نورا عبد الفتاح تكتب: لماذا أعمل؟

الأحد، 10 ديسمبر 2017 12:00 ص
نورا عبد الفتاح تكتب: لماذا أعمل؟ موظف فى مكتبه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ونحن صغار كنا نرى فى العمل مصدر للمال وسبب للهيبة، وتتناسب كمية الأموال المتدفقة من العمل مع حجم الهيبة تناسبٱ طرديٱ.

فى العشر سنوات الاخيرة أصبح أغلب الناس يبحثون عن المقابل المادى بصرف النظر عن وجود الهيبة من عدمها، فإن توافرت فخير وبركة، وإن تلاشت واختفت فلا ضرر من ذلك.

من الذى ينجح فى عمله؟

هل هو صاحب الوظيفة أو حتى العمل الخاص الذى يجنى أرقامٱ كبيرة ودخل غزير ؟ ام ذو الهيبة الذى يعمل فى وظيفة أو مهنة مشهود لها بالتبجيل كالضابط، أو المهندس أو الطبيب ، أو أى وظيفة مسبوقة بلقب حضرة الضابط أو باشمهندس أو دكتور؟ أم هو الشخص الذى يبحث عن أقل الأعمال جهدٱ وتتناسب مع قدراته التى يعلم حدودها ويعترف بها تمام الاعتراف ؟

حدثنا بعض علماء الطاقة مؤخرٱ؛ أن العامل الناجح فى أى مكان وكقاعدة عامة؛ هو الذى يعمل على أساسين على نفس الدرجة من الأهمية.

أولهما ؛ وضع هدف شخصى مادى يستند على استفادة مادية تعود بالنفع عليه مباشرة، وترضيه قدر الإمكان.

وثانيهما ؛ وضع هدف روحانى معنوى يسعى به لنفع البشر أو مساعدتهم بشكل ما، سعيٱ لحل مشاكلهم او راحتهم .

وعلى الهدفين أن يسيران بالتوازى ويكون نصيب كلٱ منهما خمسين بالمائة ، فلا يجور أحدهما على الآخر فتفشل المهمة او تختل النتيجة. فلا تسيطر عليه فكرة المادة فيصبح حلمه الأسمى، جمع أكبر قدر من المال وجنى أقصى ما يمكن من المصالح.

كما لا يدع الهدف الروحانى يسود، فيصبح مضحيٱ بماله ووقته وجهده دون انتظار مقابل، فيفشل أمره ويخيب مسعاه.

ومثالهم على ذلك، مصانع الملابس والأحذية  العالمية، والتى تحقق أرباحٱ خيالية وتحصل على أرقامٱ قياسية، تضع فى اعتبارها راحة العميل اولٱ،  وتعطى الاولويات ترتيبٱ منطقيٱ سليمٱ، فهى لا تظلم نفسها كما لا تظلم العميل، تعمل بإخلاص وببحث حقيقى عن راحة المستهلك، بنفس درجة حرصها على مكاسبها المادية. تدقق فى اختيار الخامات بما يتناسب مع الاستخدام لساعات طويلة وفى ظروف مختلفة. فتكون هكذا وازنت منطقيٱ بين هدفيها.

أما المصانع الفاشلة أو غير المتطورة فهى التى تجرى وراء المكسب المادى فحسب، أما راحة العميل فليست فى دائرة اهتمامها. هى هكذا غلبت الجانب المادى على الجانب الروحانى، فأفشلت نفسها بنفسها. فكما يحتاج المستهلك للمنتج، فالمنتج أيضٱ يحتاج للمستهلك. هذا ما أخبرنا به علماء الطاقة.

من وقت لآخر؛ إسأل نفسك؛ لماذا أعمل ؟

وهل هدفى المادى يتناسب مع هدفى الروحانى، ام أن أحدهما قد غلب الآخر ؟

ثم تابع نجاحك او تراجعك !

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة