دندراوى الهوارى

«يعنى إيه احتضان المعارضة؟!» وهل ترامب وماكرون وميركل يحتضنون معارضيهم؟!

الأحد، 12 نوفمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ 25 يناير 2011، وحتى الآن، نسمع نظريات، ونرى ممارسات على الأرض أغرب من الخيال، ولا يوجد لها مثيل فى أى دولة من الدول، سواء كانت الدول المتقدمة، أو الدول المتخلفة، من عينة أن الجيش يقطن ثكناته ولا يبرحها تحت أى ظرف من الظروف، ثم رأينا الجيش فى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وكل البلدان المتقدمة، ينزل الشارع عند الخطر، للدفاع عن مقدرات البلاد!!
 
قالوا إن قوانين الطوارئ والتظاهر ومكافحة الإرهاب، لا يشرعها إلا الأنظمة الديكتاتورية والقمعية، فوجدنا فرنسا وبريطانيا وأمريكا وإيطاليا، يهرولون لتدشينها لمجابهة المخاطر وحماية بلادهم من طاعون الإرهاب، كما نسمع ونرى قادة أمريكا والدول الأوروبية يتشدقون بحقوق الإنسان، ويتغنون ويترنمون بالمبادئ والقيم العليا لحقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالتظاهر والتخريب والتدمير والدعوة للإضراب، وتلقى التمويلات الداعمة للمنظمات العابثة بكل أريحية، بينما يقولون «طز فى حقوق الإنسان» عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى لبلادهم وكأننا فئران تجارب، فكما يجربون النظريات الطبية فى أجسادنا، وتحويلنا إلى فئران تجارب، يجربون النظريات السياسية والاقتصادية أيضا فى بلادنا فقط، ويرفضون تطبيقها فى بلادهم!!
 
وكم من الحوادث الإرهابية التى ضربت قلب واشنطن وباريس ولندن وبرلين وبروكسل وغيرها من العواصم المهمة، كشفت لنا عن ادعاء وزيف مواقف هذه الدول، وازدواجية المعايير، فبينما يتخذون كل الوسائل الشرعية منها والمخالفة للقانون ومبادئ حقوق الإنسان، مثل تعامل البوليس الأمريكى مع الزنوج، أو البوليس الألمانى مع النازيين، وتجريمهم وإيقاع أشد وأغلظ العقوبات عليهم، يهاجمون مصر لو ألقت القبض على إرهابى قاتل أو حقوقى ممول ومحرض!!
 
أدركنا أيضا كذب وخداع كل وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، والمنظمات الحقوقية الدولية، وأن معظم ما يكتب فى الصحف، ويذاع فى القنوات الفضائية، الأمريكية والغربية مدفوع الأجر، وأن معظم هذه الصحف والقنوات والإذاعات أذرع قوية للمخابرات والأجهزة الأمنية كل فى بلده، ولكم فى رويترز ودويتشه فيله والـ بى بى سى، مثال صارخ، وهى الحقيقة التى أكدها الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب، عندما وصف كل وسائل الإعلام فى بلاده بالكاذبة الفاجرة، واكتفى بالتواصل المباشر مع شعبه عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وبالأخص «تويتر»!
 
أما المنظمات الحقوقية الدولية، فحدث ولا حرج، فكل تقاريرها تعدها أجهزة استخبارات، وكل كلمة تنطق بها مدفوعة الأجر، فبينما تهاجم مصر ليل نهار، وفى كل القطاعات والمجالات، تخرس نهائيا عن التجاوزات الخطيرة فى قطر وتركيا وإسرائيل ومعظم دول العالم!!
 
وفى مصر، هناك أذرع قوية عابثة بالمنطق، ومغلفة بالأكاذيب والنظريات الساذجة بورق السوليفان الشيك، لخداع جمهور من المواطنين، وابتزاز السلطة، يروّجون لمصطلح «احتواء المعارضة خاصة كتلة الشباب الاحتجاجية» والترويج بأن احتواء هذه النوعية ضرورة تقتضيها طبيعة المرحلة، مع ضرورة تهميش دور داعمى ومؤيدى الدولة، والتقليل من دورهم وتشويهه، حتى تخلو الساحة من جديد لتكتل العابثين بالمنطق والكارهين لأى نجاح تحققه السلطة، ولا يهمهم أو يشغل بالهم سوى إثبات أن وجهة نظرهم صحيحة، سواء فى النظام أو المؤسسات، ولا يعنيهم أن الدولة تخوض حربا مستعرة، وخطيرة، أخطر من حروب 67 و73 لأن العدو هذه المرة يسكن الأحشاء، مثل سكن الأورام السرطانية للخلايا الجسدية، وأنهم يتلقون كل أنواع الدعم المادى والاستخباراتى والسياسى من كل الأعداء فى الخارج!!
 
والحقيقة بحثت فى تاريخ المعارضة فى معظم الدول المتقدمة، وهل بالفعل الأنظمة الحاكمة هناك تحتوى وتحتضن و«تهشتك» المعارضة؟! وهل المعارضة تقبل الاحتضان..؟! ووجدت أن مصطلح احتضان المعارضة أكذوبة كبرى، وتمثل سما قاتلا يتم دسه فى عسل الكلام والمصطلحات الرنانة، وأن كل الأنظمة التى نهضت ببلادها مارست عكس هذا المصطلح تماما!!
ونبدأ بالرئيس الصينى الحالى، شى جين بينج، والذى جعل من الصين عملاقا وقوة اقتصادية وعسكرية عالمية، وعند توليه المسؤولية بدأ خطط إصلاح اقتصادى وسياسى وإدارى قوية، وتبنى حملة لمكافحة وتطهير بلاده من الفساد، وكانت هذه الإصلاحات بمثابة الزلزال، فألقى القبض على جميع المتورطين فى الفساد السياسى والمالى، وضرب بيد من حديد لكل من تورط أو دعم أو ساند الفساد، واتخذ خطوات اقتصادية جبارة، بدأت بتحرير أسعار العملة والفائدة وإصلاح البنوك والشركات المملوكة للدولة، ما مكن الصين إلى أن تصبح ثانى أكبر قوة اقتصادية فى العالم، خلال سنوات قليلة، وهو ما أذهل العالم.
نفس الأمر فعله الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى قرر أن ينقذ بلاده من الفقر والجوع، وآلام الفاقة، فدشن حملة القضاء على الفساد فى كافة المجالات، وإعادة هيبة الدولة، دون الالتفات إلى الاتهامات الموجهة له من الداخل والخارج بأنه ديكتاتورى وقمعى، فرأينا روسيا تتقدم وتعود كدولة عظمى، تشكل خريطة القوة العالمية!
 
وما الصين أو روسيا إلا نموذجان، لم نسمع فيهما نغمة احتواء واحتضان وهشتكة المعارضة، وإذا كان لا يروق للبعض نظام الحكم فى الصين أو روسيا، نطير بهم إلى أمريكا، ونسأل: هل الحزب الجمهورى الحاكم حاليا، يحتضن المعارضة خاصة عدوه اللدود الحزب الديموقراطى؟! وهل ترامب يروض ويهشتك شباب حزب أوباما وهيلارى؟ ونفس الأمر فى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهل توجد معارضة محترمة ترتضى أن يحتضنها خصمها السياسى وتقبل الاحتضان والاحتواء وهى الطامعة فى السلطة؟!
 
يا سادة، نظام الحكم فى أى بلد من بلدان العالم المتقدم منها والعالم الثالث، يبحث عن تقوية ودعم وتثبيت حكمه، والمعارضة الوطنية تبحث عن الوصول بالطرق الشرعية المعلومة بالضرورة للحكم، وليس بالاحتواء والاحتضان والترضية والتسول!!
ولك الله يا مصر...!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة