أكرم القصاص

«ذات يوم».. حكايات التاريخ فى كبسولة ممتعة

السبت، 25 نوفمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأب وصبر يواصل سعيد الشحات عمله المبدع فى زاويته اليومية «ذات يوم»، تراه منكبا على عمله، رحالة بين الكتب والمراجع، يدقق واقعة، ويصحح تاريخا. ويخرج من كل هذا بحكاية تزدحم بالتشويق والتفاصيل، ولوحة شاملة تملؤها المنمنمات، تسمع أصوات خيول، وألحان موسيقيين، وطلقات الرصاص، بجانب خطب زعماء، مواجهات ومعارك وأفلام وروايات، كل هذا فى كبسولة مركزة، تشد القارئ ليشهق فى نهايتها.
 
كل هذا كوم، وصدور هذه الحكايات فى كتاب كوم آخر، أنت أمام عالم تعود شخوصه لتحتل مكانها ضمن حكايات كثيرة، شديدة التركيز، مليئة بالتفاصيل. نقول هذا بمناسبة صدور المجلد الثانى من كتاب «ذات يوم.. يوميات ألف عام وأكثر»، الذى يضاف إلى المجلد الأول ليشكلا طابقين من موسوعة ممتدة، يظهر فيها الجهد والدأب والصبر، مع قلم قادر على صياغة حكايات تمثل كل منها بداية لحدث أو شخص، أو نهاية. شهقات ومواجهات، خيانات، يصعد نجوم ويتراجع نجوم.
 
لا أبالغ إذا قلت إن سعيد الشحات يصهر مئات الصفحات، ويقلب عشرات الوقائع ليخرج بقصة ساخنة وطازجة. ولتصبح «ذات يوم» حكاية يومية تقدم المتعة والمعلومة. وفى نفس الوقت تتحرك فى مساحة مفتوحة، وهو ما يجعل العمل فيها صعبا، لأن الكاتب هنا لا يتعامل مع عصر أو مرحلة، أو شخصيات محددة، ويتنقل بين صفحات التاريخ وشخوصه فى مساحة زمنية عميقة ومتسعة.
 
سعيد الشحات فى كل مجلد يقدم 365 حكاية تاريخية. ترسم كل يوم عالما وتدخل عصرا، أنت مع الملك فاروق عام 1944 وهو يحتفل بنجاته من حادث اصطدام سيارته بمقطورة إنجليزية وهو عائد من رحلة صيد البط يقود سيارته بنفسه يحتفل وبجانبه اللورد كيلرن المندوب السامى ويتوعد خصومه. وفى اليوم التالى يعود سعيد الشحات 44 عاما ليروى قصة إنشاء الزعيم مصطفى كامل لجريدة اللواء، من أربع صفحات، بعد أن توقف الشيخ على يوسف عن نشر مقالات مصطفى كامل فى المؤيد. وما أن تنتهى قصة اللواء، حتى يجد القارئ نفسه فى عام 1980، والرئيس أنور السادات، ينضم لحلف مواجهة السوفييت فى أفغانستان، لتبدأ واحدة من أكبر محطات تحول التاريخ.
 
سوف تجد أيضا حكايات عن الرئيس عبدالناصر فى انتصارات وانكسارات، وبناء وصعود، إلى الزعماء سعد زغلول ومصطفى النحاس، عبدالحليم حافظ وفيروز. وترجع إلى نابليون لتصعد إلى يوسف بك وهبى. أنت فى عالم ثرى تسمع وترى وتشم روائح أزمنة مضت تقدم حكاياتها وشخوصها أبطالا وضحايا، قادة ومواطنين فنانين وسياسيين شعراء وقصائد، روايات وقصصا وأدباء وصحفيين.
 
سعيد يغوص فى أعماق التاريخ، ليستخلص «كبسولات» تجمع مئات الأشخاص والأبطال، فى حكايات تجمع بين الأدب والتاريخ، تخلو من الحشو من دون أن تفقد التشويق، بلغة سهلة، وأسلوب بسيط ومركب، قادر على نقل الهمهمات، وأصوات الكلمات والخطابات، وبدايات ألحان، ونهايات عصور.
 
قلت وأكرر إنه بالرغم من مداومتى على قراءة زاوية «ذات يوم» التى يكتبها سعيد الشحات فى «اليوم السابع» يوميا، فإننى مع المجلد الثانى مثلما مع الأول، ظللت احتفظ بدهشتى، وأنا أطالع الحكايات بين دفتى الكتاب الصادر حديثا. الذى يمثل موسوعة لهواة التاريخ، ومن لا يسعفهم وقتهم، فضلا عن كونها مرجع للتواريخ والوقائع. تقرؤه بالترتيب، أو تتنقل بين حكاياته، فى كل الحالات القارئ لا يفقد المتعة والتشويق.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة