أردوغان عدو الثقافة.. هاجم "حريم السلطان".. اعتقل كاتبة ومخرجا سينمائيا.. عادى الكاتب الحاصل على نوبل أورهان باموق.. وهدم مركز تاريخى آخر أخطاء الرئيس التركى فى محاربة التنوير

الأربعاء، 08 نوفمبر 2017 09:00 م
أردوغان عدو الثقافة.. هاجم "حريم السلطان".. اعتقل كاتبة ومخرجا سينمائيا.. عادى الكاتب الحاصل على نوبل أورهان باموق.. وهدم مركز تاريخى آخر أخطاء الرئيس التركى فى محاربة التنوير الرئيس التركى أردوغان
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يزال النظام التركى برئاسة رجب طيب أردوغان يمارس سياسة هدم كل ما يتعلق بالثقافة والفن، حيث أعلن الرئيس التركى، مؤخرا، قراره بهدم مركز ثقافى فى إسطنبول يحمل اسم مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك قرب حديقة غازى العامة.

 

وقال أردوغان فى حفل الإعلان عن المشروع: "إن تركيا تنجز اليوم ما كان ينبغى لها أن تنجزه منذ 10 أعوام"، مضيفا أن المركز الثقافى "سيتحول إلى دار أوبرا كبيرة"، وأطلق على المشروع اسم "مركز أتاتورك الجديد".

 

وسبق أن طرح أردوغان عندما كان رئيسا لبلدية إسطنبول فى التسعينيات، مرارا فكرة هدم المركز الثقافى وإعادة بنائه، معللا ذلك بعدم مقاومة المبنى للزلازل، وهو الأمر الذى أثار غضب المعارضة التى ترى فى المشروع محاولة أخرى من الحزب الإسلامى الحاكم لزحزحة العلمانية عن البلاد، وأشعل ضده من قبل العديد من المظاهرات والاحتجاجات العارمة بميدان تقسيم التركى الشهير عام 2013.

 

مسلسل حريم السلطان

مسلسل حريم السلطان

 

ولأردوغان تاريخ هائل من العداء للثقافة والمثقفين الأتراك، بخلاف خطته لهدم مركز أتاتورك الثقافى وميدان تقسيم التاريخى، ففى نوفمبر عام 2012، وحينما كان أردوغان رئيسا للوزراء صوب نيرانه تجاه المسلسل التركى الشهير حريم السلطان، وبحسب موقع "naharnet" فإن أردوغان قال "نحن لا نعرف السلطان سليمان القانونى بالشخصية التى يظهر فيها فى المسلسل"، لافتاً إلى أن الأخير قضى 30 عاماً من عمره على ظهر الخيول فى إطار الحروب والفتوحات التى خاضها".
 

وكان رد وزارة الثقافة التركية محرج لأردوغان، إذ قالت فى بيان لها إن المسلسل له أهمية اقتصادية كبرى، حيث إن تصدير المسلسلات التركية تحقق عوائد تقدّر بـ65 مليون دولار، ويشاهدها نحو 150 مليون شخص.

 

حكايته مع مطعم جوستو التركى

وحاول أردوغان أيضا قمع أى مظهر للثقافة الكردية فى البلاد، خاصة بعد فشل حركة الانقلاب العسكرى عليه فى العام الماضى، والتى تعرف بثورة الجيش التركى، وبحسب جريدة "العرب اللندية" فإن الرئيس التركى منذ ذلك التاريخ قام باعتقال ما يصل إلى 50 ألف شخص ممن يشجعون على تأصيل مفهوم الثقافة الكردية مثل صاحب مطعم الكباب "جوستو" الكردى فورال تانتيكين، حيث يكشف مطعم "جوستو" شكلا آخر من أشكال تهديد الثقافة الكردية، إذ لم يلجأ صاحبه إلى افتتاحه إلا فى يناير بعد أن أقالت البلدية المحلية معظم أعضاء الفرقة المسرحية التى يديرها مع الكثير من الأكراد فى مقاطعته، وقال تانتيكين فى حواره مع "نيويورك تايمز"، "السبب وراء ذلك هو منعنا من الأداء باللغة الكردية".

 

محاكمة دار نشر بسبب قصيدة

أردوغان

 

وكان لدور النشر حظا أيضا من عداء أردوغان إذ ذكرت وسائل إعلام ألمانية فى مايو 2016 أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان كلف محاميه بتوجيه إنذار قضائى أولى ضد الرئيس التنفيذى لدار النشر الألمانية أكسيل شبرينجر، وحسبما ذكر موقع "سكاى نيوز" رالف هويكر محامى أردوغان، قال "إن الرئيس التركى يريد توجيه الإنذار بسبب تأييد دويفنر لقصيدة قرأها الممثل الكوميدى يان بويمرمان فى التلفزيون الألمانى".

 

وفى يوليو من العام نفسه 2016 وقّع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أول مرسوم منذ إعلان حالة الطوارئ بإغلاق أكثر من 1000 مدرسة خاصة ومؤسسات أخرى، بحجة أنها تتبع المعارض التركى الداعية فتح جولن.

 

اعتقال أصلى أردوغان

أصلى أردوغان

 

الاعتقالات بحق الكتاب والأدباء الأتراك كانت أكثر جرائم ومظاهر العداء الأولى لدى أردوغان، حيث اعتقل فى أغسطس عام 2016 الكاتبة التركية أصلى أردوغان، بجانب تقديم الكاتب التركى مراد بلج للمحاكمة أمام القضاء بتهمة "إهانة" الرئيس رجب طيب أردوغان، فى مايو من العام نفسه.

 

وفى يوليو الماضى اعتقلت السلطات التركية المخرج على أوجى، بعد إعداده فيلمًا مثيرًا للجدل يظهر فيه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، تحت تهديد السلاح خلال محاولة انقلاب، كما اعتقلت السلطات الأسبانية الكاتب التركى دوغان أخانلى، بناء على مذكرة تركية مقدمة للأنتربول الدولى، فى أغسطس الماضى.

 

عداء دائم مع أورهان باموق

أورهان باموق

 

تظل العلاقة بين أردوغان والأديب التركى الكبير أروهان باموق الحائز على جائزة نوبل فى الآداب عام 2006 متوترة، خاصة لما يراه "باموق" من حالة القمع التى يقوم بها أردوغان ضد الكتاب الأتراك من معارضيه، وتحويل عدد كبير منهم للمحاكمة بتهمة أهانة الرئيس، ويقابل الكاتب التركى الوضع بحالة تحد كبير للرئيس التركى، الذى ينتقده فى كتاباته وتصريحاته عالنية، منتقدا ظهور جماعات الإسلام السياسى، وغياب الديمقراطية عن الدولة التركية بعد تولى أردوغان للحكم.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة