"ترسانة الدم والنار".. كيف دشن داعش صناعة عسكرية فى سوريا والعراق لتنفيذ جرائمه.. "نيويورك تايمز" تكشف تطورا ملحوظا فى صناعة القنابل والصواريخ.. ومسئولون أمريكيون: التنظيم توصل لما لم تستطيعه أى جهة غير حكومية

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017 02:30 ص
"ترسانة الدم والنار".. كيف دشن داعش صناعة عسكرية فى سوريا والعراق لتنفيذ جرائمه.. "نيويورك تايمز" تكشف تطورا ملحوظا فى صناعة القنابل والصواريخ.. ومسئولون أمريكيون: التنظيم توصل لما لم تستطيعه أى جهة غير حكومية داعش ـ أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدموية غير معهودة، ووحشية لم يبلغها أى من التنظيمات الإرهابية على مدار التاريخ، استطاع تنظيم داعش على مدار السنوات الماضية تدشين صناعة تسليح متطورة على صعيد المتفجرات والصواريخ قصيرة المدى، والتى مكنته منذ ظهوره الأول فى سوريا والعراق من السيطرة على العديد من المناطق الحيوية والتى تضم السدود وآبار البترول والمنشآت الهامة.

 

وعقب الهزائم المدوية التى تكبدها داعش ، وبالتزامن مع إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سحب القوات الروسية من سوريا ، بعد يوم من إعلان بغداد تحرير كامل التراب العراقى من عناصر التنظيم ، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسئولين أمريكيين وأوروبيين كيف استطاع داعش تطوير صناعة السلاح الخفيف والمتوسط والمتفجرات، لتنفيذ عملياته الإرهابية وفرض كامل سيطرته على المناطق التى كان يستولى عليها فى سوريا والعراق.

 

وقالت الصحيفة فى تقريرها ، إن تنظيم داعش عمل على إنتاج أسلحة على مستوى صناعى من أجل استخدامها فى مواجهة أعدائه المسلحين أو المدنيين الرافضين الإذعان له، موضحة أنه استخدم أيضا أسلحة غير تقليدية مثل تفخيخ المولدات الكهربائيات أو مدفئات لتفجير المنازل فى بعض الأحيان.

 

وأشارت الصحيفة الصحيفة إلى إنه فى الربيع الماضى، عثرت القوات العراقية التى كانت تقاتل تنظيم داعش فى الموصل على ثلاث قنابل صاروخية لها ميزة غير معتادة، وهو وجود سائل ثقيل داخل رؤوسها الحربية. وتبين من الاختبارات لاحقا أن الرؤوس احتوت على ما يشبه خردل الكبريت وهو سلاح كيميائى محظور يحرق الجهاز التنفسى للضحية وجلده.

 

وكانت تلك الصواريخ الكيماوية البدائية الأحدث فى موكب أسلحة طورها داعش خلال فترة قام فيها التنظيم الإرهابى ببدء تصنيع الأسلحة.

 

 

وأوضحت أن القوات المقاتلة غير النظامية التى لا تستطيع أن تصل بشكل واسع لأسواق السلاح العالمية عادة ما تقوم بتصنيع السلاح. إلا أن داعش رفع تلك العملية لمستويات جديدة، وقام بتصينع  أسلحته الخاصة. ويقول سولومون أتش لاك، مسئول الخارجية الأمريكية الذى يتتبع ويحلل الأسلحة إن ما قام به داعش وما توصل إليه لم يكن له مثيل من قبل  بالنسبة  للجهات غير الحكومية.

 

وقدم عمال إزالة الألغام وفنيون سابقون متخصصون فى التخلص من الذخائر العسكرية المتفجرة ومحللو الأسلحة العاملون فى المناطق التى تم الاستياء عليها من داعش، لصحيفة نيويورك تايمز عشرات التقارير والصور  والرسومات الموضحة للأسلحة التى قام داعش بتطويرها منذ تأسيسه لدولة خلافته المزعومة فى سوريا والعراق فى عام 2014.

 

وتبين تلك الوثائق نظام لإنتاج الأسلحة يجمع بين البحث والتطوير والإنتاج الضخم والتوزيع المنظم  لتوسيع قدرات الجماعة المسلحة وقوتها واستمراريتها.

 

وتابعت الصحيفة قائلة إن الأسلحة الناتجة التى استخدمها داعش ضد أعدائه المسلحين على جبهات عديدة وضد المدنيين الذين لم يدعموا حكمه، كان بعضها جديد وبعضها مألوف. لكنها فى بعض الأحيان كانت قاسية للغاية.

 

 

وأشار أحد التقارير إلى أن مقاتلى داعش وقبل طردهم من مدينة الرمادى العراقية دفنوا بطارية متفجرة تحت مجوعة من المنازل وأوصلوها بنظام كهربائى فى أحد المبانى. وكان يُعتقد أن المنازل آمنة، لكن عندما عادت إحدى العائلات وأوصلت المولد الكهربائى، انفجر المنزل بشكل هائل، بحسب ما يقول سنور توفيق، مدير العمليات الوطنية فى وكالة الإغاثة الشعبية النرويجية التى تزيل الأسلحة من المناطق التى غادرها داعش. ويقول إن العائلة بأكملها لقت مصرعها.

 

وبينما تحدث مسئول آخر بالمنظمة النرويجية عن اختراعات عشوائية فى مناطق أخرى، منها أربع مدفئات مهجورة على ما يبدو ومولد تم استعاجده قرب الموصل، وكانت جميعها محشوة بمتفجرات مخبأة.

 

ويظهر حكم ونطاق إنتاج داعش للأسلحة مخاطر السماح لتنظيم مسلح بمتابعة طموحاته فى مساعة كبيرة من الأرض غير الخاضعة للرقابة، بحسب ما تقول نيويورك تايمز.  وتوضح الصحيفة أن بعض مكونات الأسلحة على سبيل المثال تم توحيدها بشكل أساسى بما فى ذلك صمامات الذخائر المصنوعة محليا من الصمامات الكهربائية، والصواريخ التى تطلق من الكتف وذخائر الهاون وأجزاء القنابل النمطية والألغام البلاستيكية التى خضعت لعمليات تطوير كبيرة، وتم إنتاج الكثير منها بكميات صناعية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة