أمنية عبد العزيز تكتب: الحلو ما بيكملش

الخميس، 14 ديسمبر 2017 08:00 م
أمنية عبد العزيز تكتب: الحلو ما بيكملش مسلسل سابع جار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار أكثر من شهر عرض مسلسل “ سابع جار “ وأجمع الكثير من مشاهديه على أنه مسلسل مقرب إليهم حيث يرصد علاقة عائلة ببعضها فنجد فيه تجسيد لعلاقة الخالة بأولاد أختها وعلاقة صداقة ومحبة أولاد الخالة ببعضهم البعض ، فقد كان خير مسلسل درامى يقدم إلى غالبية المصريين أى الطبقة المتوسطة ، حيث وجدوا أنفسهم على شاشات التيلفزيون ، من منا لا يعرف دعاء ؟ المتزمتة  الرافضة للموسيقى ومظاهر الفرح المعتادة لدى الجميع والمتمسكة بالفرح على طريقتها الخاصة دون الإستماع لآراء الآخرين ؟ دعاء التى تواجه شبح العنوسة ويكسر قلبها أكثر من مرة ؟ وعلى الطرف الآخر نجد هالة التى تواجه شبح العنوسة ولكن بطريقة أخرى ، فجاءت شخصياتهما تأكيداً على أن الشكل والشخصية ليسا السبب ولكنه “ النصيب “ ، من لا يعرف "هبة"  الفتاة المتمردة الرافضة لقيود الأم والتى تسعى للبحث عن وظيفة تناسبها ولكنها لا تمتلك أى خبرة للعمل كما أنها لا تعرف ما تستطيع فعله فهى تصرح دائماً أنها تبحث عن شيء تجيد فعله فتستمر فى المحاولة والتجربة حتى تجد هذا الشيء ، وعبد الرحمن المراهق المتخبط المشاعر (ماشى بيحب على نفسه ) ، “ وسيادة اللواء” الذى يعانى الوحدة بعد وفاة زوجته وسفر ابنه لمجاراة متطلبات الحياة ؟ “ ومي” الفتاة التى لم تستطع أن تتخلص من مشاعر حبها لأحمد الذى جرحها من قبل وتركها وتزوج من غيرها وأقام أسرة خاصة به وظلت هى تعيش على ذكراه “ ، “وطارق “ رب الأسرة الذى تنشغل عنه زوجته “ نهى” بالأولاد ودروسهم وتمارينهم ليبدأ بالبحث عن علاقة حب جديدة ؟ ، والأهم من كل هذا علاقة الجيران التى نفتقدها جميعاً حيث أصبح الآن الشائع والأفضل أن تكون الأبواب مغلقة إعمالاً بمبدأ ( صباح الخير يا جارى أنت فى حالك وأنا فى حالى ) أى عكس اسم المسلسل ( سابع جار ) والذى نستكمله من تلقاء أنفسنا ( النبى وصى على سابع جار ) وحسن الجيرة والأخاء والمشاركة فى الأحزان قبل الأفراح .

 

 فكان هذا المسلسل بأحداثه ما وجدت فيه الطبقة المتوسطة نفسها فمنذ فترة طويلة ابتعدت الدراما التليفزيونية عن تناول الطبقة المتوسطة والتعبير عنها وهى التى تمثل غالبية المصريين وانغمست الدراما التيلفزيونية فى مسلسلات القصور والفيلات أو دراما العشوائيات والمخدرات والبلطجة  ، فجعلت المصريين يتساءلون ( مين دول ؟ فين الناس دى ؟ هما دول مصريين عايشيين معانا هنا فى مصر ؟ مين الناس دى ؟ ) فجاء هذا المسلسل الذى خلق بإيقاعه المونتاجى وعناصر اللغة الدرامية تلك الحالة البسيطة فعلى الرغم أنه فى الكثير من المشاهد نشعر بأنهم قاموا بوضع الكاميرا وأغفلوا تغيير الزوايا والأحجام للقطات ليكون المشهد عبارة عن لقطة مشهدية أو مسرحية فالكاميرا ثابتة والشخصيات تتحرك وتتحدث أمامها دون أى انتقالات مونتاجية وقد تكون تلك وجهة نظر المخرجات عن تقديم عمل درامى أقرب إلى الواقعية ، ولكن من الواضح أن ( الحلو ما بيكملش ) وفجأة تنساب أمامنا على الشاشة حوارات جريئة لدرجة كبيرة لا تغفر لها علامة ( +١٢) لأكثر من سبب والأول هو أن التصنييف العمرى للدراما التليفزيونية والسينما فى مصر لا يتم التعامل معه بجدية سواء على مستوى الدراما التليفزيونية أو السينمائية فالتصنيف العمرى فى مصر ( له حسابات أخرى ) والسبب الثانى أن بالفعل الحوار جارح وجرىء لمن فوق ال ٣٠ وليس فقط لمن تحت ال ١٢ ، وفجأة تعددت العلاقات المحرمة والزنا والخيانة والجار يجلب لجارته الصغيرة حشيش والفتاة المتمردة التى تحاول التحرر لتعبر عن الفتاة المصرية التى تسعى لتحقيق ذاتها تتناول الحشيش وتدخن بشراهة وطوال الوقت تنتقد أهلها والمجتمع وتحاول أن تخبرنا أنها الوحيدة المتفهمة للحياة بالمعنى الصحى السليم ، وطارق وهالة وشريف يتناولون الخمور فى حفلاتهم وسهراتهم ( ولا كأنهم بيشربوا شاى باللبن ) لنشعر بغربة مرة أخرى ويعود السؤال من جديد ( مين دول ؟ فين الناس دى ؟ هما دول مصريين عايشيين معانا هنا فى مصر ؟ مين الناس دى )؟

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة