بعد واقعة اغتصاب مدير مدرسة لـ3 أطفال: كيف نحمى أطفالنا من الذئاب؟ ..مصدر الأمان أصبح موطن الخطر فكيف نضمن ألا يقع أبناؤنا فى المدارس والحضانات تحت أيدى وحوش يرتدون أقنعة الحملان

السبت، 18 نوفمبر 2017 12:00 م
 بعد واقعة اغتصاب مدير مدرسة لـ3 أطفال: كيف نحمى أطفالنا من الذئاب؟ ..مصدر الأمان أصبح موطن الخطر فكيف نضمن ألا يقع أبناؤنا فى المدارس والحضانات تحت أيدى وحوش يرتدون أقنعة الحملان
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمسك أحدهم بجسد صغير، يعبث به ويفرغ فيه شحنة مشاعر شاذة ومريضة، وهو واثق مطمئن أن أحدا لن يكتشف أمره وأنه سيظل محتفظا بالقناع، الذى يرتديه مدعيا الشرف والعفة، فالضحية أضعف من أن يقاوم، وأصغر من أن يدرك ما يحدث، وعقله البرىء يعجز عن استيعاب قذارة ما يقع عليه من انتهاك، ومن السهل تخويفه وتهديده وقهره حتى لا ينطق ويكشف الذئب، الذى نهش جسده الصغير.

اغتصاب-طفلة_1
 
 
هكذا يتجرأ المرضى والشواذ على أجساد الأطفال الأبرياء، وهكذا ينتهكون براءتهم بكل قسوة ووحشية، ثم يعودون لارتداء أقنعتهم وخداعنا من جديد، ليكرروا جرائمهم مع ضحايا آخرين أو يستمرون فى انتهاك من وقع تحت قبضتهم مرات عديدة، ولا تتوقف جرائمهم حتى تكشفهم المصادفة أو تنتهى بقتل الضحية، أو تستمر ولا تنتهى ليظل هؤلاء الشواذ بيننا دون أن نعرفهم ينتهكون براءة فلذات أكبادنا كلما أتيحت لهم الفرصة.
 
هكذا كشفت المصادفة واقعة الاعتداء الجنسى لمدير مدرسة بمصر الجديدة على عدد من التلاميذ بمرحلة رياض الأطفال، بعدما لاحظت أم وجود بعض التغيرات على طفلها ووجود التهابات وإصابات فى منطقة الشرج وعدم قدرته على التبرز، وعند الكشف عليه أكد الطبيب أنه تعرض لاعتداء جنسى من شخص بالغ، ليؤكد الطفل أن مدير المدرسة هو من قام بالاعتداء عليه، وبعدها تبين أنه قام بنفس الفعل مع عدد من الأطفال بزعم تعليمهم الكاراتيه، وأنه كان يصطحبهم لغرفة داخل المدرسة ويعتدى عليهم داخلها.
111
 
 
ظن صاحب المدرسة أنه امتلك أجساد الأطفال كما يمتلك المنشآت والمبانى، فعاث فسادا وافترسهم واحدا تلو الآخر أو معا، وعلى مدار أيام أو شهور أو سنوات دون رادع أو ضمير، لتثير هذه الواقعة مشاعر الرعب لدى جميع أولياء الأمور.
 
فالواقعة هذه المرة وقعت داخل مدرسة، حيث نأمن ونطمئن على وجود أبنائنا بها، والمتهم بارتكابها مدير المدرسة، أى أحد الأشخاص الذين ينالون ثقة أولياء الأمور فيسلمونهم أطفالهم وهم مطمئنون، ليأتى الخطر من حيث نأمن ونطمئن، ويرتكب الجرم أحد من نسلمهم أطفالنا بأيدينا، ثم نمارس أعمالنا أو ننام هانئين مطمئنين، بينما ينهش من استأمناه جسد أطفالنا بوحشية وبلا رحمة أو شفقة أو ضمير، ثم يرتدى أمامنا قناع العفة والشرف والمسؤولية، وقد يستمر فى هذا الانتهاك أياما طويلة دون أن ندرك، وحتى نكتشف بالمصادفة أو لا نكتشف مطلقًا.
 
الرعب هذه المرة أشد وحجم الحيرة والشعور بالخطر، الذى أسفرت عنه الواقعة أكبر، فما وقع على الأطفال لم يقع نتيجة إهمال الآباء والأمهات وتركهم الطفل وحده فى مكان غير آمن، أو لأنهم غفلوا عنه، أو لأن من ارتكب هذا الجرم شخص مشبوه، ولكنه وقع داخل نطاق مدرسة للغات فى منطقة راقية، وارتكبه مسؤول عن أمن أطفالنا وتعليمهم، فماذا يفعل أولياء الأمور حتى يضمنوا سلامة أبنائهم.
 
لم تكن الواقعة الأخيرة الأولى من نوعها، بل سبق وحدثت حوادث اعتداء على أطفال داخل مدارس أو حضانات، ولكن الحادثة الأخيرة أكثرها بشاعة وإثارة للفزع.
حيث سبق وتعرض طفل مصاب بالتوحد لاعتداء جنسى داخل مدرسة دولية لذوى الاحتياجات الخاصة بالمعادى، وأكد الطبيب الذى كشف عليه أنه تعرض لاعتداء من رجل بالغ وليس من طفل، ولم يتم التوصل لمرتكب الواقعة.
2016_8_11_16_30_13_938
 
 
فيما توفى طفل فى الرابعة من عمره بعدما تعرض للاغتصاب أثناء تواجده داخل حضانة بمنطقة درا السلام، حيث عاد إلى منزله فى حالة إعياء شديدة ونقلته والدته إلى مستشفى حميات العباسية، ولكنه توفى، وأثبت الكشف الطبى أنه تعرض للاغتصاب، وأن الذئب الذى اغتصبه أجبره على تناول كمية كبيرة من أقراص الترامادول المخدر حتى يستسلم ولا يستطيع المقاومة أثناء نهش جسده البرىء.
 
كما تعرض طفل 3 سنوات للاغتصاب داخل حضانة برأس التين بالإسكندرية، حيث اعتدى عليه نجل إحدى العاملات بالحضانة الطالب بالثانوى الصناعى.
 
وفى القليوبية ألقى القبض على عامل نظافة بمدرسة لقيامه بالتحرش بطفل 8 سنوات بالصف الثالث الابتدائى داخل دورة المياه بالمدرسة، فضلا عن عدد من الحوادث والبلاغات المقدمة ضد مدرسين لاتهامهم بالتحرش بالطلاب والطالبات، واكتشاف تعاطى عدد من سائقى باصات المدارس للمخدرات.
 
ومع الفزع الذى أصاب كل أولياء الأمور بعد اتهام مدير المدرسة باغتصاب أطفال بمرحلة رياض الأطفال يتساءل الجميع كيف نحمى أبناءنا من الذئاب المتخفية فى ثوب الحملان، خاصة من نمنحهم أبناءنا بأيدينا ومن المفترض أن يكونوا مسؤولين عن أمانهم وسلامتهم وأن نطمئن وهم بحوزتهم.
 
بالتأكيد الأمر صعب فلن نحبس أبناءنا فى البيوت ولن نبقى معهم طوال الوقت، ولن نعزلهم عن العالم، ولكن بإمكاننا أن نوعيهم ونلاحظهم وأن نحذر ولا نطمئن لكل من يتولون مسؤولية رعايتهم بعض الوقت.
 
علينا أن نوعى أطفالنا فى سن مبكرة بخصوصية أجسادهم وخاصة المناطق الحساسة، وعدم السماح لأى شخص بكشفها أو ملامستها، وأن ننصحهم بأنه إذا حاول شخص كشف أو ملامسة أجسادهم فعليهم الصراخ والهرب أيا كان هذا الشخص، وأن نطمئنهم بأن يخبرونا إذا تعرضوا لمثل هذه المحاولات دون خوف من عقاب أو تهديد، وأن نعلمهم أن يحتفظوا بمسافات معينة لا يتخطاها من يتعامل معهم، وعدم التساهل فى السماح لأى شخص بتقبيلهم واحتضانهم، وأن نعودهم الحرص على ألا يدخل معهم أحد دورات المياه، وألا يخلعوا ملابسهم أمام أحد، وتحذيرهم من أن ينفرد بهم شخص فى مكان منعزل عن الناس أو ان يصطحبهم فى سيارته، وألا يستجيبوا للإغراءات التى يقدمها لهم الغرباء.
 
يمكننا الحديث مع أطفالنا عن طبيعة أجسادهم فى سن مبكرة وأن نوعيهم بخطورة التحرش بما يتناسب مع أعمارهم، وأن نحرص على عدم بقائهم فى المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسى، وعدم مشاهدتهم لأى مشاهد إباحية، أو التساهل بما يسمح للطفل برؤية والديه فى أوضاع خاصة. 
820161331515
 
 
علينا أن نطمئن أطفالنا ونخلق معهم علاقة آمنة تسمح لهم بأن يحكوا ويبوحوا بكل ما يتعرضون له، أو يرغبون فى فهمه.
 
وعلينا أيضا أن نلاحظ أى تغيرات تظهر على أبنائنا، سواء انطواء أو عنفا أو فقدان شهية على غير العادة، أو الخوف والرعب عند رؤية أشخاص بعينهم، حيث تحدث أغلب حوادث التحرش والاغتصاب من أشخاص محيطين بالطفل، أو اللعب مع الدمى بطرق تحمل دلالات جنسية، أو التلفظ بألفاظ نابية وإطلاق أسماء على الأعضاء التناسلية لم يكن يعرفها من قبل.
 
كما يجب علينا ملاحظة أى تغيرات عضوية على أجساد أطفالنا، حيث يوجد عدد من العلامات العضوية تشير إلى تعرض الطفل للتحرش أو الاغتصاب ومنها، الألم والنزيف من الأعضاء التناسلية، أو وجود كدمات حولها، والشعور بالألم عند التبول أو التبرز، وإصابة الطفل بالتبول اللاإرادى، ووجود كدمات حول الفم نتيجة محاولة التقبيل بعنف.
 
وإذا كان هذا هو أقصى ما تستطيع الأسر فعله لحماية أطفالها من التحرش والاغتصاب، وخاصة فى الأماكن، التى من المفترض أن يكونوا آمنين بها فى المدارس والحضانات والنوادى، فإنه يجب على الحكومة والوزارات المعنية اتخاذ العديد من الإجراءات، التى تضمن سلامة أبنائنا من الوقوع فريسة للذئاب، ومنها ضرورة التحرى والتدقيق لكل من يتولى رعاية الأطفال فى المدارس والحضانات والنوادى، سواء عمالا أو موظفين أو مدرسين أو أصحاب مدارس وحضانات، وأن يتم توقيع الكشف الطبى والنفسى عليهم لضمان سلامتهم النفسية، ووقف حالة الفوضى الحالية التى تسمح للمرضى والذئاب بأن ينشئوا حضانات أو مدارس أو يعملوا بها ليفترسوا صغارنا بوحشية ثم يعودون لارتداء أقنعة الشرف والعفاف.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

شرق

الاختصاب

وضع كاميرات مراقبه فى المدارس وتوصليها بالداخليه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة