كشف تحقيق جديد عن ظروف العمل داخل شركة أمازون، التى أظهرت كيف يتعرض موظفو الشركة لظروف قاسية ويكافحون لتحقيق أهداف المتجر الإلكترونى الأكبر فى العالم، إذ يعملون لساعات طويلة، حتى يصابوا بالانهيار والصدمة، فيتم استدعاء سيارات الإسعاف لنقلهم إلى المستشفى.
وتراقب الكاميرات كل خطوة يقوم بها الموظفون، أثناء محاولاتهم تنظيم وترتيب ما يصل إلى 300 منتج فى الساعة، مع وجود شاشات لتذكيرهم حال التأخر عن إتمام المهام بالوقت المحدد، وبعد إتمام هذه المهمة، يذهبون إلى منطقة التعبئة حيث يقوم العمال بإعداد 120 قطعة للشحن كل ساعة - يشاع أن يزداد إلى 200 - أو 85 مادة متعددة، وفقًا للتحقيق.
موظفو أمازون
وتغطى الساعات حتى لا يتمكنوا من معرفة ما تبقى من وقت العمل، كما عليهم السير ما يصل إلى ثلاثة أميال لاستخدام المرحاض.
ورصد معاناة الموظفين مراسل سرى تابعة لصحيفة "صنداى ميرور"، أثناء تحققه من حال الموظفين بأحدث مصنع للشركة فى تيلبورى، إسكس، والذى يعد الأكبر فى أوروبا، وتبلغ مساحته حجم 11 ملعبًا لكرة القدم، ومن المقرر أن يشحن 1.2 مليون منتج هذا العام.
حال موظفو أمازون
وأجرى مراسل "صنداى ميرور" مغامرة صحفية بقضاء 5 أسابيع والعمل هناك، مؤكدًا أن العمال يعانون عقليًا وجسديًا أثناء محاولتهم تلبية الطلب، وقال إن بعض زملائه كانوا متعبين جدًا من العمل لمدة 55 ساعة أسبوعيًا، وكانوا ينامون على أقدامهم.
ما يتعرض له موظفو أمازون
ويأتى ذلك فى الوقت الذى وعدت فيه أمازون بتحسين معاملة الموظفين بعد ادعائهم التعرض لظروف سيئة وانخفاض الأجور، وقد قام العمال في إيطاليا وألمانيا بإضراب احتجاجًا على أعباء العمل.
واشتكى أحد العاملين في تيلبورى ببريطانيا قائلاً: "كان شخص ما يسأل لماذا كان معدل رحيل الموظفين من الشركة مرتفعًا جدًا، وعرفت الآن أن هذا لأنهم يقتلون الناس، كل أصدقائى يعتقدون بأننى ميت، أنا مرهق".
ويقال إن موظفًا آخر كتب على لوح الكتابة الخاص بتعليقات الموظفين: "لماذا لا يسمح لنا بالجلوس فى مكان هادئ وغير مشغول؟ نحن بشر ولسنا عبيدًا وحيوانات".
وقالت أمازون أمس: "توفر الشركة مكان عمل آمن وإيجابى مع الأجور والمنافع التنافسية، نحن فخورون بتوفير الآلاف من فرص العمل فى المملكة المتحدة، وكما هو الحال مع معظم الشركات، فإننا نتوقع مستوى معين من الأداء، وتستند الأهداف "تارجت" على الأداء السابق الذي حققه عمالنا، ويتم تقييم الشركات الزميلة على مدى فترة طويلة من الزمن".
ولا يتمتع مصنع إسيكس بإضاءة طبيعية، لذلك الموظفون لا يمكنهم معرفة حلول الليل، إذ عمل المراسل السرى من 7:30 حتى 6:00 مع اثنين من الاستراحات التى تبلغ مدتها نصف ساعة، والتى كان يستغلها للذهاب إلى المكان المخصص لبيع الطعام.
وكشف المراسل السرى انهيار موظف أثناء عمله ونقله بواسطة سيارة إسعاف إلى المستشفى، بينما حضر المسعفون إلى المصنع لنقل موظف أخر عانى من ذعر عندما علم بالعمل الإضافى الإجبارى، والذي يعنى اضطراره للعمل ما يصل إلى 55 ساعة في الأسبوع خلال عيد الميلاد.
وقال عامل واحد للصحيفة: "يعانى الجميع هنا"، كما أبلغ الموظفون عن مجموعة متنوعة من الإصابات المرتبطة بالإجهاد.
ودافعت أمازون عن نفسها بعد الكشف عن استدعاء سيارات الإسعاف إلى المستودع الاسكتلندى الرئيسى 43 مرة خلال العام الماضى، إذ تم نقل 23 عاملاً إلى المستشفيات القريبة، وشملت الاستدعاءات اثنين من الموظفين الذين يعالجون من السقوط، وبعض "إصابات الصدمة" واثنين من "الحوادث".
وقال المتحدث باسم أمازون: "يصدق خبراء السلامة على امتثالنا لجميع القوانين واللوائح ذات الصلة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة