"شيخ العامود".. مدرسة تراثية تطلقها الأوقاف لتدريس علوم الأزهر للمواطنين.. تعمل بطريقة مجالس "الشعراوى" لتخريج خطباء وواعظات.. أبرز المتخرجين منها قديمًا محمد عبده وعبدالحليم محمود وأحمد الباقورى

الخميس، 14 ديسمبر 2017 10:31 م
"شيخ العامود".. مدرسة تراثية تطلقها الأوقاف لتدريس علوم الأزهر للمواطنين.. تعمل بطريقة مجالس "الشعراوى" لتخريج خطباء وواعظات.. أبرز المتخرجين منها قديمًا محمد عبده وعبدالحليم محمود وأحمد الباقورى شيخ العامود فى الجامع الأزهر
كتب – إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خطوة جديدة اتخذتها وزارة الأوقاف، لمواجهة الفكر المتشدد بتعليم المواطنين 5 علوم دينية، ومحاضرتهم فى أصول الدين بالمساجد، وعدم الاكتفاء بالوعظ الدينى، أملا فى تحويل العامة من أرض خصبة يمكن أن يزرع بها التشدد أفكاره، إلى عقول مستنيرة تعرف الشرع بوسطيته وتواجه التشدد وتبنى أسر محصنة.

1-(27)-copy
 

شيخ العامود مواجهة مباشرة للفكر المتشدد 

 

وجاءت خطوة الأوقاف متمثلة فى إطلاقها 10 مدارس علمية بـ10 مساجد كبرى فى 10 محافظات تتخذ شكل (شيخ العامود) ومجالس العلماء التراثية، التى كان الأزهر يدرس بها علومه قبل تحويل التدريس به إلى جامعة الأزهر، حيث يختار الدارس شيخ يحبه يجلس إلى جوار عمود لتلقى العلم على يديه، ويجيزه الشيخ بعد إتقان هذا العلم وهو أمر متوقف على قدرة الشخص على الاستيعاب دون ربط ذلك بفترة زمنية معينة، وذلك يمثل استعادة موروث الأزهر القديم من خلال مجالس العلماء.

 

الشعراوى أبرز خريجها 

 

وتعد المدارس العلمية، صورة مصغرة من التعليم الأزهرى مدرسة "شيخ العامود" التى كان الأزهر يعمل بها حتى ستينات القرن الماضى، وخرجت كبار العلماء أمثال الإمام محمد عبده، والإمام عبدالحليم محمود، والشيخ أحمد الباقورى، وزير الأوقاف الأسبق، وزميله الشيخ محمد متولى الشعراوى، حيث تعتزم الأوقاف افتتاح عدة مدارس كل فترة، بحيث يصل عددها إلى 360 مدرسة يوجد فى كل مركز ومدينة مدرسة كبرى.

وتعد الخواطر الإيمانية للشيخ محمد متولى مثال واضح لطريقة عمل المدارس العلمية التى تطلقها الأوقاف، وكانت تسمى قديما بـ"شيخ العامود" أو الرواق الأزهرى، والفرق بينهم هو اختبار الحضور حتى يثبت إتقانهم للعلم الذى يتلقونه من الشيخ فى المدرسة العلمية حتى يحصل على إجازة علمية يعمل بها، أو يكتفى بالتثقيف والاستماع فقط مالم يتم تقيمه.

 

تدريس أصول الدين لرب الأسرة لمحاربة الفكر المتشدد 

 

ويقوم علماء الأوقاف، بمحاربة الفكر المتطرف فى بيت يمكن أن يدخله بتعليم رب الأسرة قبل أبنائه الوسطية، ومناقشة الشباب فى أفكارهم، حيث طالب الرئيس السيسى مؤخرا بأن يقوم كل رب أسرة بمراقبة توجهات أبنائه وتصحيحها، ويقوم علماء الأوقاف بتدريس 5 كتب وسطية لنشر الفكر الوسطى، وهى: كتاب الحكم العطائية فى التصوف الإسلامى، وكتاب تدريب الراوى فى علم مصطلح الحديث، وكتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد فى الفقه، وكتاب الشمائل المحمدية فى أخلاق النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وكتاب المنتخب فى تفسيرالقرآن الكريم ، وتقدم هذه الكتب أصول الدين الإسلامى التى تعطى قاعدة علمية قوية للدارسين تمكنهم من الإحاطة بالثقافة الدينية يمكن لهم على غرارها العمل كخطباء مكافأة.

وتعتزم وزارة الأوقاف، منح إجازات علمية لمن يجتازون الدورات بنظام الانتظام من أئمة المساجد والمواطنين الذين يسجلون أسمائهم وينتظمون فى الحضور بنسبة 70%، ويحصلون على شهادات اجتياز الدورة فى الـ5 علوم الشرعية الرئيسية، ويستفيد الأئمة من ذلك فى رفع مستوى التخصص، والمستوى التدريبى، كما يستفيد العامة فى العمل خطباء مكافأة، و واعظات بالوعظ النسائى للسيدات، كما يتاح للعامة الحضور غير المنتظم بنظام الانتساب دون التقيد بنسبة حضور للتثقيف الدينى دون الحصول على شهادات.

 

محمد يحى الكتانى الملقب بـ"الشعراوى الصغير" 

 

ولتحقيق هدفها أطلقت وزارة الأوقاف المدارس العلميه بمسجد عمرو بن العاص بمدينة القاهرة، ومسجد المواساة بالاسكندرية، التى يدرس بها العالم الأزهرى الوسطى البارز محمد يحى الكتانى الذى يسير على نهج الشعراوى، و10 مساجد على مستوى الجمهورية، وسط ترحيب شديد من رواد المساجد.

 

شكل جديد للدراسات الحرة الشرعية دون تقيد بشهادات

 

وقال القيادى الدعوى، الشيخ محمود الإبيدى، إمام مسجد الجمال بالمنصورة، والمحاضر فى علوم التفسير بالمدارس العلمية الجديدة، بمسجدى عمرو بن العاص بالقاهرة، والجمال بالمنصورة: إن المدارس العلمية الجديدة بدأ عملها فى بعض المحافظات أمس السبت، بينما تبدأ اليوم الأحد فى المحافظات الأخرى.

وأضاف الإبيدى، لـ"اليوم السابع"، أن العمل يبدأ فى المدرسة عقب صلاة المغرب من السبت حتى الأربعاء من كل أسبوع، ويتحدد وقت الانتهاء من الدورة بإنهاء المحاضر كتابه الذى قد يستمر شهور أو سنة أو أكثر.

وأشار الإبيدى، إلى أن كل مديرية تنسق مع المحاضرين لتنظيم العمل بشكل جيد، مع عمل دعاية فى كافة أرجاء المحافظة، حيث تستقبل المدرسة كل من يرغبون فى الدراسة بها.

 

قيادات وسطية شابة مشهود لها

 

ويقوم بالمدارس العلمية عدد من القيادات الوسطية الشابة المشهود لها بالنجاح، ولها تجارب دعوية وإعلامية ملحوظة، أبرزهم الشيخ محمد يحى الكتانى، و الشيخ محمود الإبيدى، والشيخ يسرى عزام.

 

تصحيح الفكر المتطرف ونشره فى أنحاء الجمهورية

 

 والتقى وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة بأئمة المدارس العلمية وذلك بقاعة حراء بديوان عام الوزارة، مؤكدًا على ضرورة الالتزام بالمنهج الوسطى، وأن تكون الدراسة يوميًا من المغرب إلى العشاء.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة