أكرم القصاص

أبطال الواحات.. وانتصار متعدد الجبهات

الخميس، 02 نوفمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت عملية ناجحة من كل الاتجاهات، انعكست على وجوه وقلوب الناس، نقصد عملية القوات المسلحة والشرطة، مساء الثلاثاء، لتطهير الواحات، والتى سبقتها عملية تنسيق معلوماتى، وعمليات استباقية لمهاجمة أوكار متفرقة.
 
نجاح عملية الواحات أطاح بالكثير من النظريات الفارغة التى راجت عن الأحداث، وكان عنصر المفاجأة لكل الأطراف كاشفا عن أهم ما يميز المواجهة الأمنية مع تنظيمات إرهابية. ظلت هناك تعليقات يطلقها جنرالات الفراغ يطلبون فيها أن يتم إطلاعهم على الخطط والتحركات أولا بأول حتى يكونوا على معرفة بما يجرى، ليبدوا فيها آراءهم ويطرحوا وجهات نظرهم.
 
وبالطبع لا مانع من أن يبدى البعض قلقا، أو تساؤلات حول ما يجرى، من أحداث، لكن هذا القلق لا يفترض أن يترجم إلى تحليلات أو تدوينات فارغة، تنشر الإحباط أو تعكس أنواعا من الشماتة، لا يستطيع بعض حلفاء الإرهاب إخفاءها.
 
ويمكن التفرقة هنا بين أغلبية تبدى قلقا مشروعا، وتقدر حجم ما تواجهه قوات الأمن وعدد من المعلقين بعضهم، للأسف، متعلم جيدا يبدون نوعا من السعادة فى نقل وترديد الأكاذيب. لا فرق هنا بين مؤيد ومعارض، الفرق فى مدى إدراك كون المواجهة مع الإرهاب تتسم بالصبر وتقوم على المعلومات والتدقيق.
 
فى المحصلة النهائية للعملية فى الواحات، واضح أنه تم تجاوز الثغرات، والعمل بناء على تنسيق معلوماتى قوى، استطاع التوصل إلى خيوط اتصالات وتحركات الإرهابيين، مع الأخذ فى الاعتبار أن العمليات الأخيرة، ترتبط بملفات إقليمية وضمن ملفات داعش فى سوريا والعراق وليبيا، وعمليات إعادة توزيع، تكشفها أحجام الأسلحة والذخائر التى تظهر مع الإرهابيين.
 
أجهزة الأمن يحكمها الكثير من الاعتبارات، وتخوض حروبًا مزدوجة مع إرهاب متعدد الأذرع، لا يكفى لتحليله استسهال فارغ، نحن أمام تحركات تتكلف الكثير، وتتم فى سياقات واسعة، وتعتمد على أنظمة اتصالات فى الخارج والداخل، وتتجاوز بمراحل موجات الإرهاب فى التسعينيات، التى كانت تتم قبل توسع أنظمة الاتصالات، والهدف من إرهاب الواحات كان صنع ضجة إعلامية، منها استخدام النقيب محمد الحايس فى هذه الحرب، ولهذا كانت عملية الثلاثاء استعادة للسيطرة، وربما مرحلة جديدة تعكس تطورا أكثر عمقا فى المواجهة، وهذا لا يعنى توقف العمليات الإرهابية، لكن تحقيق نجاحات متراكمة.
 
وكانت عملية استعادة النقيب محمد الحايس، رسالة تؤكد أن الدولة المصرية لا تنسى أولادها، ونظن أن الإعلان عن تفاصيل العملية واستعادة الضابط، وسط النيران، عملية تمثل ملحمة ضمن بطولات قواتنا المسلحة، وقوات الشرطة.
 
ولعل الهستيريا التى تظهر فى قنوات تركيا وقطر، تكشف عن أن هذه القنوات أصبحت، علنا، منصات دعاية وإعلان للتنظيمات الإرهابية، ومعها جيوش من اللجان الإلكترونية، والمواقع الإخبارية، ناهيك عن انحيازات إعلامية من منصات الإعلام المنحازة أو القريبة من تحركات التنظيمات الإرهابية.
 
وكان ما جرى فى الواحات طوال خمسة عشر يوما كاشفا عن حجم التحديات التى تواجهها قوات الشرطة، وهى ليست المرة الأولى التى تقدم الشرطة شهداءها، وهى تضحيات يضعها المواطن فى اعتباره، وهم يعملون أحيانا فى وسط دعائى غير مناسب، وحرب نفسية متعمدة، يشارك فيها بحسن نية أحيانا وسوء نية أحيانا أخرى بعض من لا يمكن الشك فى إدراكهم.
 
ويستحق كل من شارك فى هذه العملية من تنسيق وتنفيذ وتخطيط الشكر مرات متعددة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة