طارق الحريرى

اغتيال جديد لهشام بركات والوطنية المصرية

الإثنين، 11 ديسمبر 2017 09:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد أن امتدت يد الغدر إلى النائب العام الشهيد هشام بركات، أطلقت الدولة اسمه على ميدان رابعة العدوية فى مدينة نصر، إذكاء لقيم الوفاء الوطنى تجاه الذين يقدمون أرواحهم فداء لأمن واستقرار البلاد، والرجل بحكم وظيفته كنائب عام كان مستهدفا، نظرا لدوره من زاوية الإجراءات القانونية فى مواجهة الإرهاب، ومحاسبة عناصره المارقة عن كل قانون وأعراف إنسانية واجتماعية، بعد أن ضل الإرهاب الأسود طريقه فى فهم الإسلام.

 

يتذكر المصريون بطولة الشهيد عبد المنعم رياض دائما، والاسم ماثل فى أذهانهم باستمرار، ليس بسبب إطلاق اسمه على أحد الميادين الهامة فى قلب القاهرة، ولكن لأن التسمية فيما مضى لم تكن أداء واجب عابر انصرفت بعده البيروقراطية الكسولة والمهملة عن متابعة التنفيذ، مثلما حدث مع الشهيد هشام بركات، فأصبح الاسم الجديد فى مهب الريح، حتى أن جميع سكان مدينة نصر والعابرون على الميدان لا ينتبه أى منهم إلى التسمية الجديدة، ومازال الجميع يطلقون عليه رابعة العدوية.

 

هنا يثار السؤال بطبيعة الحال، لماذا سقط اسم الشهيد هشام بركات من الذاكرة بعد مرور عامين على موافقة مجلس الوزارء على التسمية الجديدة فى يوليو عام 2015، بعد توصية بذلك من نادى قضاة مصر، بينما يجلجل – على سبيل المثال لا الحصر –  اسم عبد المنعم رياض كميدان، وشارع البطل أحمد عبد العزيز فى القاهرة والجيزة؟

 

والرد على السؤال بسيط للغاية، وهو التقصير الفظيع من أجهزة الحكم المحلى، التى تقاعست فى أداء واجبها، كما ينبغى من إجراءات بعد تعليق "يافطة" صغيرة مثل تلك الموجودة فى أى حارة أو عطفة ضيقة لينتهى الأمر عند هذا الحد. 

 

تقصير أجهزة الحكم المحلى المفزع ينكشف جليا عندما يطالع أى مواطن "يافطة" أتوبيس نقل عام أو خاص يبدأ أو ينتهى فى ميدان الشهيد عبد المنعم رياض ويذهب فى خط سيره إلى مدينة نصر مرورا على ميدان الشهيد هشام بركات (رابعة العدوية سابقا)، فجميع اوتوبيسات النقل العام والخاص لاتشير من قريب أو بعيد إلى الاسم الجديد للميدان، وهو الاسم الذى يحمل قيمة وطنية راسخة لدى المصريين فى احترام وتبجيل الشهداء والاعتزاز بهم، وبالمثل فإن البنوك القريبة من الميدان تسمى حتى الآن برابعة العدوية بما فيها البنوك الوطنية وهكذا المدارس والهيئات  وأفرع المصالح والإدارات الحكومية ومن المخزى أن كل المكاتبات الحكومية ترتكب نفس الجريمة.

 

يجب أن تصدر وزارة التنمية المحلية ومحافظة القاهرة والأجهزة المختصة فورا التعليمات المشددة بتطبيق الإسم الصحيح للميدان أى ميدان هشام بركات فيتم تغيير يافطات أتوبيسات النقل العام والخاص وتلغى منها رابعة العدوية وتستبدل بهشام بركات ويعاد تسمية البنوك بالإسم الجديد وكذا كل أوجه النشاط الإدارى والتجارى الاجتماعى احتراما لقيم الوطنية المصرية وهيبة الدولة التى لايهتم المسؤولون والموظفون الكسالى بها ولا يعيروها الاهتمام الواجب ، كما أنه ليس من المستبعد أن تعطيل متعمد لهذه لإجراءات الواجبة تدبره أيد خفية من عناصر الإخوان المسلمين المتغلغلة فى الجهاز الإدارى للدولة وأن كان الأمر هكذا فإن العار يتزايد على المسؤلين الغافلين.

يلزم التصدى بحزم لظاهرة افتقاد المتابعة والمراقبة لتنفيذ كل جهد وطنى يعزز ويعلى من شأن الانتماء ويصبح التقصير أكثر فداحة عندما يتعلق الأمر بشهداء الوطن.

      










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة