قرية المنصورية بأسوان.. "المعديات النيلية وتلوث المياه" خطر يهدد الأهالى

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017 08:00 ص
قرية المنصورية بأسوان.. "المعديات النيلية وتلوث المياه" خطر يهدد الأهالى صحفى اليوم السابع مع الأهالى
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

 

تعددت المشاكل والمعاناة المعيشية لأهالى جزيرة المنصورية بمركز دراو محافظة أسوان، حتى أصبحت هموماً تحاصر أبناء هذه الجزيرة التى تعيش وسط النيل وكأنها فى عزلة عن الخدمات الأساسية التى يحتاجها المواطن البسيط فى يومه الذى يعيشه، وبرزت هذه المشاكل فى عدة محاور جاء أهمها مشاكل "معدية النيل" و"تلوث مياه الشرب" و"اختفاء الأراضى الزراعية" بعد تحولها إلى مبانى وعقارات.

"اليوم السابع" انتقل إلى قرية المنصورية بمحافظة أسوان، للاستماع إلى أهالى الجزيرة، وما تعانيه القرية من مشاكل يغفل عنها المسئولين أحياناً ويتجاهل البعض منها أحياناً أخرى، حتى تراكمت وأصبحت بمثابة قنبلة موقوتة تكاد كارثتها تنفجر فى أى وقت، وتصبح حينها التحذيرات مجرد ردود أفعال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وقبل الحديث عن معاناة المواطنين، نستعرض بعض المعلومات عن القرية التى تعد جزيرة وسط النيل يحدها من الجهة الشرقية للنيل معبد كوم أمبو بمنطقة البيارة، وتبعد نحو 51 كيلو متراً شمال مدينة أسوان، وتضم 9 نجوع وهى "العمدة والقيزان القبلى والقيزان البحرى والشيخ يوسف الحسيناب والقوز البحرى والقوز القبلى والقوز الشرقى والقوز الغربى وأم حامض"، ويبلغ تعداد سكان القرية نحو 13 ألفا و651 نسمة.

وتأتى فى مقدمة هذه المشاكل التى أفصح عنها الأهالى، هى "معدية النيل" وكما يصفها الحاج أحمد على إسماعيل، بأنها "شريان الحياة" لأهالى الجزيرة والتى تربط المنصورية بمنطقة البيارة فى الجهة الشرقية، وتعد منطقة البيارة التى يوجد بها معبد كوم أمبو، هى أقرب مصباح إضاءة يمكن الانتقال إليه والاستفادة من الخدمات المجتمعية فيه.

وقال الحاج أحمد على: "عندما يحل فصل الشتاء بالوضع يتغير عند مرسى معدية النيل، حيث تنحصر المياه إلى الداخل وتبعد عن شاطئ المرسى، وهو ما يعرف بالسدة الشتوية، ولا تستطيع المعدية واللنشات النهرية الاقتراب من المراسى، مما دفع الأهالى إلى الاجتهاد والتكاتف مع بعضهم البعض لجمع أكوام الرمال والأتربة لصناعة جسر ترابى يمتد حتى عمق النيل حيث ترسو المعدية والمراكب النيلية، على نفقات الأهالى الخاصة، دون أن تجد الوحدة المحلية لمدينة دراو وكذلك المجلس القروى حل لهذه المشكلة التى تؤرق الأهالى".

منى رضوان، واحدة من أهالى قرية المنصورية، تابعت الحديث عن مشكلة المعدية النيلية، قائلةً: أنا مصابة بشلل نصفى ولا أستطيع الحركة إلا على كرسى متحرك، ولأنى أعمل موظفة بمصلحة الضرائب بمدينة كوم أمبو ومعى زميلى حسن عبد الرحمن مأمور ضرائب كوم أمبو، فلا نستطيع العبور إلى الجهة الشرقية إلا بالكرسى المتحرك، وهو ما لا يمكن نقله عبر اللنشات النهرية الموجودة على المرسى، ولا يتحقق إلا فى وجود المعدية.

وأضافت "رضوان" أن المعدية النيلية فى قرية المنصورية لا تعمل بانتظام بسبب تعرضها للأعطال باستمرار وأخرها كان توقف المعدية عن العمل لمدة شهرين متتاليين، وكان البديل للموظفين هو استقلال سيارة تنقلهم إلى القرية المجاورة لهم "بنبان بحرى" واستقلال المعدية النيلية بالقرية للوصول إلى مدينة دراو، ثم استقلال وسيلة مواصلات أخرى إلى مدينة كوم أمبو، فى رحلة معاناة تستغرق 3 ساعات يومياً.

هانى عبد المعين، من أهالى القرية، أشار إلى أن هناك معديات ومراكب نيلية تابعة لمجلس قروى المنصورية يبلغ عددهم نحو أربعة، لم يتم الاستفادة منهم ومسئولو المجلس تركوهم عرضة للسرقة والهلاك أمام المرسى النيلى، مما يعد إهداراً للمال العام، لعدم استفادة أهالى القرية من هذه المعدات النهرية.

ومن مشكلة المعديات إلى مشكلة تلوث مياه الشرب بالقرية، واشتكى رمضان حسن محمود أحد أهالى القرية، من تلوث مياه الشرب التى تصل إلى الأهالى فى منازلهم، بسبب موقع مأخذ المياه الخاطئ، وكان فى العام الماضى تختلط مياه الشرب بالرمال والطين والمخلفات الملقاة فى النيل والناتجة من انحسار المياه بأماكن الصمامات الخاصة بسحب المياه.

وأوضح "رمضان"، بأن الوحدة المحلية لمركز دراو، وضع حلاً مؤقتاً لهذه المشكلة من خلال مد مواسير مياه إلى داخل النيل حتى تبتعد صمامات مصدر المياه من الشاطئ، ولكن هذا الحل غير مجدى خلال فصل الشتاء لأن المياه تنحصر أيضاً إلى الداخل وتصبح صمامات مأخذ المياه على حافة النيل أيضاً.

وأشار إلى أن مياه الشرب تختلط بالسولار ومخلفات المراكب واللنشات النهرية وتجعل الأطفال والكبار فى القرية عرضة للإصابة بالحمى والفشل الكلوى، لأنه لا يوجد مصدر للمياه إلا من تلك المحطة، فلابد من تغيير موقع مأخذ مياه الشرب للقرية، موضحاً بأن السيدات والصبيان فى القرية يلجأون إلى ملأ جراكن مياه من ضفاف النيل بعيداً عن مأخذ المياه الملوث والقريب من مرسى اللنشات.

وفى سياق متصل من المشاكل، أكد خالد بشير، أحد أهالى المنصورية، أن هناك مشكلة تمثل ناقوس خطر يهدد القرية، وهى انحسار الرقعة الزراعية بالقرية، وتعرضها للاختفاء بسبب كثرة البناء على الأراضى الزراعية وتزايد الكتلة السكانية بالقرية، وتوقف مشروع قرية المنصورية الجديدة الذى كان يمثل عنق الزجاجة للقرية بالظهير الصحراوى، ومنذ إنشاء المرحلة الأولى فى عام 2006 وتسليمها للأهالى لم يتم استكمال باقى المشروع، رغم دفع الأهالى مبلغ 1500 جنيهاً كمقدم حجز لكل شخص.

وأوضح "بشير"، بأن الأهالى استطاعوا تسوية موقع المرحلة الثانية من المشروع على نفقاتهم الخاصة مما كلفهم صرف أكثر من مليون و200 ألف جنيه لتسوية الأراضى الجبلية، بهدف مساعدة الجهاز التنفيذى فى استكمال المشروع وتسليم قطع الأراضى والوحدات السكنية للأهالى، وهو ما لم يتم حتى اليوم رغم الوعود التى تلقوها من محافظ أسوان.

وانتقد عبد الحميد منازع، من أهالى القرية أيضاً، سوء حالة الطرق التى تربط قرى المنصورية ببنبان وفارس، والتى تتسبب فى وقوع الكثير من الحوادث، علاوة على أنها غير مضاءة ليلاً وتمثل خطورة على الأطفال والنساء فى هذه المجتمعات، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بتطوير مدخل القرية الذى يشهد تحطم مقاعد الانتظار لوسائل المواصلات وضياع ملامح نافورة المدخل، وتكاثر الحشائش الزراعية على الطريق أيضاً.

وفى المقابل، ناشد محمد ماهر، أحد أهالى قرية المنصورية، اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، بإتاحة الفرصة لأبناء القرية للالتحاق بالمدرسة الصناعية للطاقة الشمسية، ولشباب القرية للعمل فى مشروع الطاقة الشمسية، حتى لا يكون حكراً على قرية بنبان فقط، لأن قرية المنصورية هى قريبة أيضاً من المشروع وحق أبنائها العمل فيه وإعطائهم الأولوية عن غيرهم من القرى والمحافظات الأخرى، نظراً لما يتطلبه المشروع من عمالة كثيفة، مشيراً إلى أنه تم إنهاء خدمة 17 عاملاً ممن كانوا يعملون بالمشروع خلال الفترة الماضية وكانوا أول ضحية لمشروع الطاقة الشمسية.

على الجانب الأخر، صرح إبراهيم سليمان، رئيس مدينة دراو، بأن اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، اعتمد خلال شهر يناير الماضى وصلة خط مياه بمسافة 100 متر لخدمة أهالى قرية المنصورية، بتكلفة نحو 250 ألف جنيه، لتوفير مياه شرب نقية من نهر النيل، وتم تركيبها خلال الأيام الماضية لحل مشكلة انخفاض منسوب المياه خلال فصل الشتاء.

وتابع رئيس مدينة دراو، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، بأن مشكلة عمل المعدية هو انخفاض منسوب المياه وهو الذى يعرضها للأعطال المتكررة وأخرهم ما حدث بسبب ذلك الأمر وأدى إلى كسر عامود الضفة والتى يبلغ تكلفة إصلاحها نحو 70 ألف جنيه، مما دفع الترسانة البحرية أن توصى بتوقف عمل المعديات خلال هذه الفترة من انحصار مياه النيل.

ولفت رئيس المدينة إلى أن المعديات متوفرة وهناك معدية جديدة لقرية المنصورية بتكلفة 2 مليون جنيه، وسيتم تشغيلها مع زيادة منسوب نهر النيل حتى يمكنها أن ترسو على مرسى القرية المخصص لها، مشيراً إلى أن الرى تحذر من أعمال الردم التى تتم فى النيل كحلول مؤقتة لصناعة جسور ترسو عليها المعديات أو اللنشات النيلية.

مدخل قرية المنصورية
مدخل قرية المنصورية

 

سوء حالة مقاعد الانتظار
سوء حالة مقاعد الانتظار

 

السدة الشتوية
السدة الشتوية

 

انخفاض منسوب مياه النيل
انخفاض منسوب مياه النيل

 

وصلة مأخذ مياه الشرب
وصلة مأخذ مياه الشرب

 

انخفاض منسوب النيل
انخفاض منسوب النيل

 

صحفى اليوم السابع مع الأهالى
صحفى اليوم السابع مع الأهالى

 

حال القرية على النيل
حال القرية على النيل

 

مراكب المجلس القروى المتروكة
مراكب المجلس القروى المتروكة

 

صحفى اليوم السابع يرصد معاناة مصابة بشلل نصفى
صحفى اليوم السابع يرصد معاناة مصابة بشلل نصفى

 

المعدية المتوقفة عن العمل
المعدية المتوقفة عن العمل

 

الجسر الترابى المصنوع
الجسر الترابى المصنوع

 

مأخذ مياه الشرب بالقرية
مأخذ مياه الشرب بالقرية

 

مواسير مياه الشرب
مواسير مياه الشرب

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة