تصدر للخارج تزيد من 100 ألف طن سنوياً إلى 220 ألف طن لتصل أرباح المصنع لنحو 11 مليار جنيه سنوياً، فضلاً عن وجود قسم للمرافق لاستقبال المياه النقية وتحويلها لأقسام التبريد.

وأوضح المهندس عيد الحوت، بأنه كان من المفترض افتتاحه فى الأول من شهر سبتمبر عام 2014، معقباً "ظروف وتوقيت الثورة ورفع سعر الدولار الذى كان سيكلفنا وقتها 4 مليار جنيه فقط، وأخر ذلك الافتتاح لأوائل عام 2019 المقبل، والبنوك طلعت عنينا وقتها لصرف القرض، نظراً لمخاوفهم من أحداث الثورة والاحتجاجات المتكررة، ولكن الآن تم الانتهاء من 73,5 % من المصنع وسيتم افتتاحه بأوائل 2019 المقبل".

وأشار الحوت، إلى أن من مميزات كيما الجديد، أنه ينتج 1700 طن يوريا فى اليوم الواحد باستهلاك 52 ألف متر مكعب من الغاز، بدلاً من إنتاج 600 طن يوريا فى اليوم باستهلاك 150 ميجا كهرباء فى الساعة الواحدة، والمصنع الجديد يحتوى على وحدة معالجة للأكاسيد تكلف 25% من قيمة المصنع للحفاظ على البيئة، وجهاز شئون البيئة بالقاهرة أطلق مشروع اسمه "إباب" لمكافحة التلوث، وسيمنحون المصنع قرض بقيمة حوالى 15 مليون دولار، وهناك شركة لتجهيز الصرف الخاص به.

وعن درجة استعداد المصنع الجديد، لفت رئيس كيما أسوان، إلى أن الشركة أخذت موافقة جهاز شئون البيئة من حيث "التأثير البيئى لهذا المشروع" وهى جهة محايدة تماماً، كما أن الموقع الجديد للمصنع تم اختياره فى منطقة صحراوية باتجاه جنوبى شرقى، على عكس اتجاه الريح التى تأتى غالباً من الشمال الغربى، وعندما تحدث مشكلة طارئة فالمصنع الجديد مزود بأجهزة حديثة تحكم الانباعاثات الخارجة فى ظل حدود القانون الصارم والالتزام بالقوانين المعمول بها والتى قد تتغير أثناء التنفيذ، وفى هذه الناحية المصنع مستعد لذلك، والوحدة المصنوع منها كيما 2 الجديد، محافظة على البيئة بدقة 50 جزء فى المليون.

ومن جانبه، أكد اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، أن مشروع مصنع كيما 2 يعتبر بمثابة حلم بدأ يتحقق على أرض الواقع ليساهم بدوره فى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية لأسوان والصعيد، وخاصة بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى أسوان عاصمة الثقافة والاقتصاد الإفريقى، كما أن المشروع الجديد يمثل نقلة نوعية قوية على كافة المستويات البيئية والصناعية حيث أن شركة كيما تعد من أكبر القلاع الصناعية التي نفتخر بها باعتباره علامة بارزة في تاريخ الصناعة المصرية منذ إنشاء مصنعها الأول فى عام 1956.

واستكمل المحافظ حديثه، بأن شركة كيما استكملت مسيرتها الوطنية بإعادة تأهيل المصنع القائم ليعمل بالغاز الطبيعى مع تشغيل المصنع الجديد الجارى إنشاؤه بالغاز الطبيعى أيضاً لتحقيق التوافق البيئى للحد من أى تلوث سواء من الصرف الصناعى أو الانبعاثات الغازية مما يعكس منهج الإدارة فى حرصها على المشاركة المجتمعية الجادة والتى تمتد أيضاً لتقديم الخدمات المجتمعية المختلفة ومنها اعتزام الشركة لإنشاء موقف حضارى للسيارات فى المدخل الرئيسى لمصنع كيما أمام منطقة السيل بتكلفة 600 ألف جنيه ، علاوة على الدور العلمي والأكاديمي فى مجال التدريب الفني لخلق كوادر مدربة من أجل ربط التعليم الفنى بإحتياجات سوق العمل.

يذكر أن مصنع كيما أسوان، أو "شركة الصناعات الكيماوية المصرية – كيما"، هو شركة مساهمة مصرية تابعة للصناعات الكيماوية، تم تأسيسها عام 1956، لإنتاج الأسمدة الآزوتية والمواد الكيماوية، بهدف استغلال الطاقة الكهربائية المتولدة من محطة كهرباء خزان أسوان سنة 1956، لإمكان استغلال الجزء الأكبر الفائض من طاقة المحطة حيث تنتج 280 ميجاوات، وأقيمت مصانع "كيما" ومدينتها السكنية على مساحة قدرها 1107فدان فى الجنوب الشرقى من مدينة أسوان بحوالى أربعة كيلو متر.