كيف تستفيد مصر من اعتماد "مسار رحلة العائلة المقدسة".. 1.2 مليار كاثوليكى تستهدفهم دعوة بابا الفاتيكان.. فرصة تاريخية لتحقيق طفرة سياحية بعد تراجع 6 سنوات.. ودعم "الحبر الأعظم" رسالة بأن مصر بلد الأمن والسلام

الخميس، 05 أكتوبر 2017 06:00 ص
كيف تستفيد مصر من اعتماد "مسار رحلة العائلة المقدسة".. 1.2 مليار كاثوليكى تستهدفهم دعوة بابا الفاتيكان.. فرصة تاريخية لتحقيق طفرة سياحية بعد تراجع 6 سنوات.. ودعم "الحبر الأعظم" رسالة بأن مصر بلد الأمن والسلام بابا الفاتيكان
كتب- عصام عابدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"السلام عليكم"، "مصر أم الدنيا"، " الدين لله والوطن للجميع"، "تحيا مصر"، كلمات نطق بها البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، خلال زيارته الأخيرة لمصر،  كشفت عما فى قلب الرجل تجاه "أرض الأديان والأنبياء"، وكانت مقدمة طبيعية لموافقته على مسار  رحلة العائلة المقدسة، لاعتمادها ضمن رحلات الحج المسيحى، الأمر الذى سيحقق للدولة المصرية مكاسب حقيقية تعود بمليارات الدولارات حال استغلالها جيدا من قبل الحكومة.

 

مباركة "الحبر الأعظم" لرحلة العائلة المقدسة فى مصر، حدث دينى "عظيم"، يحمل فى ثناياه الكثير من الرسائل، والتى أولها التأكيد على أن ما صرح به البابا فى حق مصر وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى والإمام الأكبر شيخ الأزهر، لم يكن مجاملة أو تعبيرات ودية، بل قناعة وإيمان بأن مصر التى أشبعت العالم بالغذاء فى الماضى قادرة على إشباعه بالأمن والسلام.

 

مصر التى أقر بابا الفاتيكان، حج الكاثوليك إليها، هى "جنة الله فى الأرض"، أهلها فى رباط إلى يوم الدين، بها خير أجناد الأرض، أرض المحبة السلام والأمن والأمان، بها احتمت العائلة المقدسة، وتلقى موسى على أرضها كلمات ربه ونجاه من فرعون وملئه،  وفيها آتى الله يوسف الملك وجعله "عزيز مصر"، بل كانت منقذة العالم فى "السنوات العجاف".

 

البابا فرانسيس، يدرك أن مصر تواجه الإرهاب وتصمد أمامه دفاعاً عن الإنسانية كلها من أجل البناء والتنمية والاستقرار والسلام، وتأتى خطوة حج المسيحيين إليها، ليفتح الباب على مصراعيه لعودة السياحة، وبقوة، بعد 6 أعوام من الركود والتراجع نتيجة الأحداث التى مرت بالبلاد من 2011 وتبعاتها على السياسة والاقتصاد، وهو الأمر الذى يفرض على الدولة المزيد من التحديات لإثبات قدرتها على الترويج لهذا الحدث التاريخى الذى إذا ما استغلته الحكومة المصرية جيدا وكانت قادرة على ترجمته على أرض الواقع فإنه "سيعوض ما فات"، خاصة أن الجمهور المستهدف يقار ب الـ 1.2 مليار مسيحى كاثوليكى.

 

الدول التى تضم أكبر الأعداد من الكاثوليك

المسيحية الكاثوليكية تأتى فى مقدمة الطوائف المسيحية وهم حوالى 1.13 مليار نسمة (17.33% من البشرية، 51.4% من المسيحية)؛ وحسب الدراسة التي أعدّها "مركز (بيو) حول الدين والحياة العامة" في الولايات المتحدة، فمن ناحية طوائف يشكل الكاثوليك حوالي نصف مسيحيى العالم، ويتواجد نصف كاثوليك العالم في القارة الأمريكية (حوالي 40% يتواجدون في أمريكا اللاتينية)، ويعيش 24% من كاثوليك العالم في أوروبا، ويتواجدون بكثرة خصوصًا فى جنوب وغرب أوروبا، وتحوي القارة الأفريقية 16.1% من كاثوليك العالم، ويقطن في كل من آسيا وأوقيانوسيا 12.0% من الكاثوليك في العالم.

 

البرازيل تأتى على قائمة الدول ذات الأغلبية الكاثوليكية بنسبة 68.6% من السكان، ويبلغ عددهم 133,660,000مليون نسمة،  تليها المكسيك بنسبة 84.9% من سكانها ويبلغ عددهم 96,330,000 مليون نسمة، ثم الفلبين بنسبة 81.4%من إجمالى سكانها، ويبلع تعدادهم  75,940,000 مليون نسمة، وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 24.9% من السكان ويبلغ عدد الكاثوليك بها 74,470,000 مليون نسمة، تليها إيطاليا بنسبة 24.9% من السكان ويبلغ عددهم 50,250,000 مليون نسمة.

 

المطلوب من الدولة المصرية

الدولة المصرية مطالبة بوضع الخطط والأهداف لاغتنام الفرصة التاريخية وتحويل دعم بابا الفاتيكان إلى مكاسب على الأرض عبر تفكير ومنهج علمي ووسائل احترافية، والابتعاد عن العشوائية وأساليب "الهواة" القديمة، وألا تتعجل الحكومة، ممثلة فى وزارة السياحة، فى استقبال السياح ، قبل الانتهاء من إنشاء الخدمات السياحية الضرورية لهم.

 

لكى تعود السياحة الدينية وبقوة، لا بد من إنشاء الفنادق في الأماكن القريبة من المعابد والكنائس والمساجد الأثرية، وتمهيد الطرق بشكل أيسر، حتى يستطيع السائح السير عليها، دون مشقة، بالإضافة للنقطة الأهم وهى الترويج لهذا التراث الديني فى الدول الخارجية، ببرنامج دعائى وتوعية، ينتهى بحملة إعلانية ودعائية قوية جداً يتم التخطيط لها  منذ الآن.

 

اعتماد مسار العائلة المقدسة كأحد برامج الحج الفاتيكانى نقلة نوعية فى التاريخ الحديث لمصر الحديثة، تستهدف 2 مليون سائح على الأقل لمصر، بحسب نادر جرجس مسئول لجنة إحياء مسار العائلة المقدس، موضحا أنه تم تقديم كل الوثائق والمخطوطات التى تؤكد رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، لافتاً إلى أن هناك وثائق عديدة، من بينها خط مسار العائلة المقدسة منذ قدومهم من مدينة العريش حتى نهاية رحلة المجئ إلى أسيوط، ثم العودة إلى فلسطين مرة أخرى، والتى  استغرقت 3 سنوات و11 شهر، قطعوا خلالها 3 آلاف و500 كم.

 

دراسة بعنوان "تنافسية السياحة المصرية فى الإطار الإقليمى"، أعدها الدكتور محمد أبوشوق، الأستاذ بكلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم عام 2016،  رصدت  7 أسباب قالت إنها أدت لتراجع مركز مصر فى "تنافسية السياحة".

 

وذكرت الدراسة أن تلك العوامل تتمثل فى عدم سرعة وكفاءة الإنترنت، وتفعيل وتطوير ضوابط حماية البيئة المستدامة، وحماية البيئة فى خطط تنمية السياحة، وإجراءات تنظيم المرور والأمن والأمان، ونقص كفاية وكفاءة بنية النقل البرى والجوى، وضعف إجراءات الصحة والسلامة، ونقص كفاية وكفاءة بنية تكنولوجيا المعلومات فى قطاع السياحة والسفر.

 

الدراسة أوصت وزارة السياحة، بتكثيف الجهود الترويجية لتحسين الصورة الذهنية للمقصد المصرى، والتأكيد على جودة الخدمات المقدمة فى قطاع السياحة والسفر، ومتابعة مقدمى الخدمات السياحية، للتأكد من عدم مخالفتهم قواعد وضوابط العمل المنظمة لقطاع السياحة والسفر.

 

ووجهت الدراسة 3 توصيات إلى وزارة الداخلية، من خلال التأكيد على أمن وأمان المقصد المصرى، وحماية السائحين، وتسهيل دخولهم إلى مصر.

 

مسار رحلة العائلة المقدسة

تم توثيق رحلة العائلة المقدسة التى وردت فى الأناجيل المختلفة، وتحديد أهم 13 مكاناً مكثت بها السيدة العذراء، والسيد المسيح، والقديس يوسف النجار خلال رحلتهم، بداية من رفح والعريش بسيناء، حتى درنكة بصعيد مصر.

 

"العائلة المقدسة استقرت 3 سنوات و6 أشهر داخل مصر، ما يؤهل مصر لتكون مزاراً للسياحة المسيحية في العالم، وأشهر المعالم المرتبطة بتلك الرحلة كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب في سمنود، بمنطقة وسط الدلتا.

 

جاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش ووصلت إلى بابليون، أو مايعرف اليوم بمصر القديمة، ثم تحركوا نحو الصعيد، واختبأوا هناك فترة، ثم عادوا للشمال مرورا بوادي النطرون، واجتازوا الدلتا، مرورا بسخا ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتوا، ويُعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة.

 

بدأت رحلة العائلة المقدسة من بيت لحم في فلسطين، واتخذت طريقا غير معروف هربا من الملك هيرودس، الذي كان يريد قتل الطفل يسوع، وكانت حينها 3 طرق معروفة للسفر من فلسطين إلى مصر، ويقال إنهم اتخذوا طريق العريش.

 

1- رفح:

وهي مدينة حدودية منذ أقدم العصور، وتبعد عن مدينة العريش شرقا مسافة 45 كم، وقد تم العثور في أطلال هذه المدينة على آثار ذات صلة بالديانة المسيحية.

 

2- العريش:

وهى مدينه واقعه على شاطئ البحر الابيض المتوسط، وقد تم العثور على بقايا من كنائس فى طرقات المدينة.

 

3- الفرما:

تعتبر من مراكز الرهبنة في مصر، ويزيد من أهميتها أنها كانت المحطة الأخيرة التي حلت بها العائلة المقدسة في سيناء.

 

4ـ تل بسطا:

من المدن المصرية القديمة وتقع بجوار مدينه الزقازيق، دخلتها العائلة المقدسة في 24 بشنس، وهو الشهر التاسع من التقويم القبطي، وفي التقويم الجريجوري يبدأ من 9 مايو إلى 7 يونيو، وجلسوا تحت شجرة، ولم يحسن أهلها استقبال العائلة.

 

5ـ الزقازيق.

 

6ـ مسطرد (المحمة):

بعد أن تركت العائلة المقدسة الزقازيق وصلوا إلى مكان قفر أقاموا فيه تحت شجرة، ووجدوا أيضا ينبوع ماء، وأُطلق على هذا المكان "المحمة"، وقد رجعت العائلة المقدسة إلى هذا المكان مرة أخرى في طريق عودتها إلى الأراضى المقدسة.

 

7ـ بلبيس:

بعد أن تركت العائلة مسطرد جددوا المسير إلى أن وصلوا إلى مدينة بلبيس، وحاليا هي مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية، وتبعد عن مدينة القاهرة مسافة 55كم.

 

8ـ سمنود:

بعد أن تركوا بلبيس اتجهوا شمالا إلى بلدة منية جناح التي تُعرف الآن باسم "منية سمنود"، ومنها عبروا بطريق البحر إلى سمنود.

 

9ـ البرلس:

ارتحلوا من سمنود وواصلوا السير غربا إلى منطقة البرلس، ونزلوا في قرية تدعى "شجرة التين"، فلم يقبلوهم أهلها فساروا حتى وصلوا إلى قرية "المطلع"، حيث استقبلهم رجل من أهل القريه وأحضر لهم ما يحتاجونه.

 

10ـ سخا:

كانت هذه المنطقة تعرف باسم "بيخا إيسوس" الذي معناه كعب يسوع.

 

11ـ وادي النطرون:

بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من مدينة سخا عبرت الفرع الغربي للنيل، حتى وصلوا إلى وادي النطرون، وهذا المكان يضم الآن 4 أديرة، هي دير القديس أبو مقار، دير الأنبا بيشوي، دير السريان، دير البراموس.

 

12ـ المطرية وعين شمس:

توجد بمنطقة المطرية شجرة بجوار كنيسة السيدة العذراء استظلت بها العائلة، وكذلك يوجد بالمنطقة بئر ماء مقدس استقت منه العائلة المقدسة.

 

13- الفسطاط:

بعد أن وصلت العائلة المقدسة المنطقة المعروفة ببابليون بمصر القديمة، سكنوا المغارة التي توجد الآن بكنيسة أبي سرجة الأثرية المعروفة حاليا باسم الشهيدين سرجيوس وواخس.

 

14- منطقة المعادي:

وصلت العائلة إلى منطقة المعادي، ومكثت بها فترة وتوجد الآن كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة، ثم عبرت العائلة المقدسة النيل بالقارب إلى المكان المعروف بمدينة منف، وهى الآن ميت رهينة، وتقع بالقرب من البدرشين بمحافظة الجيزة، ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة.

 

15- منطقة البهنسا:

هي من القرى القديمة بالصعيد، ويقع بها دير الجرنوس 10 كم غرب أشنين النصارى، وبها كنيسة باسم العذراء مريم، ويوجد داخل الكنيسة بجوار الحائط الغربى بئر عميق يقول التقليد الكنسى أن العائلة المقدسة شربت منه أثناء رحلتها.

 

16- جبل الطير:

بعد البهنسا سارت ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط، ومنها عبرت النيل ناحية الشرق إلى جبل الطير.

 

17- بلدة الأشمونيين:

ثم عبرت العائلة النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونيين.

 

18- قرية ديروط الشريف:

بعد ارتحال العائلة المقدسة من الأشمونيين سارت جنوبا إلى قرية ديروط الشريف.

 

19ـ القوصية:

ليست هى مدينة القوصية الحالية وانما هى بلدة بالقرب منها.

 

20- قرية مير:

سارت العائلة من القوصية لمسافة 8 كم غرب القوصية، حتى وصلت إلى قرية مير.

 

21- دير المحرق:

بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من قرية مير، اتجهت إلى جبل قسقام، ويبعد 12 كم غرب القوصية، ويعتبر الدير المحرق من أهم المحطات التي اسقرت بها العائلة المقدسة، واسم هذا الدير الأصلي هو "دير العذراء مريم"، ولكنه يعرف بالمحرّق، وتعتبر الفترة التي قضتها العائلة في هذا المكان من أطول الفترات، ومقدارها "6 شهور و10 اْيام" وتعتبر الغرفة أو المغارة التي سكنتها العائلة هي أول كنيسة في مصر، بل في العالم كله.

 

22- جبل درنكة:

بعد ارتحال العائلة المقدسة من جبل قسقام اتجهت جنوبا إلى أن وصلت إلى جبل أسيوط، حيث يوجد دير درنكة ومغارة قديمة منحوتة في الجبل أقامت العائلة المقدسة بداخلها، ويعتبر دير درنكة هو آخر المحطات التي قد التجاْت إليها العائلة المقدسة في رحلتها إلى مصر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة