شجر الليمون طرح على فرشة "أم عبده".. شهدت تطور "المهندسين"..وتؤكد: بقت ونس

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 07:28 م
شجر الليمون طرح على فرشة "أم عبده".. شهدت تطور "المهندسين"..وتؤكد: بقت ونس أم عبده
كتبت سلمى الدمرداش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى البساطة تكمن كل الأشياء الجميلة.. كلمات ستشعر بها حينما ترى "أم عبده" السيدة الستينية وهى تفترش الأرض بشارع الأحرار بالمهندسين، تجلس خلف مجموعة من الأقفاص التى تحمل الليمون وحزم الخضرة، تستقبل المارة بابتسامة لم تفارقها منذ أكثر من 25 سنة عشرتها بهذه المنطقة التى شهدت على تغييرها يومًا بعد يوم.

وجه بشوش وبشرة سمراء نخر الزمن فى ملامحها فترك مجموعة من الخطوط بين تقاسيمها، ونظرة تأمل تحمل كثيرًا من الرضا رغم ضبابية المشهد حولها، فبالرغم من الزحام المسيطر على الشارع والحركة السريعة التى تسود المكان، إلا أن فرشة "أم عبده" الركن الوحيد الذى يحمل سكينة باقية من طراز الشارع القديم.

الفرشة
الفرشة
أم عبده أثناء حديثها لـ اليوم السابع
أم عبده أثناء حديثها لـ اليوم السابع

"كل اللى هنا ده كان فلل قبل ما تطلع العماير والأبراج دى وكان كل واحد فى حاله" هكذا بدأت "أم عبده" حديثها لـ "اليوم السابع" عن شارع الأحرار أحد شوارع منطقة المهندسين وطرازه القديم وطبيعة العيش فيه، مشيرة إلى أن الحياة أصبحت أكثر سرعة وزحام وضوضاء، وأضافت "بس دلوقتى أحلى عشان حاجة واحدة بس النظافة، زمان كانت الفلل قديمة أوى وشكلها كئيب، لكن برضه الحركة دلوقتى ونس".

أم عبده على فرشتها
أم عبده على فرشتها
أم عبده
أم عبده

تدق الساعة السادسة صباحًا لتبدأ حياة "أم عبده" فى سوق الجيزة القريب من محل سكنها بمنطقة ساقية مكى تبتاع الخضار وتأتى إلى فرشتها فى تمام السابعة صباحًا، هذه هى عادتها التى لم تفارقها منذ أن بدأت العمل وتحكى عن تفاصيلها وتقول:لازم كل يوم أروح أجيب خضارى طازة، وآجى هنا من بدرى وأمشى الساعة 3 عصرًا، ومقدرش أغيب يوم لأنه مصدر رزقى الوحيد اللى بصرف منه على بنتى وولادها وحتى لما بتعب لازم أنزل، مشيرة إلى أن مرضها بضمور فى الكلى وخشونة فى الظهر والركبة جعل حركتها أصعب لكنها لا يمكن أن تجلس يومًا بلا عمل.

جانب من عمل أم عبده
جانب من عمل أم عبده

"الدنيا منفاتة والمتلفح بيها عريان" شردت لبضعة لحظات وأطلقت هذه الكلمات بعدما غلبتها دموعها وقالت:مبقتش عاوزة حاجة من الدنيا، كلى اللى نفسى فيه "تُربة" ألم فيها عيلتى، مشيرة إلى أن والدتها مدفونة بمكان، ووالدها بمكان آخر، وولديها بمكان مختلف، وأضافت "مش عارفة لما أموت هدفن فين، نفسى فى تربة جاهزة ألم أهلى فيها، الناس لما بيجوا ينقلوا العظم ويجددوا تربهم، بيقولوا ده عظم مين، ويوم ما يبقى عندى تربة هعمل فيها جزء للناس عشان محدش يشوف اللى شوفته".

واختتمت "أم عبده" حديثها بـ"الحمد لله راضية بكل حاجة، وبتمنى من  ربنا الستر للناس كلها".

فرشة الليمون
فرشة الليمون
فرشة أم عبده
فرشة أم عبده









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة